وعدت جمهورها الكويتي بحفل غير عادي... عندما قالت له: «ابشر وتم»، فوفّت بوعدها وأضاءت ليلة كبيرة، ستبقى عالقة لسنوات في «خانات الذكريات».إنها أصالة الغناء العربي المطربة السورية أصالة نصري، التي أحيت أول من أمس، واحدة من أنجح حفلاتها على الإطلاق، بمعية فرقتها الموسيقية بقيادة المايسترو وليد فايد، في مركز الشيخ جابر الثقافي، ضمن فعاليات «من الكويت نبدأ».شهد الحفل، حضور حشد جماهيري غفير، حيث امتلأت المدرجات بأكملها ولم يبق مقعد شاغر داخل المسرح، كدأب الليالي التي تكون نجمتها أصالة، وهو أمر متوقع منذ نفاد التذاكر قبل أسبوع تقريباً.قدمت أصالة على مدى ساعتين 18 أغنية، توزعت على فصلين، حيث استهلت الفصل الأول بأغنية جديدة بعنوان «مين فينا» التي سبق أن قدمتها دويتو مع الفنان محمد الشرنوبي، لكنها في هذا الحفل استعانت بالكورال لتعويض غياب الشرنوبي.ثم أبدعت بأغنية «أشكرهم» من ألبومها الخليجي الأخير، في حين مازحت جمهورها بالقول: «راح أقدم لكم أغنية أحبها، لكنني نسيت اسمها لما قصيت شعري»، وبعد ثوان قليلة قالت إنها بعنوان «شف عذر»، لتؤديها على المسرح وسط تفاعل وانسجام كبيرين من جانب الحاضرين.وألهبت نصري مشاعر العاشقين بدفء إحساسها، كما لو أنها تعرف ما يختلج صدورهم من آهات، لاسيما عندما غنّت «يوم الرحيل»، وهي الأغنية الأشهر من ألبومها الأخير «مهتمة بالتفاصيل»، تبعتها بأغنية خليجية بعنوان «ابشر وتم»، فأغنية «الحب» التي سبق وقدمتها في تتر المسلسل التلفزيوني «لا تطفئ الشمس».كما تألقت أصالة الغناء في أداء أغنية «حوبتي» قبل أن تختتم الفصل الأول من الحفل بـ«عقوبة» حيث لاقت الأغنية هتافاً منقطع النظير من جمهور النساء.الفصل الثانيبعدما انتصرت للنساء، أطلت نصري مرة أخرى على المسرح، لتلطّف الأجواء مع جمهورها من الرجال عبر أغنيتها الجديدة «يا حبِّيبة»، ثم قدمت أغنية جديدة أيضاً بعنوان «هيقولك» لتعترف بعدها بكل تواضع أنها قلّدت في هذه الأغنية الفنانة سميرة سعيد لناحية «ستايلها» في الغناء، لتشدو بأغنية أخرى بعنوان «كان يهمني»، ولتصمت برهة، قبل أن تخاطب الجمهور قائلة: «حيثما يجتمع الناس والموسيقى تكون الطاقة الإيجابية، وأنا سعيدة بهذه الطاقة الجميلة والطاغية في أرجاء المسرح». ولامست أصالة آلام المجروحين، عندما أطربت الحضور بأغنية «خانات الذكريات»، بينما «ولعت» المسرح في أغنية «سواها قلبي» إلى حد أن الجمهور أصبح هو المطرب والكورال في آن معاً.وبلمسة حب ووفاء، استذكرت أصالة أصدقاءها وأحباءها في لبنان، بعدما أهدت لهم أغنية تقدمها للمرة الأولى على المسرح بعنوان «شو بدك».ولأنها لا تنسى من وقفوا معها في مشوارها، قدمت أغنية «ماعلينا يا حبيبي»، تكريماً لروح الفنان أبو بكر سالم، قائلة: «لما بغني لحبايبي الفنانين الراحلين، فهذا ينبع من حبي لهم»، مضيفة: «أبو أصيل يُذكرني بوالدي، فهما يحملان الصفات ذاتها والشعر الأبيض ذاته». وبعد إلحاح شديد من جانب الجمهور، قدمت أصالة أغنية «لا تخاف» بإحساس عالٍ، قبل أن تختتم ليلتها البهيجة بأغنية «ذاك الغبي».يُذكر أن أصالة نصري، أحدثت نقلة جديدة في عالم الغناء العربي، منذ بداية ظهورها في التسعينات من القرن الماضي، إذ يمتاز صوتها بنبرات قوية واحساس مرهف.نجحت أصالة في أن تعيد إلى الأغنية الطربية مكانتها، مع قلة قليلة من أصحاب الأصوات القوية والجميلة الثقة من جديد بالتراث الموسيقي وإمكانات تطويره، بعدما كاد يندثر بسبب التأثير الغربي في موسيقانا من جهة، وسيطرة الأغاني الهابطة والأصوات الرديئة على الساحة من جهة أخرى، فظهرت أصالة بصوتها، ونجحت مع كوكبة من رفاقها ورفيقاتها الباحثين عن الإبداع الرفيع في إعادة الأمل من جديد في صنع غناء نبيل ومتعة راقية.
فنون
وعَدَت فوفّت... وأحيت ليلة ستبقى في«خانات الذكريات»
أصالة لجمهور مركز جابر الثقافي: «ابشر وتم»!
أصالة محاطة بالفرقة الموسيقية
11:53 ص