رسم قادة الدول الاسلامية «خريطة طريق» الرد على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، عبر اعترافهم بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، ودعوتهم دول العالم إلى أن تحذو حذوهم، وتلويحهم باللجوء إلى الأمم المتحدة للدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. جاء ذلك في البيان الختامي الصادر عقب قمة منظمة التعاون الاسلامي الاستثنائية في اسطنبول، التي شارك فيها زعماء الدول الإسلامية في مقدمهم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وبينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الايراني حسن روحاني والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني والرئيس اللبناني ميشال عون والرئيس السوداني عمر البشير، فيما مثل مصر وزير خارجيتها سامح شكري، والسعودية وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار مدني، والإمارات وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش.وأكد سمو أمير البلاد، في كلمته أمام القمة، أن «الجميع مطالبون اليوم بأن يهبوا لنصرة القدس الشريف والحفاظ على هويتها الإنسانية والتاريخية والقانونية ومواجهة القرار الجائر باعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارتها إليها، باعتباره قراراً أحاديا يشكل انتهاكا صارخاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة».وفيما حذر سموه من ان «القرار الأميركي يعد تراجعاً وتعطيلاً لجهودنا جميعاً وتغذية لبؤر التوتر في منطقتنا وتحفيزاً للإرهاب»، دعا إلى «الضغط على الولايات المتحدة للتراجع عن قرارها الأحادي بالاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل الذي يمس كافة الأديان السماوية ويشكل إضراراً بعملية السلام وإخلالاً بعملية التفاوض المتوازنة».وإذ عبر عن التقدير للموقف الدولي الرافض للقرار الأميركي رسمياً وشعبياً، تساءل سموه «إذا كان الموقف الدولي بكافة هيئاته الرسمية والشعبية قد اتخذ هذا الموقف، فأين الصواب في الموقف الأميركي الأحادي؟».وأعلن أن «الكويت وهي تستعد لشغل مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة تؤكد بأنها ستعمل جاهدة على التنسيق والتعاون مع الدول الاسلامية الأعضاء في مجلس الأمن لضمان تنفيذ ما يتم التوصل إليه من قرارات خلال هذه القمة».ومع انتهاء أعمال القمة، قال القادة في البيان الختامي: «نعلن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وندعو الدول إلى أن تعترف بدولة فلسطين وبالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لها»، و«نرفض وندين بأشد العبارات القرار الأحادي غير القانوني وغير المسؤول لرئيس الولايات المتحدة الأميركية القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة مزعومة لاسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ونعتبره لاغياً وباطلاً».ورأوا أن هذا القرار يعتبر «بمثابة إعلان انسحاب الادارة الأميركية من ممارسة دورها كوسيط في رعاية السلام وتحقيقه بين الاطراف».وفي كلمة نارية له في ختام القمة، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأميركي بالتفكير «بعقلية صهيونية»، مشدداً على أنه لم يعد لواشنطن أي دور في عملية السلام.وأضاف «مصير القدس لا يمكن ان يترك بأيدي بلد يرتوي بالدماء ويوسع حدوده عبر قتل أطفال ومدنيين ونساء بوحشية».وكان الرئيس التركي قد شدد في افتتاح القمة، صباحاً، على أن «القدس خط أحمر»، واصفاً إسرائيل بأنها «دولة احتلال وإرهاب»، ومعتبراً أن قرار ترامب بمثابة «مكافأة» لها «على كل النشاطات الارهابية التي تقوم بها».أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي نعى أيضاً الدور الأميركي في عملية السلام، فوصف قرار ترامب بأنه «جريمة كبرى» و«هدية للحركة الصهيونية»، و«وعد بلفور جديد (يأتي) بعد 100 عام على الوعد (البريطاني)».وقال «إذا مر وعد بلفور، فلا ولن يمر وعد ترامب بعد ما رأيناه من كل شعوب ومنظمات ودول العالم (من تأييد ودعم لقضية القدس خلال الأيام القليلة الماضية)».واعتبر أن «واشنطن (بعد قرارها) حوّلت صفقة العصر إلى صفعة العصر، واختارت أن تفقد أهليتها كوسيط».وفي خطوة تصعيدية بوجه الإدارة الأميركية، أعلن عباس أن الفلسطينيين سيذهبون «إلى مجلس الأمن من أجل عضوية كاملة للدولة الفلسطينية» بالأمم المتحدة.