شدد رئيس اللجنة الدائمة لمتابعة تنفيذ الخطة الخمسية وبرنامج عمل الحكومة السفير ناصر الصبيح، على ضرورة التعامل مع عودة المقاتلين مع التنظيمات الإرهابية بشكل إيجابي، يراعي مواطنتهم دون إعفائهم من الحساب والمحاكمة، بحيث يكون احتجازهم أول إجراء يتخذ بحقهم، ضمن محاكمات عادلة، والتعاطي معهم بشكل مهني وتربوي وتأهيلي، خلال قضاء مدة محكوميتهم، كونهم سيعودون للاندماج في المجتمع بعد السجن.وكشف الصبيح في تصريح على هامش افتتاح ورشة (دور المجتمع الدولي في تأهيل الارهابيين العائدين من مناطق النزاع)، عقدت في فندق جي دبليو ماريوت صباح أمس، عن اجتماع دولي في الكويت مطلع العام المقبل، يتعلق بالمقاتلين الاجانب، اضافة الى التحضير لاجتماع وزاري دوري لدول التحالف لم يتم تحديد موعده بعد، مبينا ان «سلطات الكويت تقوم بعمليات التتبع والمتابعة لبعض العناصر، لمعرفة طبيعة واسباب تواجدهم في مناطق الصراع، والسلطات الامنية تتخذ اجراءاتها»، نافيا علمه بـ«وجود قائمة بأسماء إرهابيين كويتيين او متطرفين او أسماء منظمات».كما نفى أن يكون هناك عدد من الكويتيين العائدين من التنظيمات الإرهابية، قد «وصل للكويت بعد اندحار (داعش) في العراق وسورية»، مؤكدا ان «الإجراءات الكويتية الآن تعتبر مرحلة استباقية، ولا يوجد لدينا أعداد لهؤلاء»، مضيفا «نحن نعمل على تجهيز أنفسنا للتعامل معهم متى ما قامت السلطات الأمنية بإلقاء القبض عليهم، ليكون التعامل معهم وفق إجراء معد ومسبق».وأضاف «في بعض الأحيان لا تكون عودة المقاتلين عن طريق المؤسسات الأمنية، حيث إن بعضهم قد يرى أن وضعه أصبح ضعيفا، وان القضية التي يحارب من أجلها قضية خاسرة، لذلك علينا التزام استقبال العائد، لإخضاعه للإجراءات القانونية المنصوص عليها».وفي كلمته، ممثلا نائب وزير الخارجية السفير خالد الجارالله، قال الصبيح ان «مكافحة الارهاب موضوع متكامل، وعودة المقاتلين وتأهيلهم جزء من هذه المنظومة المتكاملة، ولذلك هناك اجراءات تتخذ في عدد من الجوانب، سواء مجال تتبع المقاتلين وإعادة تأهيل من يتم القاء القبض عليهم أو عند عودتهم طوعيا الى الكويت، اضافة الى متابعة مصادر تمويل الارهاب وتجفيفها والتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة في مجال تبادل المعلومات، لمعرفة ما اذا كان هناك فعل إرهابي».وشدد على أن الكويت اتخذت كافة التدابير القانونية والإجرائية في شأن العائدين الإرهابيين من مناطق النزاع، وذلك من خلال تقديمها مقترحاً يهدف إلى وضع آليات تعمل على إعادة تأهيل ودمج هؤلاء المقاتلين في مجتمعاتهم بعد خضوعهم لمحاكمات عادلة.بدوره، أكد مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب جيهانجير خان، ان «من الصعب معرفة أعداد الإرهابيين الذين عادوا إلى بلادهم من سورية، ولكننا على يقين بأن هناك نحو 40 ألف مقاتل إرهابي قد ذهبوا إلى سورية، ينتمون إلى أكثر من 100 دولة»، مضيفا أن هناك «الكثير منهم قد قتل خلال المعارك في العراق وسورية، لذلك توقعاتنا تشير الى ان هناك من 5 الى 6 الاف مقاتل قد عادوا الى بلدانهم، ولكننا لا نستطيع الجزم بهذا الرقم، لكن ما نحن متأكدون منه ان عددا كبيرا من هؤلاء عادوا الى اوطانهم او الى دول ثالثة».