صفحة أسبوعيةمتخصصة في كرة القدمتتناول أبرز ما تشهدهالساحة العالمية عموماً والأوروبية خصوصاًوتنقل المستجداتبصورة تحليلية«خارطة الطريق»... تُرسم في ديسمبر
لا شك في أن شهر ديسمبر الجاري، حمل وسيحمل الكثير لعشاق كرة القدم. فبعد قرعة كأس العالم 2018 التي أقيمت في موسكو في مطلعه، بدأت الأنظار تشخص نحو نيون في سويسرا حيث ستجرى في 11 منه قرعة دور الـ 16 لمسابقة دوري أبطال أوروبا.هذا الواقع جعل من ديسمبر نجماً أوحد في سماء اللعبة الأكثر شعبية كونه جمع، وإن خارج «المستطيل الأخضر»، بين أفضل بطولتين على الاطلاق، وذلك في مناسبتين تعتبران مفصليتين في رسم خارطة طريق أولية... لما هو قادم من أيام.
في موسكو، وزّعت القرعة المنتخبات الـ32 المتأهلة الى النسخة 21 من كأس العالم، على 8 مجموعات.المجموعة الأولى متوسطة المستوى، خصوصاً أنها جمعت بين الفريقين الأقل تصنيفاً بين الفرق المتأهلة (روسيا والسعودية) الى جانب مصر والاوروغواي.صحيح ان روسيا تخوض غمار البطولة على ارضها بيد ان المباريات الودية الأخيرة التي كانت طرفاً فيها أثبتت بأنها تحتاج الى عمل كبير إذا ما ارادت الذهاب بعيداً في مونديالها.ويجدر بـ«الدب الروسي» أن يحذر الاوروغواي، وإن كان نجمها الاول لويس سواريز يعيش تراجعاً كبيراً في المستوى، فيما تعتبر مصر مرشحة لخطف إحدى بطاقتي التأهل بقيادة المتألق محمد صلاح.وعلى الرغم من عدم الاستقرار الفني في منتخب السعودية بعد أن تولى ثلاثة مدربين مهمة الاشراف على «الاخضر» منذ انطلاق التصفيات، فإن استبعاد الفريق من الترشيحات يعتبر مخاطرة.المجموعة الثانية تعتبر الأقوى بإجماع وكالات الأنباء خصوصا انها تجمع البرتغال بطلة أوروبا 2016 واسبانيا العائدة بقوة. وستشكل المباراة بين المنتخبين الجارين اعادة لذاك اللقاء الشهير في الدور الثاني من مونديال 2010 عندما فاز الاسبان بصعوبة وبهدف دافيد من تسلل.ولا يمكن استبعاد منتخب ايران القوي الذي لم تهتز شباكه في التصفيات الاسيوية الا بهدفين سوريين (2-2) في المباراة الاخيرة بعد ان كان ضامناً التأهل.اما المنتخب المغربي، فقد عاد ليحوز على الاحترام بانتزاعه بطاقة التأهل من أرض ساحل العاج في الجولة الحاسمة من التصفيات الافريقية.المجموعة الثالثة تعتبر بمتناول فرنسا على ان تتنافس الدنمارك والبيرو على البطاقة الثانية، فيما تكتفي استراليا بالمشاركة الرمزية لان مستوى منتخبها شهد تراجعاً واضحاً في السنوات الأخيرة واحتاج الى تصفيات مرهقة ليتأهل، علما انه يبحث اليوم عن مدرب بعد رحيل انجي بوستيكوغلو.ويعتبر منتخب الارجنتين بقيادة ليونيل ميسي مرشحا بقوة لضمان المركز الاول في المجموعة الرابعة مع منافسة من كرواتيا القوية وايسلندا المتجددة ونيجيريا.ويعتبر البعض بأن «الرابعة» هي المجموعة الاقوى، وقد يكون ذلك بسبب المستوى المتذبذب لـ «راقصي التانغو» في التصفيات.المجموعة الخامسة لن تذهب صدارتها بعيدا عن البرازيل التي بنت منتخباً مرشحاً لانتزاع كأس العالم بعد 3 سنوات من نكسة الخسارة التاريخية 1-7 امام المانيا في المونديال الذي استضافته.سويسرا لا تملك ما يشفع لها بمنافسة «راقصة السامبا»، وكوستاريكا لم تعد بقوة منتخب 2014، فيما تبقى صربيا غامضة إذ تارة تلعب دور «البعبع» وطوراً تتحول فريسة سهلة.