استضاف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب- ضمن أنشطته التشكيلية- 6 فنانات تشكيليات تونسيات في معرض شاركن فيه بأكثر من 64 عملا فنيا بين التصوير والخزف واعمال السجاد.وافتتح المعرض في قاعة الفنون في ضاحية عبدالله السالم، بحضور السفير التونسي لدى الكويت وفنانتين تونسيتين هما هدى رجب وعايدة الكاشو، بينما الفنانات الأخريات اكتفين بمشاركة أعمالهن وهن منى الجميل وسلوى العامري وشهرزاد الفقيه، ورحمة التلال.واحتوت المشاركات الفنية على رؤى فنية متواصلة مع الذائقة الإنسانية، تلك التي تبدو فيها الخيالات والرموز والإيحاءات متضامنة مع الواقع بقدر كبير من المصداقية، ومن ثم فقد جنحت الفنانات إلى تأصيل مضامينهن ومدلولاتهن التشكيلية من خلال أطر مختلفة في أمزجتها ومواضيعها ومتفقة في غاياتها التي تهدف إلى الاحتفاء بالجمال في أفضل أحواله.وتضمنت أعمال الفنانة التشكيلية منى الجميل صورا مزدانة بالرمز من خلال «البورتريهات» التي أخذت أشكالا فردية تارة وجماعية تارة أخرى مع وجود خط لونه قاني يأخذ كامل الوجه في إشارات رمزية إلى القلق أو التشاؤم، أو ما شابه ذلك، وذلك عبر استلهام حسي متوازٍ مع ما تتطلع إليه الفنانة من رؤى تريد بثها في ذهن المتلقي.وعبر 9 أعمال فنية استدعت الفنانة مضامينها من أجل استشراق رؤى جديدة للواقع والخيال معا، من أجل إبراز تفاصيل رمزية ممزوجة بالألم.فيما بدت أعمال الفنانة التشكيلية سلوى العامري في سياق فني متناسق مع الخطوط الممزوجة بالرمز وبالمنمنمات التي استوحتها من خيالها لنشاهد اعمالا أخذت عناوين مختلفة... «تخيلات، تأملات شاردة، رؤى متخيلة، أشخاص»، كي نقضي ردحا من الوقت في تأمل 12 عملا تناغمت فيه المفردات بكل ما تحمله من تحولات وأنماط تشكيلية متنوعة وذات بعاد فنية جذابة.وتناسقت الألوان مع عناصر الأعمال فيما قدمته الفنانة التشكيلية شهرزاد الفقيه، وذلك عبر رصد متقن لمسألة الشخصية، التي جاءت في أفكار مختلفة «أشخاص، شخوص، شخصيات»، ومن ثم فإن التعابير اتسمت بالرقي والمحاولة الجادة لرصد الخيال بأكبر قدر من التكثيف، وفي الوقت نفسه التناغم الفني مع تواتر تشكيلي متحرك في أكثر من اتجاه.وعبّرت الفنانة التشكيلية عايدة الكشو عن تداعيات إنسانية متنوعة عبر 12 لوحة أخذت عناوين مختلفة «تكريم، رسالة إلى البحر، السعادة، الإشارة، رائحة الطفولة، أعماق الإحساس، الربيع، مشاعر، وغيرها»، وهذه «المتيفات» اتسمت بالتنوع الفني والقدرة على التواصل الحسي مع الحياة بقدر كبير من الحضور، وفق مضامين منتقاة في الأساس من الرمز.وتناسق الرؤى مع الإحساس الضمني بالجمال في أعمال الفنانة التشكيلية هدى رجب، كي تقدم أعمالا- رسم وغزل على السجاد- يدخل في نسيجها الحكاية التي تريد الفنانة استحضارها في أفكارها، لنشاهد «موزايك أبيض، وزهرة الياسمين، وحلم، وورد الرماد، وتفاؤل، وحركة وسكون، وخيال وازدحام، ورقصة الحرية... وهكذا»، تلك الأعمال استطاعت فيها الفنانة التجديد في طرح الرؤية، والتناسق مع عناصر الأعمال في أنساق فنية جذابة، ومن ثم فإن التداخل اللوني مع الأفكار جاء محكما ومعبرا عن حالات إنسانية مختلفة.وقدمت الفنانة رحمة التلال خزفياتها التي أخذت عناوين «زحف، الراقصة، العاصفة»، ومن ثم فإن تداعيات اللغة الفنية اتسمت بالحضور الوجداني المتطلع إلى الخيال والرمز في توهج فني متحرك في اتجاهات عدة، فيما بدت المضامين التي أظهرتها الأعمال مفعمة بالحيوية، وذات رمزية شديدة الوضوح، رغم ما فيها من انصراف إلى مسألة الغموض، فالفنانة تدعو إلى التفاؤل، والسعادة، رغم الألم والحزن.