الأحداث التي تحدث أمامك وأمام الجميع قابلة للتصديق أو قد تكون غير ذلك... البعض يصدقها ويرددها من دون أن يُتعب خلايا مخه. المهم أنه يتكلم في المجالس ويردد ما سمعه، يحلل الموضوع لكن ما يقوله تقوده مشاعره و ليس تفكيره.الخبر الذي ينقله له تأثير مباشر وغير مباشر على استقراره واستقرار من يحب، لكنه أيضاً مُصر على ترديد ما سمعه من دون أن يستدرك أنه قد يدمر استقراره.تردد أخيراً أن من يتهمه أهل الكويت بسرقة أموال التأمينات ومن ثم الهرب إلى خارج الكويت بطريقة كوميدية.نعم تردد أن الدولة التي يقيم فيها الآن وقعت اتفاقية لتبادل المتهمين مع الكويت، وبذلك تستطيع الكويت أن تطالب بهذا المتهم. وردد البعض أن هذه الدولة التي يقيم فيها هذا الهارب وافقت على طلب الكويت بتسليم المتهم. هكذا سردت الأحداث، وبشّر البعض بأن تسليم هذا الهارب للكويت أصبحت مسألة أيام، وسيُسلم الهارب وتعود معه الأموال التي سرقها. لكن الواقع يقول (...).إن شخصاً بهذا الذكاء، ولديه من العلاقات الكثير، ويقرأ الأحداث مثلما يقرأها الجميع، إلا أنه يتميز عنهم ويستطيع توقع بعض الأحداث قبل وقوعها، أو أن مصادره تخبره، فهكذا شخص بالتأكيد كما دخل إلى البلد التي يقيم فيها الآن يستطيع أن يخرج منها قبل تطبيق اتفاقية تبادل المتهمين، فهو ليس بالشخص الغبي على الإطلاق.إذاً من سعى وعمل على إقناع أهل البلد بأن توقيع اتفاقية لتبادل المتهمين مع هذا البلد لم يكن يقصد هذا الشخص باسمه إنما هو يسعى للمستقبل!لكن كيف استطاع أن يقنع أهل البلد بحكاية أن الاتفاقية لإحضار هذا الشخص؟هذه قصة تحكى للأجيال القادمة ليستفيدوا منها، ومن يعتقد أن الشخص الذي نتهمه بسرقة أموال التأمينات سيبقى مكانه بانتظار إلقاء القبض عليه ليسلم للكويت فهو واهم، والأفضل الذهاب إليه والاجتماع به وعمل مفاوضات جدية معه، من أجل إرجاع المبالغ، بدلاً من العيش في وهم أنه سيُسلم لنا، فالمفاوضات لاستعادة الأموال المسروقة أو المختلسة ليست ضعفاً أو غباء، إنما أسلوب متبع في العديد من الدول، وما عليك إلا النظر من حولك لتستوعب ما نقول.
مقالات
قبل الجراحة
راعي النصيفة
08:34 م