المانيا حاملة اللقب لا تخيب الظن بها بتاتاً. وعلى الرغم من ان القرعة وضعتها في المجموعة السادسة الى جانب السويد التي اقصت ايطاليا في الملحق، والمكسيك بطلة تصفيات الـ«كونكاكاف»، الا انها تملك سحراً يجعلها بطلةً للمجموعة من الآن، وإن على الورق. وفي الوقت الذي ستتنافس المكسيك والسويد على البطاقة الثانية، ستسعى كوريا الجنوبية الى عدم الاكتفاء بلعب دور المتفرج.المجموعة السابعة جمعت انكلترا الساعية الى لقب ثان بعد 1966 وبلجيكا التي تطمح الى استثمار حقبة من تاريخها مزدانة بكم هائل من النجوم أبرزهم ادين هازار وكيفن دي بروين وروميلو لوكاكو وتيبو كورتوا وغيرهم.وعلى الرغم من ان تونس وبنما غير مرشحتين لمنافسة «كبيرَي المجموعة» الا ان ذلك لا يعني استسلامهما سلفاً.المجموعة الثامنة الاخيرة هي الأكثر بهتاناً اذ تضم بولندا والسنغال وكولومبيا واليابان.وعلى الرغم من انها تفتقد الى اسماء المنتخبات الكبيرة الا ان الحظوظ تبقى متقاربة، وهنا تكمن قوة المجموعة.وفي نيون (سويسرا)، سيكون الموعد، بعد غد الاثنين، مع قرعة دوري ابطال اوروبا.16 فريقا وزعت على مستويين، ضم الاول الاندية التي انتزعت صدارة مجموعاتها في دور المجموعات، والثانية تلك التي حلت في المركز الثاني.اللافت كان عودة الاندية الانكليزية بقوة الى البطولة الاوروبية الأم اذ تمثلت بـ 5 فرق، مقابل 3 لاسبانيا، 2 لايطاليا وفريق واحد لكل من المانيا وفرنسا والبرتغال واوكرانيا وتركيا وسويسرا.يضم المستوى الاول مانشستر يونايتد وليفربول ومانشستر سيتي وتوتنهام (انكلترا) وبرشلونة (اسبانيا) وباريس سان جرمان (فرنسا) وروما (ايطاليا) وبشيكتاش (تركيا)، فيما يشتمل المستوى الثاني على ريال مدريد واشبيلية (اسبانيا) وبايرن ميونيخ (المانيا) تشلسي (انكلترا) ويوفنتوس (ايطاليا) وبورتو (البرتغال) وبازل (سويسرا) وشاختار دونيتسك (أوكرانيا).ولن يتقابل فريقان من البلد نفسه (فقط) في دور الـ 16، وكذلك فريقان سبق لهما ان تواجها في دور المجموعات.وعلى الرغم من أن القرعة تبقى في علم الغيب، الا انها قد تجمع مجدداً بين المدرب الاسباني جوسيب غوارديولا (مانشستر سيتي) بفريقه السابق بايرن ميونيخ او بريال مدريد الذي ربما يقع، هو الآخر، بمواجهة سان جرمان ونجمه البرازيلي نيمار دا سيلفا الذي اشارت تقارير الى انه قد يتحول قريباً الى صفوف «الملكي».ليفربول - يوفنتوس يمثل احتمالاً ايضاً مع كل ما تحمله المواجهة من ذكريات سيئة تعود الى مباراة الفريقين في نهائي 1985 للبطولة الاوروبية على ملعب «هيسل» (بروكسل) والتي شهدت مقتل 39 مشجعاً بسبب تدافع المشجعين.برشلونة قد يلتقي بايرن ميونيخ في نهائي مبكر، ومانشستر يونايتد بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو قد يجد ريال مدريد في طريقه.لا شك في ان عودة الاندية الانكليزية بقوة الى الساحة القارية، وتحديدا دوري ابطال اوروبا، منحت البطولة نكهة افتقدتها سابقاً، من دون ان ننسى ايطاليا التي يحمل يوفنتوس وروما «الرهيب» لواءها عن جدارة.قرعة «فاخرة» ستشهدها البطولة، بعد غد، والتوقعات تبقى كبيرة في فرض أكثر من مواجهة من العيار الكبير.
