أعتقد بأن التغيير الدراماتيكي الذي حصل في التشكيلة الحكومية الجديدة، ينبئ بتغيير جذري في قواعد اللعبة السياسية ومنهجية العمل في الجهاز التنفيذي... واعتقادي هذا مبدئي ومبني على انطباع تولد بعد دخول الشيخ ناصر صباح الأحمد، الذي كتبت عنه قبل فترة وبينت الخطوط العريضة لمفهوم الرؤية والتخطيط الإستراتيجي و... بس!استغربت من البعض توجيه السؤال: تعرف ناصر صباح الأحمد؟ على المستوى الشخصي، لا أعرفه ولم أجلس معه، وأتمنى أن يكون اللقاء معه اسهل من اللقاء بسمو الرئيس الشيخ جابر المبارك الذي ذكرته في مقال معنون بـ «سمو الرئيس... لقاؤك صعب»!الشاهد ان هذا التغيير ظهر من استنتاج سريع حول طريقة تفكير أبا عبدالله الشيخ ناصر صباح الأحمد بعد أن استمعت له أثناء لقائه حول تطوير الجزر قبل أشهر... فهو حسب الظاهر يحمل فكرا مختلفا ويعلم بسر تخلف الأداء في مؤسساتنا التي تشبعت من البيروقراطية والواسطة والمحسوبية وخلافه من العوامل التي هبطت بمؤشر مستوى الأداء لغالبية مؤسساتنا.لقد أشدت بدخوله الحكومة الجديدة عبر حسابي بـ «تويتر»، وطالبته بأن يحتضن الكفاءات المنسية لتكون عونا له في المقبل من الأيام. وأعني الكفاءات قولا وفعلا، ليس كما هو مفهوم عنها سطحيا بتلك? أعني الكفاءات? التي تجيد «تصفيف» الكلام، أو كما قال الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا ? الذي ولد في فريج العوازم أيام كانت فيها الرجال تعقب الأقوال بالأفعال? «كلام منمق»، وهو سلوكيا يعد نمطا من الأنماط المتبعة في القيادة الموجهة يطلق عليه بيع الكلام Selling style.في الزمن الحاضر? الكويت أحوج للبحث عن من يصدقنا القول... يوجه النصيحة بشفافية وإن كنا لا نرغب بسماعه، لكنه يبقى هو المراد استقباله وتقريبه من أصحاب القرار وتحديدا في هذه الحقبة الزمنية الحرجة.في الكويت يرددون قول... «كلن يقرب النار صوب قرصه». وجرت العادة أن يصل لأصحاب القرار نوعية خاصة من المؤكد انني وكثير من أحبتنا ليسوا منها... فالكفاءات تستطيع التسويق لنفسها وهو سلوك إيجابي مباح، لكنها لا تبحث عن واسطة للوصول أو الارتماء بتكتل كي تحصل على «دزه».الزبدة:الحكم على بواطن الأمور صعب في الوقت الحاضر. والتقييم لا يأتي إلا بعد القياس والمتابعة. ولهذا كنت من أشد الدافعين بإعطاء كل وزير فرصة كافية كي تصبح عملية التقييم والمساءلة مقبولة دستورياً وإجرائياً.وكي يبدع القيادي السياسي المشرف على عمل الجهات التابعة له والمنفذ لسياسات الدولة وخطتها المرسومة، تستدعي الضرورة أن يأخذ المعلومة الصحيحة السليمة المحايدة من كفاءات تستحق أن يطلق عليها مسمى «مستشار» وأن يختار التابعين له بعناية. فالبعض قد - أكرر - قد «ما نحبه» لسبب ما، لكنه يستحق التقريب خصوصاً ان سبب تدني مستوى الأداء وتفشي الفساد يحدث لوجود مفاهيم معلومة سلفا لدى الجميع وبعيدة كل البعد عن أطر الاختيار الصحيحة للقيادات.والسؤال الذي أنتظر الإجابة عنه: هل أعرف ناصر صباح الأحمد؟... أتمنى أن أكتب عن توجهاته الإصلاحية وحسن اختياره للفريق الذي يعمل معه «البطانة»، فهي من تحدد المسار ومستوى الأداء... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi