أكد وزير التجارة والصناعة، وزير الدولة لشؤون الشباب بالوكالة، خالد ناصر الروضان، أن العلاقة وثيقة بين تنمية المجتمع وازدهاره، وتطبيق المؤسسات للأخلاقيات المهنية، بحيث تساهم القيم الأخلاقية في رفع جودة الأداء وسرعته، ودفع عجلة التنمية في كافة مجالاتها والعكس صحيح، مبيناً أن السلوكيات اللا أخلاقية تكبد المؤسسات غرامات جزائية كبيرة وتدخلها في نزاعات قضائية تضر بسمعتها.وشدد الروضان خلال افتتاحه ملتقى «الكويت الأول للأخلاقيات المهنية والعملية - الآفاق المستقبلية والتحديات» الذي ينظمه اتحاد مصارف الكويت بالشراكة مع مؤسسة الكويت للتقدّم العلمي، والمنظمة العالمية للأخلاقيات المهنية، على ضرورة الالتزام بالمبادئ والسلوك الأخلاقي سواء على صعيد الأفراد أو المؤسسات بمختلف نشاطاتها، وعدم إلحاق الضرر بالآخرين، وعدم الخداع في أي تعاملات، وعدم التحيز في القيام بأي ممارسات لصالح طرف دون الآخر.ونوه بأن ملتقى الأخلاقيات المهنية يعتبر واحداً من الدعوات الجادة التي يطرحها القطاع المصرفي للاهتمام بالقيم الأخلاقية والاجتماعية، والالتزام بها على الصعيد العملي والمهني، بما يتسق مع ما اتفقت عليه الأديان السماوية من أهمية الأخلاق والدور الذي تلعبه، باعتبارها عنصراً مهماً في التقدم، ودرعاً واقياً للأمم من الانهيار.وأوضح الروضان أن ظهور صور عديدة من الفضائح الأخلاقية والفساد والانحرافات في مؤسسات كبرى، والصمت إزاء التجاوزات والضغوط التي يفرضها بعض المديرين على المؤسسة، ليستمروا في مناصبهم، ووجود مجلس إدارة ضعيف تمزقه الخلافات والصراعات، والاعتقاد بأن حسن أداء بعض المهام يستلزم أحياناً اتخاذ أساليب غير أخلاقية، هي أمور تبرز وبوضوح ما تعانيه بعض المؤسسات من انهيارات أخلاقية.ولفت إلى أن هناك العديد من المؤسسات التي ليس لديها لائحة للأخلاقيات المهنية، إذ تهتم بكفاءة العامل وقدراته ومهاراته الفنية الأساسية دون التركيز على مدى التزامه بالأخلاقيات المهنية.وتابع أنه على الرغم من أن اتباع الأخلاقيات المهنية، أمر يجب أن يحرص عليه كل شخص، غير أن إدارة المؤسسة ينبغي عليها ألا تعتمد على مدى التزام العاملين بهذه الأخلاقيات بناءً على قناعاتهم الشخصية، بل يجب أن تلزمهم بها كجزء من مُتطلبات العمل.وأكد الروضان أن الحرص على أخلاقيات المهنة هو ضرورة أخلاقية ودينية وإدارية واقتصادية للتطور والنمو، وأن إهمالها يخفض مستوى التعاون بين العاملين، ويخفض درجات الثقة بين المؤسسات، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك حرص على إرساء هذه الأخلاقيات داخل المؤسسات لتحقيق ما تسعى إليه من جودة الأداء والإنتاج، وتعزيز الثقة بين المؤسسات والمستفيدين، ونجاح العلاقة مع الجمهور والموظفين والمؤسسات الأخرى، من خلال تعزيز منظومة الاخلاقيات المهنية والذي بدوره ينعكس على نمو المجتمع.وشدّد الروضان على ضرورة تحديد ما هو أخلاقي، وما هو غير أخلاقي في عُرف المؤسسة لكي يلتزم به الجميع تجنباً للمعايير الشخصية لكل موظف والتي تختلف من شخص لآخر، من خلال وضع ميثاق أو لائحة توضح الأخلاقيات المهنية من منظور المؤسسة، لتكون ملزمة لكل العاملين، ويترتب عليها ضوابط وجزاءات رادعة لمن يخالفها.بدوره، أشار رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف، ماجد العجيل، إلى أن تنظيم الاتحاد لهذا الملتقى، يأتي استشعاراً لأهمية الموضوع ليكون الأول من نوعه في الكويت، إذ سيكون خطوة جيدة في اتجاه العمل بتوجيهات سمو أمير البلاد بالاهتمام بالعنصر البشري وتهيئتهم ليكونوا قادة الغد، وانطلاقاً من المسؤولية الوطنية نحو تحقيق رؤية سموه في خلق الوعي اللازم لدى المجتمع الكويتي لتطوير الجانب الأخلاقي وتعزيز الالتزام بالأخلاقيات المهنية والعملية لدورها في تحسين الأداء وتحقيق أفضل عائد للمجتمع، بما ينسجم مع مراحل تطوره وتقدمه.وقال العجيل إن القطاع المصرفي يضطلع بدور فعال وإيجابي في تنمية الاقتصاد الوطني، وإن عمق الدور الوظيفي للقطاع، وما يتمتع به من مستويات سيولة مرتفعة وكفاية رأس المال، وما يمتلكه من أدوات ومقومات فنية وخبرات وكوادر المهنية يكسبه قوة وثباتاً ويعزز من قدراته للمشاركة الفعالة في التنمية، وتوفير التمويل اللازم للمشروعات، بما يسهم في تسهيل تدفق الأموال وتوظيفها بشكل فاعل في البنية الاقتصادية.واعتبر أن هذا الأمر سيكون له نتائج إيجابية مباشرة على الاقتصاد الوطني في المدى القريب والبعيد، وهو ما يفرض حتمية استمرار هذا الدور وتعزيزه في ظل تقاليد راسخة وأساليب عريقة ومعايير مهنية هادفة تلتزم بها كل أطراف القطاع المصرفي.وأكد العجيل ما تتمتع به البنوك الكويتية من سمعة طيبة، والتزام بكافة الضوابط والأنظمة والمعايير والتعليمات في ظل الرقابة الحصيفة من بنك الكويت المركزي، وأهمية الحوكمة التي تطبقها البنوك منذ عدة سنوات، باعتبارها خط الدفاع الأول لسلامة العمل المصرفي، وأهمية الدور الملقى على عاتق مجالس الإدارة في تطبيقها، بما في ذلك تعزيز الدور الإشرافي على الإدارات التنفيذية لتحفيزها على ممارسة أعمالها في ضوء معايير أداء حصيفة، وما يتطلبه ذلك من تفعيل الدور الرقابي لمجموعة اللجان الإشرافية لمجلس الإدارة.وذكر أن مجلس إدارة الاتحاد أقر في يونيو 2007، ميثاقا ليكون إطاراً شاملا لسلوكيات العمل المصرفي، وإسهاماً فعالا باتجاه مواصلة البنوك لمسيرتها ودورها الرئيسي والايجابي في التنمية الاقتصادية والمجتمعية، والعمل على تدعيم هذا الدور، لما يتضمنه هذا الميثاق من عناصر تتطرق إلى أبرز القضايا المتعلقة بالعمل المصرفي.ونوه بأن العمل المصرفي في الكويت يقوم على تقاليد وآداب خاصة تعتبر جزءاً لا يتجزأ من التقاليد والآداب العامة، موضحاً أن البنوك تعتمد بالدرجة الأولى على ثقة العملاء وتحرص على الالتزام بالموضوعية والتجرد في التعامل مع عملائها، وتبذل قصارى جهدها لتقديم خدمات مصرفية متميزة تراعي التوازن المرغوب بين مصالحها ومصالح عملائها.ولفت إلى أن البنوك تتوخى في ذلك الامانة والنزاهة ومتحرية الدقة والشفافية وهي ملتزمة بالحفاظ على السرية، مبيناً أن المصرفيين بالكويت يمثلون نموذجاً مشرفاً لسمو الخلق، إذ يحرصون على النأي بأنفسهم عن مواطن الشبهات والاستغلال الوظيفي في تحقيق مصلحة شخصية.