«راح أعطيكم من الآخر... وأنتم وكيفكم».خلصت جلسة مجلس الأمة الماضية إلى ست توصيات لــ «الوحدة الوطنية»? وهي من شقين: الأول مرتبط بإنشاء جهاز متخصص لإدارة الأزمات والكوارث? والثاني لجنة مشتركة لصياغة مشروع للمصالحة الوطنية، وهنا سأنقل ما يتطلع إليه المواطن البسيط ذو الثقافة المحدودة وطبقة المثقفين ممن «بُح» صوتهم ولم يجدوا آذانا صاغية... أنقلها من قلب محب للوطن والمواطنين كي نفهم أين نقف منها ؟ بالنسبة لإدارة الأزمات والمخاطر:المواطن يتطلع إلى حلول لأمة تدنى فيها مستوى التعليم، مع تردي الخدمات الصحية وظهور أزمة إيجاد وظيفة مناسبة لأصحاب الكفاءات، وأضف إليها خلل التركيبة السكانية.يوجد من بيننا حملة دكتوراه في إدارة الأزمات والكوارث وهناك متخصصون في مختلف المجالات (أمن غذائي? صحي? تعليمي? هندسي? إداري... إلخ)... نحن بحاجة إلى من ينشر إعلانا لاستقطاب هؤلاء، خاصة وإن كثيرا من الأزمات وكان آخرها أزمة «البصل» و«الخدم» وهما من أبسط المشاكل لم تستطع القيادات الحالية التنبؤ بها قبل وقوعها، وهذا مؤشر على ضرورة تقييم القيادات العاملة في شتى المجالات إن كنا نريد إدارة فاعلة لها.وهناك أزمة الاقتصاد العالمي الجديد والتحول السريع الذي طرأ على مصادر الطاقة، وهذه تحتاج رجال اقتصاد لتغيير قنوات الاستثمار الذي تستدعي الضرورة معه تخصيص مؤسسة خاصة بالاقتصاد وهو ما طالبنا به من قبل مرارا وتكرارا.أما الأزمة السياسية... فأعتقد بإننا بحاجة إلى مدرسة تعلم أسلوب سمو الأمير في قيادة البلاد في ظل التطورات الإقليمية، وهو حفظه الله ورعاه خير مصدر لها.وفي ما يخص المصالحة الوطنية:نحتاج إلى توعية المواطن بحقوقه وواجباته الدستورية والاجتماعية بما يكفل ممارسة أفضل للديموقراطية والتعايش بين مكونات المجتمع، بصورة أخلاقية تزيد من لحمة فئات المجتمع، وهنا فالضرورة الملحة تنحصر في تغيير النظام الانتخابي، وهناك عدة اقتراحات في هذا الشأن من ضمنها نظام «القائمة الواحدة» ففيها تجتمع الكفاءات من مختلف المشارب، ويفضل أن يتم تغيير شروط الترشيح لتتماشى مع متطلبات العصر الحديث، إضافة إلى الإسراع في محاسبة المسيئين في مواقع التواصل الاجتماعي وسراق المال العام وكل فاسد ومفسد.الزبدة:أنقل لكم ما يتوقع المواطن البسيط المطالب بالإصلاح، والذي يبحث عن حسن إدارة وقيادة لأزمة (التعليم? الصحة? الخدمات والاستقرار والنمو المالي والاقتصادي) من خلال الكفاءات أصحاب التخصص وهم كثر لو أدركنا وبرغبة الحاجة لهم، بعد ظهور كل المؤشرات التي توضح تدني المستوى لدينا مقارنة بدول آخرى بما فيها الخليجية حيث بتنا في ذيل القائمة.والمصالحة الوطنية ذكرنا متطلباتها، خاصة في جزئية النظام الانتخابي الذي أثبتت الدراسة الحكومية إن نظام الصوت الواحد قد عزز مفاهيم القبلية والفئوية بين أفراد الأسرة الواحدة، ناهيك عن سموم «التواصل الاجتماعي» التي لم يجد مروجوها من يردعهم.مختصر القول... لا يستقيم الحال في ظل تفشي الفساد وداعميه ورموزه، ولن نستطيع بلوغ الغايات الوطنية النبيلة في ظل بقاء قيادات «البراشوت» في مناصبهم... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi
مقالات
وجع الحروف
بين المخاطر و«المصالحة»: أين نقف؟
08:10 ص