التعاطي مع الواقع من الأمور التي يجب أن نقتنع بها، وحتى إن لم تقتنع بها فعليك التعايش مع الواقع والعمل على مستوى قدراتك...وأرجوك لا تدعي أنك تمتلك قدرات تخفيها لوقت الحاجة...إذا واقعنا يتكلم ويقول إن أهل فلسطين منقسمون... انقسام وصل إلى حد التقاتل بينهم. والواقع يقول إنهم أصبحوا أعداء بعضهم البعض. والواقع يقول إن الأطراف المتحاربة في فلسطين معظمها بحاجة لأميركا، أو أن ما تطلبه أميركا أوامر...سورية ذلك البلد العربي الأصيل لديه من المشاكل ما يغنيه، ومع كل مشاكله فهو حريص جداً على عدم إغضاب أميركا.دول المغرب العربي، لكل دولة منها مشاكلها التي تشغلها، لكن كلها تجتمع بحاجتها لأميركا حتى وإن ادعت غير ذلك أمام شعوبها!مصر منذ ثورة يناير الشهيرة وهي تصارع للخروج من مشاكلها، خرجت من بعضها، لكنها بحاجة لأميركا.دول الخليج العربي لديها أيضا مشاكلها، لكنها جميعها بحاجة لأميركا...!إيران لديها مشاكلها الخارجية والداخلية، ومشاكلها الخارجية جعلتها لدى بعض الدول تُصنف من الأعداء... لكن أيضاً إيران بحاجة لأميركا، وإن كانت تغضب أميركا إرضاء لشعبها لكنها في الواقع غير ذلك، وشعبها يعلم ذلك، وهذه معادلة يصعب فهمها عند البعض! العراق هذا البلد الذي تسبب تهور قيادته في غزو بلد شقيق، ثم خروجه مهزوماً منه، لديه من المشاكل الداخلية ما يكفيه، وهو بحاجة إلى أميركا ومستعد لإعلان ذلك من دون أي خوف!الدول الإسلامية بلا استثناء لديها مشاكلها الداخلية والخارجية، لكنها بحاجة إلى أميركا.إذاً باختصار أكثر، بما أننا جميعاً بحاجة إلى أميركا وليست أميركا بحاجة لنا، فإن الواقع يُملي علينا السمع والطاعة لكل القرارات الأميركية، ومَنْ يدعي غير ذلك فهو (...).إذاً القادم هو اجتماع لكل الدول الإسلامية على طاولة واحدة مع إسرائيل، لكن الذي محير الجميع أين سيكون هذا الاجتماع؟وما يحيرني ما هو الطبق الرئيسي الذي سيكون على المائدة؟أما مَنْ سيدفع فاتورة الطعام فهو معروف!فالكرم العربي والإسلامي الأصيل ليس له مثيل!