OFFSIDE
هذه ليست كرة القدم
| سهيل الحويك |
لا أهوى حفلات تقام بمناسبة قرعة بطولة كبرى، ولا أتابع مهرجانات تقام بمناسبة افتتاح كأس العالم أو أي حدث آخر.أراها تأخذ كرة القدم تحديداً إلى حيث لا تنتمي، وهي «الاحتفال» بحد ذاته.ماذا يعني ان تؤدي المطربة الكولومبية شاكيرا أغنية كأس العالم أو أن يجري اختيار أخرى؟ أميل دائماً الى أن تجري حماية كرة القدم مما يُعرف بالـ «SHOW»، وأعتقد بأن هذا المنحى يمثل أحد «الابتكارات» الاميركية بحيث يجري تحويل المناسبات الرياضية الى ملتقيات للتسلية، بمعنى ان «تموت» المشاعر ازاء مباراة او بطولة بمجرد نهايتها. وهنا، تتحول الرياضة الى سلعة تجارية.تميز حفل قرعة مونديال 2018 في قصر الكرملين (موسكو)، بالسرعة في الكشف عن فرسان المجموعات رغم أن لوحات فنية قُدّمت قبلها، وهي من لوازم هكذا مناسبات تجري فيها الإضاءة الى أوجه ثقافية - فنية للبلد المضيف، وسط حضور سياسي ورياضي رفيع.لم أكترث بالتجمهر الكبير للنجوم، والدعوات العشوائية التي وجّهها «الفيفا» الى الحضور. لم أهتم سوى بالقرعة، بمجموعاتها ومنتخباتها، وهي التي ستبقى راسخة في النهاية.لا اتقبّل ذاك الشعور باعتبار القرعة معادلة لمباراة شيقة، خصوصاً أن كل ما هو قائم على الحظ لا يغريني.حتى القرعة أعتبرها «مزحة ثقيلة»، وبرأيي لا يجدر القيام أساساً بقرعة لتحديد المجموعات.الاتحاد الدولي اعتمد تصنيفاً لتوزيع المنتخبات على مستويات أربعة قبل القرعة، بيد أن ذلك ليس من باب العدل لأن هذه الخطوة أخضعت المعايير كافة لصالح خلق «مسرحية مثيرة» تجتذب الناس، وهذه ليست كرة القدم.تأهل 32 منتخباً منضوياً تحت لواء «الفيفا» الذي يصدر شهرياً تصنيفاً بها.بناءً عليه، يتوجب وضع المنتخبات صاحبة أفضل ثمانية مراكز في التصنيف على رأس المجموعات الثماني، من دون منح البلد المنظم اي أفضلية لترؤس إحداها. من ثم يوضع المنتخب صاحب ادنى تصنيف ضمن مجموعة المنتخب صاحب اعلى تصنيف، بينما يأتي المنتخب الذي يشغل المركز قبل الاخير في التصنيف بين الفرق المشاركة في البطولة، ضمن مجموعة المنتخب صاحب افضل ثاني تصنيف.لا مشكلة إن وقعت أربعة منتخبات من القارة ذاتها في مجموعة واحدة، فهذا من نتاج التصنيف الذي يحتاج هو الآخر الى تطوير ليكون أكثر دقة.لم تستهوني يوماً تلك الأيادي التي تداعب كرات القرعة قبل ان تسحب واحدة منها لتحدد مصير دول.لكن طالما أن هذه الآلية من دواعي «مهرجنة» القرعة وبما أن «الفيفا» يمتاز بـ «استغلال عشقنا للعبة» لاجتذاب الرعاة، فأهلاً وسهلاً بها كيفما أتت، لأن المهرجان الحقيقي سيكون في أرض الملعب حيث لا أضواء تسلط الا على لاعبين، ونحو دكة تشهد تفاعل مدربين، وعلى مدرجات تكتظ بمشجعين يعيشون بإخلاص كل لمحة، صافرة ... وهدف.SOUSPORTS @
تغريدة على ورق
