الإخاء الوطني والتسامح والتعايش، هي من القيم الراسخة في حياة الشعوب،لاسيما في عصرنا الذي تتسع فيه وسائل التواصل والتفاعل، سواء داخل الوطن الواحد أم بين بلدان متخاصمة.صحيح أن هناك خيارات متعددة ونظريات متباينة حول كيفية إرساء هذه القيم، وكيفية التوصل إلى قناعة بعدم جدوى إقصاء الآخرين. لكن التجارب الحية أثبتت، في أرجاء العالم المعاصر، أن الخلافات مهما تعمقت واشتدت، لا بد من حلها في نهاية المطاف: إما عبر التحاور والتفاوض والتفاهم، وإما بعد وقوع تطورات تلزم الأطراف المتخاصمة على وضع حد للنزاع، حتى لا يدفع الجميع الثمن في نهاية الأمر. فإذا استمر كل منهم على التشنج والتعصب فلا أحد سوف يتمكن من كسب أي شيء.وعلى النطاق الوطني فلا بد من ترسيخ مفهوم الإخاء على الرغم من وجود عدد لا يحصى من الخلافات، والتنافس ينبغي أن يكون حول كيفية عمل الخير، للناس وللوطن.وقد أصبح واضحا أن التعصب بالرأي وإقفال باب الحوار هما أقصر الطرق إلى تكريس الخصومة واستحالة حل أي من المشاكل.وفي عصر الإنترنت ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت طرق التفاهم مفتوحة ومشرعة، ولم يعد المرء في عزلة عن الآخرين. على المستوى الدولي أصبح العالم وكأنه «قرية كونية»، فكيف بالأحرى إذا نظرنا إلى وسائل التواصل بين المجموعة، داخل الوطن الواحد، وإلى الإمكانات المتوافرة للتواصل السريع بشأن هذه المشكلة أو تلك.لا بد من التفاعل والحوار والتفاهم والتسامح، ولا بد من إيجاد أفضل السبل لترسيخ القيم المشتركة، وعدم السماح بالوقوع في أخطاء لا سبيل إلى تجاوز آثارها وأضرارها.وفشل الحوار في هذه القضية أو تلك ينبغي ألا يحبط المتحاورين، ولا بد من العودة للسعي لإيجاد مخرج مشترك كي لا يدفع أي طرف الثمن في النهاية. فالتوافق هو السبيل إلى كسب الرأي العام.بالطبع فإن إقناع الآخرين بصحة الرأي، شيء، وفرض رأينا عليهم شيء آخر تماما. لكن هذا الفارق لا يقلل من أهمية الخيارات الإيجابية في حل المشاكل، لاسيما في عصر الإنترنت وفي ظل وجود وسائل متطورة للاتصال والحوار.