مع اقتراب يوم عيد الميلاد في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وفق التقويم الغربي، تستعد بعض الكنائس في الكويت لقرع أجراسها ومعاودة الاحتفالات، بعد توقف عامين بسبب الأحداث في سورية والعراق، حيث سيكون الاحتفال هذا العام بعودة العراقيين والسوريين لديارهم، والقضاء على تنظيم «داعش»، وسط استعدادات جميع الكنائس للاحتفال بأعياد الميلاد وصلوات رعاتها بأن يحفظ الله الكويت ويديم عليها نعمتي الأمن والاستقرار.النائب البطريركي للروم الكاثوليك في الكويت والخليج العربي الأرشمندريت بطرس غريب، أكد أن «صلوات كنيسته قد بدأت في 15 ديسمبر الجاري، وتم التجهيز لتوزيع المساعدات على المحتاجين واستقبال من يريد الاعتراف وعمل حفل بابا نويل للأطفال». وأضاف غريب في تصريح لـ«الراي» أنه يشدد على السلام «وخاصة في لبنان وسورية وفي الكويت، ومنذ عامين لم يكن هناك أي مظاهر للإحتفال بسبب الأحداث في سورية، وكانت الاستقبالات على نطاق ضيق، أما هذا العام فستعود الاحتفالات، حيث بدأ الكثير يرجعون لبيوتهم مع نهاية الحرب في سورية والعراق وتم القضاء على تنظيم داعش». وحول مقر كنيسته الكائن في منطقة سلوى، قال «اشترينا المبنى الذي توجد فيه الكنيسة بمساعدة الخيرين، ومازال علينا ديون بسبب هذا الأمر، ولكن ماذا سنفعل سنصلي؟ حتى لو في حجرة صغيرة، ونحمد الله أن ثمة مكانا نصلي به». من جانبه، قال نائب المطران للعلاقات العامة راعي الكنيسة الكاثوليكية في الكويت الخوري ريمون عيد، في تصريح لـ «الراي» إن «الاستعدادت لأعياد الميلاد قد بدأت بالفعل»، لافتاً إلى أن «الأجواء بفضل القوى الأمنية والقائمين جيدة ومساعدة ونشكر الله على هذه الأجواء، ونطلب منه أن تكون الأعياد سعيدة على الجميع ويعم السلام والوئام بين كافة البشر».وتابع «كلنا نسعى للسلام ونرغب في الوصول للسلام الحقيقي في حياتنا»، لافتاً إلى أن «كنسيته ستحتفل بالعيد في 25 ديسمبر، وفي الأول من يناير حيث بدأ التحضير لهذه الأعياد». وأشار عيد إلى أن «كثيرا من رعايا الكنيسة يسافرون لقضاء الأعياد في بلادهم خصوصا الموارنة اللبنانيين»، منوهاً بأن «عدد الرعايا وصل 350 ألفا على أقل تقدير، من بينهم قرابة 200 ألف يترددون على مبنى الكاتدرائية في الكويت، فيما يتردد الآخرون على كنيستي الأحمدي والعباسية الصغيرتين».وعن ضيق مساحة العبادة، قال «هذا أمر معروف ونحن منذ قرابة 15 عاماً نتحدث في هذا الأمر، فأماكن العبادة باتت ضيقة مقارنة بأعداد المرتادين لها ونناشد السلطات الكويتية أن تساعدنا في هذا الأمر». بدوره أكد راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية القس عمانويل غريب في تصريح لـ «الراي» أن«استقبال المهنئين بأعياد الميلاد سيكون 25 ديسمبر في ديوانية الكنيسة من الساعة العاشرة صباحاً إلى الواحدة مساء، لافتاً إلى قيام الكنيسة بتنظيم جوقات ترانيم الميلاد بالإشتراك مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية». وتابع غريب «نشكر وزارة الداخلية لحمايتهم المصلين أثناء الاحتفال بالأعياد ونقوم بالتنسيق معهم، ونسأل الله أن يحفظ صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس الوزراء وأن يديم الكويت دولة أمن وأمان وأن تظل سباقة دائماً في لم الشمل الخليجي».وزاد«سنصلي من أجل حفظ الكويت من كل مكروه ولم الشمل الخليجي وأن يديم الصحة والعافية على سمو الأمير وتبقى الكويت مركزا للعمل الإنساني وسموه قائدا للعمل الإنساني».وفي سياق الاحتفالات، بدأت الاستعدادت لأعياد الميلاد مبكراً في إبريشية سانت تريز في السالمية التابعة للكنيسة الكاثوليكية في الكويت، وتوافد عدد كبير من رعاياها وخاصة من الهنود والفيلبينيين لأداء الصلوات والطقوس الدينية.
هزيم: لن نحتفل تضامناً مع القدس
أعلن ميتروبوليت بغداد والكويت وتوابعهما لطائفة الروم الأرثوذكس الأنطاكية المطران غطاس هزيم أن «كنيسته لن تحتفل بأعياد الميلاد هذا العام وستكتفي بالصلاة تضامناً مع ما تتعرض له القدس من عدوان».وقال في تصريح لـ«الراي»: «لدينا غصة كبيرة بسبب ما يحدث في القدس مدينة السلام التي نتمنى ألا تحرم منه، وما يحدث اليوم للمسلمين والمسيحيين بها مرفوض». ووجه رسالة تهنئة بمناسبة أعياد الميلاد قال فيها «أتمنى لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الذي نفتخر بحكمته وتوجهه السلامي أن يغدق الله عليه بموفور الصحة والعافية ليقود البلد والعرب لما فيه الخير والسلام». وقال: «نفتخر بهذا البلد السمح الذي تعيش فيه الأديان والطوائف بسلام ووئام دون تمييز»، مضيفاً «نسأل الله أن يحمي أهله من كل نائبة ويمنحهم الازدهار».