حجة كونتييرى مدرب فريق تشلسي اللندني لكرة القدم، الإيطالي أنتونيو كونتي، أن من الصعوبة بمكان أن ينجح أحد الأندية الانكليزية في انتزاع لقب دوري ابطال أوروبا.وقال لصحيفة «دايلي ميل»: «وصول خمسة فرق الى دور الـ 16 من المسابقة الاوروبية يعني بأن مستوى الدوري الممتاز مرتفع. لا تنسوا بأن كرة القدم في انكلترا صعبة. على الفرق الانكليزية خوض مباريات كثيرة، وعندما تصل الى ربع نهائي أو نصف نهائي دوري الابطال، فإنها تعاني بسبب الارهاق».وعن النادي الذي يفضل مواجهته في دور الـ16 في ضوء القرعة المقررة بعد غد في سويسرا، قال: «عليك ان تكون جاهزاً لمواجهة أي فريق. لن يكون الخصم الذي ستضعه القرعة في مواجهتنا سعيداً جدا».- لا شك في أن كونتي يدرك تماماً الصعوبات التي تحملها مسابقة بحجم دوري أبطال أوروبا، كما أنه يعلم مدى صعوبة الحصول على لاعبين قادرين على التألق في هذه البطولة بالذات. لا خلاف على ان الدوري الانكليزي يعتبر مسابقة متطلبة للغاية، لذا وجب على المدربين الاستعداد لها، بالتوازي مع متطلبات دوري ابطال اوروبا. نتحدث هنا عن دكة الاحتياط والتوازن الذي تفرضه في اي فريق يطمح الى المجد، وهو ما كان عليه الحال مع ريال مدريد الاسباني تحديداً في الموسم الماضي.ربما لا يحق لكونتي ان يحمل هذه الحجة ليبرر فشله، إن حصل، هذا الموسم. فقد فرط بنفسه بالإسباني - البرازيلي الأصل دييغو كوستا، هداف الدوري الممتاز في الموسم الماضي الذي شهد تتويج الـ «بلوز» باللقب. كوستا، كان كفيلاً بإعانة كونتي على الجبهتين المحلية والاوروبية، بغض النظر عن اي خلاف شخصي بين الرجلين، وهو امر اعتادت عليه الملاعب.يبدو كونتي اليوم وكأنه يبكي على مصير آتٍ سيكون هو أحد اسبابه... إن حصل.
أرقام
صربيا... «الأطول»
تتسابق الجهات الإعلامية والإحصائية والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي في «تشريح» كل ما له علاقة بكرة القدم.فقد قام أحدها بوضع ترتيب للمنتخبات المتأهلة الى مونديال 2018، وفق معدل طول اللاعبين. وإذا كان لقب مونديال روسيا سيُمنح وفق هذا الترتيب، فإن صربيا ستتوج مع نسبة 185.6 سم كمعدل طول لاعبيها.السويد تأتي ثانية (185.2) امام ايسلندا والدنمارك (185 لكل منهما) وكرواتيا (184.9).المانيا حاملة اللقب، جاءت ثامنة الى جانب بلجيكا (183.8 لكل منهما) وخلف تونس أولى العرب والافارقة (184).اما البرازيل، فاحتلت المركز 23 (180.4) متخلفة عن فرنسا والبرتغال (180.5 لكل منهما).الارجنتين جاءت في المركز 29 (179.4) خلف كل من اسبانيا والمكسيك (179.5 لكل منهما). كوريا الجنوبية احتلت موقعا لافتا هو الـ 15 (182.2) امام انكلترا (182.1)، بينما شغلت اليابان المركز 31 (178.1).منتخب مصر جاء في المركز 25 (180.1)، اما المركز الأخير، فكان من نصيب السعودية (176.2).