شاهدت فيلماً وثائقياً عن ثعبان كبير ابتلع عجلاً يكبر حجمه عن حجم الثعبان بعدة مرات، فكان الثعبان يوسع فمه بدرجة غريبة وكأنه بالون، ثم يبتلع العجل الى داخل بطنه دون تقطيع أو توزيع، وخلال فترة قصيرة يطلق عصارات داخلية تذيب هذا العجل وتجعل أكله وجبة شهية.
/>تذكرت هذا المشهد وأنا أتابع اختطاف ناقلة نفط عملاقة من مجموعة صغيرة من القراصنة الصوماليين الذين بدأوا مغامراتهم بقوارب صغيرة يختطفونها ويطلبون الفدية مقابلها ثم توسع عملهم الى احتجاز سفينة روسية تحمل 400 دبابة ثم اتسع فمهم ليبتلع تلك الناقلة العملاقة، ومن يدري فقد يختطفون حاملة طائرات أميركية أو غواصة نووية ويشكلون خطراً مضاعفاً على العالم.
/>خبز خبزتيه......
/>الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية كانت سعيدة بتفكك الصومال والحرب الأهلية التي فتكت بأهله منذ سقوط الرئيس «سياد بري»، وعندما قام مجموعة من الشباب الصومالي المتدين باسم «المحاكم الشرعية» بإعادة النظام إلى السودان ووقف العنف جن جنون الأميركان وسلطوا عليهم أثيوبيا لتسقط حكمهم وتعيد الفوضى من جديد، والسبب هو الخوف من أن يحكم الإسلاميون الصومال، لكنهم لم يتوقعوا أن تنقلب عليهم الدائرة ليخرج من بين تلك الفوضى عصابات من القراصنة تهاجم الجميع وتنشر الفوضى والدمار في كل مكان وتصدّر بضاعة الفوضى إلى الدول التي أرسلتها إليهم، وهم يقفون اليوم حائرين أمام تلك المشكلة ولا يدرون ماذا يفعلون.
/>الأكثر غرابة في الأمر هو أن الرئيس الصومالي الحالي قد استعان بالمحاكم الإسلامية - التي أسقط حكمها - بعد أن جرّب مرارة القوات التي تطلق على نفسها مسمى الشباب والتي تسيطر على معظم الصومال الآن، والتي يقال بأنها شديدة الارتباط بتنظيم القاعدة.
/>1100 قرصان صومالي
/>يقول مسؤول الفرع الكيني لبرنامج مساعدة البحارة (اندرو موانجورا) بأن القرصنة الصومالية الحالية لا علاقة لها بقرصنة الثمانينات والتي كانت بفعل صيادين بسطاء، ويقول بأن عدد القراصنة الصوماليين اليوم قد زاد من مئة عام 2005 إلى 1100 حالياً، وقد هاجموا 55 سفينة في خليج عدن والمحيط الهندي منذ يناير الماضي ويحتجزون حالياً 11 سفينة وطواقمها، والعدد في ازدياد.
/>حتى السماء تهتز في الصومال
/>في طريقنا إلى جنوب أفريقيا مرت الطائرة على منطقة الصومال وجزيرة مدغشقر فاهتزت بها اهتزازاً شديداً، وفي طريق العودة حدث نفس الشيء في نفس المكان، فقلت: سبحان الله! الصومال لا تكتفي بالفوضى والاضطراب على الأرض ولكن كذلك في السماء.
/>أغرب من الخيال
/>أطرف ما قرأته عن الصومال هو أن قارباً يحمل عدداً كبيراً من الصوماليين الهاربين من ديارهم أصابته ريح شديدة وأمواج عاتية، فقرر طاقمه أن يلقي 15 رجلاً وامرأة صوماليين من القارب ليحفظ القارب من الغرق.
/>د. وائل الحساوي
/>wael_al_hasawi@hotmail.com
/>