من جهته، أكد مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الدكتور عدنان شهاب الدين، أن الاخلاقيات والقيم المهنية تعد ركيزة الثقة الضرورية بين مقدم ومتلقي أي خدمة، كما تتعدى ذلك لتكون أساس أي عمل أو مهنة أو هواية يقوم بها الإنسان.ونوه بأن المؤسسة ترجمت ارتباطها بالمجتمع عبر خطط إستراتيجية تشمل 3 محاور رئيسية، تغطي دورة صناعة الإنسان الكويتي منذ الصغر وحتى دخوله معترك سوق العمل، عبر دعم نشر الثقافة العلمية في المجتمع، ودعم أنشطة البحث والتطوير وبناء قدرات العلماء والباحثين، وتطوير القدرات الابتكارية والتقنية للأفراد.في السياق ذاته، قال رئيس المنظمة العالمية للاخلاقيات المهنية والعملية، الدكتور ريتشارد غرين، إن الملتقى هو الأول من نوعه والذي يحمل صفة عالمية في المنطقة، مؤكداً أنه من المهم والمثير أن يكون متاحاً مناقشة الأمور الأخلاقية والعادت الاجتماعية بشكل عالمي، ما يحفز ويزيد مهارات الأفراد العلمية والفكرة والأخلاقية والاجتماعية.وخلال الجلسة الحوارية الأولى التي جاءت تحت عنوان «دور الدولة والاخلاقيات المهنية والعملية وتأثيراتها على عملية التنمية، أفادت رئيس الجامعة العربية المفتوحة الدكتورة موضي الحمود، أنه على الدولة دور في تعزيز الأخلاقيات المهنية والعملية، من خلال 3 محاور رئيسية، تشمل وجود اتفاق اجماعي على معيار اليوم ونشر التعليم والتوعية ومراعاة عدم وجود تضارب في المصالح، وعدم استخدام موارد الدولة في المصالح الخاصة، والحفاظ على أمان وصحة العاملين واحترام أنظمة الأمان في العمل، والإجرءات وتطبيق الانظمة واللوائح مع تبسيط الإجراءات واحترام حقوق الملكية.بدوره، أشار الأمين العام المساعد لقطاع الوقاية في هيئة مكافحة الفساد، عبدالعزيز المنصور، إلى أنه من أهم أهداف الهيئة، إرساء مبدأ الشفافية والنزاهة في المعاملات ومكافحة الفساد، وملاحقة مرتكبيه، وحماية أجهزة الدولة من الرشوة وسوء التعامل، والتعاون مع مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني.من جهته، رأى العميد المساعد لشؤون الأبحاث والدراسات العليا في كلية الحقوق في جامعة الكويت, الدكتور سامي الدريعي، أن الأخلاق ليست قواعد مكتوبة بل مبادئ سامية تأخذ الانسان من واقع ملموس إلى عالم افتراضي، كما أنها قاعدة تتسم بزرع القيم العليا.كما أكد مساعد المدير العام لتطوير الاعمال في هيئه تشجيع الاستثمار محمد يوسف يعقوب، في الجلسة الثانية من المؤتمر، أن الأخلاقيات تأتي من قوة الإطار الثقافي للمؤسسات موضحاً ان القيادة الرشيدة هي من تلتزم بالأخلاقيات المهنية، وأن الالتزام بالمعايير الأخلاقية بالمؤسسات ضروره للنجاح.من جهتها، قالت كالي لاس من المنظمة العالمية للأخلاقيات المهنية والعملية، إنه لا بد أن تحتوي كتب الأخلاقيات العملية على مقدمة حول السياسات العامة والأخلاقيات.
اقتصاد
«تدخلها في نزاعات قضائية تضر بسمعتها»
الروضان: السلوكيات اللا أخلاقية تكبّد المؤسسات غرامات جزائية كبيرة
09:08 ص