كونا- أعلن الفنان التشكيلي الباحث في مجال الفنون والتاريخ أسعد بوناشي والباحث التاريخي عضو جمعية المؤرخين الكويتية بشار خليفوه أمس أن لوحة (بانوراما الكويت الثانية) التي هما بصدد وضع اللمسات الأخيرة عليها تجسد مدينة الكويت الثانية والسور الثاني في العام 1860.جاء ذلك في لقاء مع الفنانين على هامش مشاركتهما في معرض (الإنسان والحكمة في الخلق) الذي تنظمه سفارة الكويت في العاصمة التركية أنقرة.وقال بوناشي إن «فكرة (بانوراما الكويت الثانية) أطلق عليها الثانية لأنها تتعلق بالسور الثاني حيث بدأنا بدراسة وإخراج مدينة الكويت في ظل الصعوبات التي واجهناها لعدم وجود مصادر ثابتة وصور واضحة للمدينة عام 1860»، مشيراً إلى أنه قام والباحث خليفوه بجمع المصادر الشحيحة والمتعلقة بالمدينة إلى جانب الاستعانة بمجموعة من الخرائط القديمة المتوافرة في مركز البحوث والدراسات الكويتية وبمساعدة مجموعة من المكتبات والمؤرخين الكويتيين لتنفيذ العمل.وأوضح أن الهدف من إنجاز هذه اللوحة هو أحياء مدينة الكويت القديمة من جديد وعرضها للأجيال القادمة لمعرفة كيف نشأت الكويت في السابق، مشيراً إلى أن هذا العمل الفني والتاريخي يعد جهداً فردياً مشتركاً مع الباحث خليفوه تركز على جمع المصادر من الخارج والعمل على دراستها وإخراج المنطقة القديمة بالصورة المطلوبة.وذكر بوناشي انه تم الانتهاء من مراحل اللوحة التي تتعلق بالطرق الأساسية والمباني المهمة وموقع (الكوت) والذي تحول إلى اسطبل والمساجد وبقايا الأبراج الموجودة بالمنطقة إلى جانب امتداد الشوارع من (بانوراما الكويت الأولى إلى الثانية) وما صاحبها من زيادة في تعداد السكان بنحو الضعفين عن عام 1760.وعن المواد المستخدمة في اللوحة أشار بوناشي إلى أنه عادة يستخدم قديماً في اللوحات مواد التحبير بالقلم خاصة في مدينتي أمستردام وباريس لأن العمل يرتكز على رسم الخرائط، موضحاً أن أفضل الطرق استخداماً لبقاء اللوحة لمئات السنين هو استخدام الألوان الزيتية والمحافظة عليها للأجيال القادمة. وأوضح بوناشي ان اللوحة اخذت حيزا من البحث في جامعة (هارفارد) الأميركية وقام التلفزيون الهندي بعرضها على شاشته في حين عرضها الطيران البريطاني ضمن فيلم وثائقي عن الكويت ونالت شهادات تقدير من قبل أساتذة كبار في مجال التاريخ لقيمتها الاصلية.وقال إن «اللوحة تمثل الكويت عام 1760 حيث لا كاميرات ولا طائرات تحلق لالتقاط صور للمدينة، ولم يكن لها مصادر كثيرة وواجهنا الكثير من صعوبات في جمع المواد».من جانبه، قال الباحث خليفوه إن «لوحة (بانوراما الكويت الثانية) تعد امتداداً للأولى» مضيفا إن «الكويت فكرتها قامت على نصف دائرة فالسور الأول كما هي الحال الآن بالدائري الأول قائم على نصف دائرة والثاني والثالث وهلم جرا حتى أصبحت مناطق الكويت بالمنتصف ما يشير إلى أثر القديم على الحديث».واوضح أن (بانوراما الكويت الأولى) التي تبين نشأة الكويت كانت تتضمن نحو 17 معلماً في حين اشتملت الثانية على أكثر من 60 معلماً بما فيه السور الثاني والبوابات والطرق والمقابر والسوق، مشيراً إلى أن صورة مدينة امستردام ساهمت في تنفيذ العمل وأعطت تصوراً أكبر للمشروع.وبين خليفوه انه من خلال المصادر ووثائق الوقف وجمع المعلومات اتضحت الصورة وتبينت المدينة بوجود السور الأول في عام 1760 حسب مصادر شركة الهند الشرقية في حين تشير بعض الروايات بعد دمج المعلومات إلى عدم وجود بوابات بالسور وهو بحث جار دراسته حالياً.