سعدت كثيراً عندما قرأت تصريح معالي وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد حول مشاركة العنصر النسائي في الخدمة العسكرية، وأعد هذا التصريح رؤية مستقبلية لمصير دولة تفوق فيها نسبة الإناث نسبة الذكور، وإن أي اقصاء للعنصر النسائي الأكثر عددا يعد هدرا لطاقات كبيرة يمكن الاستفادة منها. وأعد هذا التصريح بداية مبشرة بخير ودليل ثقة الوالد والأخ معالي وزير الدفاع بأن المرأة الكويتية لا تقل شأناً أو كفاءة وولاء وحباً لوطنها عن الرجل. ويؤسفني اليوم وبعد تصريح معالي وزير الدفاع ظهور مجموعة مشككة ومستهزئة بقدرات المرأة الكويتية العسكرية، وكأن الدفاع عن الوطن يقتصر على الرجال فقط، متناسيا دور المرأة الكويتية التي كانت مقاتلة من أجل تحرير الكويت إبان الغزو العراقي الغاشم، فلقد ضربت أروع الأمثلة في الذود عن الوطن والدفاع عنه وكان الوضع الأمني أشد خطورة عليها، فجنود الاحتلال يجوبون بين بيوت وشوارع الكويت وهم مسلحون والكويت كانت مهددة من الداخل، على الرغم من ذلك استطاعت المرأة الكويتية ان تواجه هذا الخطر في عقر دارها بكل شجاعة وبقوة ألف رجل، ممن اتخذ البعض منهم صحراء الكويت طريقا لهروبه تاركا الكويت وراءه تعاني وتنزف دما، واليوم يأتي ليشكك في قدراتها وامكانياتها يكفينا فخر إن سجل تاريخ الكويت سطر بدماء الشهيدات قصص بطولاتهن في المقاومة، وفي وقفتها جنبا الى جنب اخيها الرجل الكويتي. معالي وزير الدفاع أمض قدما في دراسة هذا القرار، ونحن نشد على يديك داعمين ومؤيدين ونود أن نكون مشاركات معكم في دراسة هذا القرار كنعصر نسائي لديه رؤية وأمنية بأن تضع معاليك المرأة الكويتية ضمن منظومة وزارة الدفاع،ولا يقتصر الأمر على الخدمة العسكرية فقط وانما تدخل في مجالات كثيرة ومهمة... ان ما أود قوله حول ما أشرت إليه في تصريح معاليك حول تهيئة واشراك المجتمع المدني في الفلسفة العسكرية ان المرأة نصف هذا المجتمع المدني والفلسفة العسكرية لا تشمل حمل السلاح، وانما هي أيضا رؤية مستقبلية لحفظ أمن الكويت وتقوية جبهتها الداخلية ضد أي زعزعة، وأن تقف حاجزا منيعا ضد الفتن والاشاعات المغرضة وتحارب الفكر الارهابي، ولذلك ومن أجل بناء جيل نسائي كويتي وطني وقومي يعتمد عليه في الشدائد وإدارة الأزمات، نتمنى أن تكون هناك «اكاديمية عسكرية متكاملة للفتيات» ان فكرة انشاء اكاديمية عسكرية نسائية ليس فقط تهتم بالجانب العسكري الدفاعي والتمريض والاسعافات الأولية، وانما تهيئة قوة نسائية عسكرية اكاديمية لها القدرة على مواجهة الجمهور، من خلال لقاءات في مدارس الطالبات والجامعات والندوات والمؤتمرات الوطنية، وذلك من خلال انشاء قسم التدريب والبرامج الوطنية في هذه الاكاديمية. وأيضا انشاء قسم للاعلام والتواصل الاجتماعي تكون لديه رسائل وطنية و ايجابية للفتيات من خلال أيضا قوة نسائية عسكرية إعلامية مدربة على التواصل الاجتماعي والإعلامي. ولا يخفي معاليكم بأن جيل بنات اليوم يفتقد الى نموذج القدوة النسائية البطولية وأصبح جل اهتمامه هو الموضة والازياء وغيرها، وأيضا جيل يستمد ثقافته ومعلوماته وقدوته من مشاهير التواصل الاجتماعي. ولكن عندما ترى نموذج للمرأة العسكرية الكويتية وتستمع الى كلماتها الوطنية سيكون تأثيرها الايجابي كبيرا جدا.لا يخفى على الجميع خطورة المرحلة الحالية- التي تعيشها المنطقة الخليجية والعربية- وليس لدينا تصور واضح لتداعيات ومخاطر هذه الأحداث المستقبلية، والتي ندعو الله عز وجل أن تحل بالحلول الديبلوماسية، ولكن علينا كدولة الكويت الاستعداد المسبق والتأهب لمواجهة تلك المخاطر ولصد أي خطر يهدد أمن هذا الوطن، وهذا يتطلب تقوية الجبهة الداخلية بالتوعية المسبقة بكيفية إدارة الازمات، واعتقد ان الاستعداد المسبق بوضع خطط لحل الأزمة قبل وقوعها يقلل خطرها عند الوقوع.واختم كلامي بكلمات للمرحوم الشاعر بدر جاسر العياف: «هذا البلد إِحنا جنوده واحنا اللي على روسنا حملنا اترابه، يا عاشقين الحق يا طلّابه، ابلادنا في حاجه للصلّابه».Najat-164@hotmail.com