وقال ان «اهم التحديات تتمثل في محاولة منع مقاتلي داعش من الذهاب الى بلد ثالث، حتى لا يعيدوا ما قاموا به في العراق وسورية، والتحدي الاخر هو متابعة عملية اعادة تأهيل هؤلاء المقاتلين لدى عودتهم الى بلادهم، لكي يتمكنوا من الاندماج في مجتمعاتهم»، لافتا الى ان«بعض هؤلاء المقاتلين من صغار السن»، مرحبا بالمبادرة الكويتية لاستضافة هذه الورشة، مبينا انه لايوجد حل سهل لهذه المشكلة.وعن تقييمهم لدور الكويت في هذا المجال، قال ان«الكويت تلعب دورا مهما في هذا المجال ونحن نرحب بالجهود الكويتية، حيث تدل هذه الورشة على قيادة الكويت في هذا المجال، حيث استطاعت جلب خبراء دوليين في هذا المجال، وهذا ما نحتاجه ليكون الحوار جيدا للوصول ولنتشارك تجاربنا».وفي ذات السياق، اكد نائب مدير مكافحة التطرف العنيف في مكتب مكافحة الارهاب التابع لوزارة الخارجية الأميركية اوليفر ويلكوكس، ان تأهيل المقاتلين العائدين من اماكن النزاع احد ابرز المخاطر التي تواجه مختلف دول العالم، خصوصا بعد سقوط«داعش»، لافتا الى ان هؤلاء المقاتلين يعودون في معظم الاحيان الى بلدانهم الاصلية او الى دول اخرى، مصطحبين معهم اسرهم ومقاتلين آخرين وهنا تكمن الاشكالية في التعامل معهم حيث يتوغلون في المجتمعات التي يدخلون فيها.ولفت ويلكوكس الى انه من الصعب تحديد ارقام المقاتلين العائدين من مناطق النزاع، موضحا ان العدد في مجمله قليل ولكن يختلف من دولة لاخرى، كاشفا عن ان الولايات المتحدة الأميركية ليس لديها اي مقاتلين عائدين من تلك المناطق.من جهته، اشاد مستشار الاتحاد الاوربي لتنسيق مكافحة الارهاب بنجامين بغزلي، بجهود الكويت في مكافحة الارهاب والتي وصفها بالمتميزة، موضحا ان مشاركته في ورشة العمل تهدف الى دعم التواصل مع الكويت من اجل تعزيز التعاون والعمل المشترك.وردا على سؤال حول معاناة اوروبا من مشكلة المقاتلين العائدين من مناطق النزاع والتي نتج عنها عدد من الحوادث الارهابية، لفت بغزلي انه بالنظر الى الاحصاءات نجد ان غالببية الحوادث الارهابية التي تعرضت لها اوروبا كانت من جراء ارهابيين تم تجنيدهم داخل اوروبا، مشيرا الى انه من ابرز آليات العمل لديهم في الاتحاد الاوربي هو التعاون مع شركات الانترنت لوقف توغل «داعش» ولمكافحة التطرف وسيكون لدينا اجتماعي وزاري في بروكسل مع كبرى شركات الانترنت.

مشاركون

شارك في الورشة عدد من المسؤولين والمتخصصين في مجال مكافحة الارهاب واعادة تأهيل الارهابيين، منهم اوليفير ويلكوكس، وبنجامين بغزلي، وجيهانجير خان، والاستاذ المساعد في كلية التربية الاساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور محمد العوضي، والمقدم رضا الشمري من مكتب وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المؤسسات الاصلاحية وتنفيذ الأحكام.