في ختام عشرة أيام بذر الفنانون طوالها «حبات» عرقهم أداءً وإبداعاً على خشبة المسرح، في الدورة الثامنة عشرة من مهرجان الكويت المسرحي، بعدما سبقتها شهور من «حرث» الأرض و«تقليب» الأوراق وتجهيز الخطط ووضع التصميمات... جاء أوان الحصاد. فقد أُسدل الستار أول من أمس، في أمسية إبداعية، ختاماً لمهرجان الكويت المسرحي، زاد من فرحتها أنها شهدت أيضاً افتتاح بطولة «كأس خليجي 23» في كرة القدم، وكأن الكويت تقول لمحبيها، إنه لا تكاد مناسبة تُطفَأ شعلتُها على أرضها، إلا وتوهجت شعلة مناسبة أخرى! وفي ليلة جمعت فرحتين، ختام مهرجان الكويت المسرحي 18 وافتتاح كأس الخليج العربي 23، وُضعت شاشة كبيرة على خشبة مسرح الدسمة، من قبل الفنان جمال اللهو لمتابعة مباراة منتخب الكويت لكرة القدم، قبيل موعد تكريم الفائزين بالجوائز المسرحية. فبرعاية وزير الإعلام رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد ناصر الجبري، وبحضور ممثل الوزير الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، وضيوف دولة الكويت من الشخصيات المسرحية الخليجية والعربية، ورئيس اللجنة العليا للمهرجان الأمين العام المساعد لقطاع الفنون والمسارح د. بدر الدويش، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي، ومدير إدارة المسرح ومدير المهرجان أحمد التتان وجمع من الحضور الفني والإعلامي وجمهور غفير، انطلق الحفل الختامي للمهرجان بعزف النشيد الوطني لدولة الكويت، وقدمت الحفل الفنانة أحلام حسن والمذيع طلال خليفة.وبعد عرض فيلم تسجيلي تضمّن مشاهد من المسرحيات التي شاركت خلال الدورة، وبعض اللقطات والكلمات التي تعبر عن آراء ضيوف المهرجان، اعتلى خشبة المسرح الفنان جاسم النبهان ليلقي كلمة توصيات لجنة التحكيم. وبعد ترحيبه بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والضيوف، والجمهور كذلك قال: «أبارك لكم عودة الروح الرياضية... الرياضة الكويتية، كما نفخر بوصول المهرجان إلى الدورة الثامنة عشرة، ولا ننسى رفقاء الدرب رحمهم الله، فبهم قد حقق المسرح هذا التميز، ولا يسعني إلا أن أحييكم، وأشكر أعضاء لجنة التحكيم لما بذلوه من جهد للتوصل إلى النتائج، ونتمنى أن تكون عادلة ومنصفة... ولاحظنا النقاط التالية:أولا: غياب السينوغرافيا في معظم العروض المسرحية بالطريقة التي تؤثر على مبدأ الوحدة العضوية بين العناصر المختلفة للعرض المسرحي. ثانيا: الجمع بين وظيفتي المؤلف والمخرج... وجاء ذلك في كثير من عروض المهرجان، ما ترتب عليه تحجيم إعمال الخيال على مستوى الإيقاع المرئي والمسموع وعلاقته بالتركيب الدرامي. ثالثا: طغيان الأداء الخارجي على بعض الممثلين بالصورة التي تبرز قيم الشكلانية في الأداء على حساب الأفعال الداخلية. رابعا: الخلط بين مصطلحي الموسيقى من جانب والمؤثرات الصوتية من جانب آخر، في لائحة العمل بالمهرجان. خامسا: عدم وجود جائزة للمكياج». وأردف النبهان: «لذلك توصي اللجنة بما يلي: أولا: استحداث جائزة للسينوغرافيا. ثانيا: استحداث جائزة للمكياج. ثالثا: تعديل مسمى الجائزة من مؤثرات صوتية إلى أفضل موسيقى. رابعا: السماح لأبناء الكويتيات بالحصول على الجوائز الفردية... وفي الختام باسمي وباسم زملائي أعضاء لجنة التحكيم أتقدم بالتحية والتقدير إلى الأستاذ مقرر اللجنة عبدالعزيز صفر على جهده لإنجاح هذا المهرجان». بعد ذلك جرت مراسم تكريم وسائل الإعلام وأعضاء لجنتي المركز الإعلامي والنشرة الخاصة بالمهرجان، حيث صعد خشبة المسرح كل من الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، ورئيس اللجنة العليا للمهرجان الأمين العام المساعد لقطاع الفنون والمسرح الدكتور بدر الدويش، ومدير إدارة المسرح ومدير المهرجان أحمد التتان، ومن جريدة «الراي» تم تكريم كل من حسين خليل وحمود العنزي... وكذلك بقية الزملاء من مختلف الصحف المحلية... كما قام الأمين العام لوزارة الثقافة الأردنية هزاع البراري بتقديم درع إلى المهندس علي اليوحة.وكذلك كُرِّم رئيس لجنة التحكيم الفنان جاسم النبهان، والأعضاء: د. سكينة مراد من الكويت، وشادية زيتون من لبنان، ود. جمال الياقوت من مصر، وجمال سالم من الإمارات... وتصدرت جوائز المهرجان مسرحية «الرحمة» لفرقة المسرح الكويتي، حيث حازت جائزة أفضل عرض متكامل.. وجائزة أفضل مخرج (جائزة الراحل منصور المنصور) من نصيب الدكتور عبدالله العابر عن مسرحية «غفار الزلة» لفرقة مسرح الخليج العربي.. وجاءت جائزة أفضل ممثل دور أول (جائزة الراحل كنعان حمد) من نصيب الفنان علي الحسيني عن مسرحية «الرحمة» لفرقة المسرح الكويتي.. وجائزة أفضل ممثلة دور أول حازتها الفنانة سماح عن مسرحية «صالحة» لفرقة مسرح الشباب.. وأما جائزة أفضل ممثل دور ثان فنالها الفنان مشاري المجيبل عن مسرحية «غفار الزلة» لفرقة مسرح الخليج العربي.. وقطفت جائزة أفضل ممثلة دور ثان الفنانة لولوة الملا عن مسرحية «صالحة» لفرقة مسرح الشباب. أما جائزة أفضل مؤلف مسرحي فكانت من نصيب المؤلفة فطامي العطار عن مسرحية «ليلة ربيع ع قمراء» لشركة «المهندز» للإنتاج الفني.. وجائزة أفضل أزياء حصدها فهد المذن عن مسرحية «غفار الزلة» لفرقة مسرح الخليج العربي.. وجائزة أفضل مؤثرات صوتية من نصيب عبدالله البلوشي عن مسرحية «غفار الزلة» لفرقة مسرح الخليج العربي.. أما جائزة أفضل ديكور فحصل عليها فيصل العبيد عن مسرحية «الرحمة» لفرقة المسرح الكويتي، وجائزة أفضل إضاءة من نصيب عبدالله النصار عن مسرحية «غفار الزلة» لفرقة مسرح الخليج العربي.. لينتزع جائزة أفضل ممثل واعد الممثل الشاب مهدي القصاب عن مسرحية «الرحمة» لفرقة المسرح الكويتي، وكذلك انتزعت جائزة أفضل ممثلة واعدة الممثلة دانة حسين عن مسرحية «موعد مع» لفرقة المسرح الشعبي، والجائزتان الأخيرتان تقدمهما الزميلة «الأنباء».
فنون
حصاد الدورة الـ 18 من «الكويت المسرحي»
«الرحمة» أفضل عرض... وسماح والحسيني «ممثلَين أوَّلَين»
09:49 ص