في رحلة قصيرة لأبو ظبي، التقيت بصديق قديم حافظ وحافظت كذلك على بقاء حسن التواصل.لم تكن صداقة مبنية على مصالح، ولم نسمح لأي مؤثر خارجي بأن يعكر صفو العلاقة.أثناء تواجدي قرأت خبر «الراي»... «قمة خليجية مكتملة الأركان في الكويت الثلاثاء المقبل». وسعدت بهذا الخبر لأننا شعوب خليجية يرتبط أهلها في ما بينهم بعلاقات طيبة امتدت لمئات السنين.لنكن ضمن تحليل اجتماعي صرف أكثر انصافا وحرصا على مد جسور المحبة والإخاء بين الشعوب، وألا نسمح للمؤثرات الخارجية في خلق فجوة بين الشعوب وكيان مجلس التعاون الخليجي.كنت قد أشرت في ما سبق من مقالات، إلى ضرورة محاربة بعض حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي التي كان للسموم التي تبثها وقع غير طيب على نفوس محبة لمجلس التعاون الخليجي وتتمنى له الثبات والاستمرار.تجمعنا أمور عدة... دين واحد? ثقافة واحدة? لغة واحدة واقتصاد مشترك يواجه التحديات نفسها، وإن كنا نتمنى أن يصل إلى حد السوق الخليجية المشتركة، لكن تبقى جيدة، ناهيك عن الروابط الاجتماعية من نسب وقرابة بين مكونات المجتمعات الخليجية.يقول صاحبي: «أعجزتم من بعدكم يا تركي... عندكم الشيخ صباح طول الله بعمره بمثابة أبٍ للجميع». ولم أجد ردا سوى «أنتم إخواننا ولكم تقدير خاص، حكومات وشعوب، ونتمنى أن تزول كل المعوقات ويعود مجلس التعاون الخليجي أقوى مما كان عليه».تحتضن الكويت، القمة الخليجية الـ 38 والأعين شاخصة تترقب ما ستنتج عنها، رافعين أيدينا للمولى عز شأنه نطالب بالعفو والمغفرة وأن يصلح الأحوال وتطوى الصفحة التي قد أثرت فينا كشعوب تطمح لمستقبل أفضل... والله نسأل أن يعين سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، في لم شمل البيت الخليجي.الزبدة:من أبو ظبي... وصلني الخبر كخليجي في ضيافة أخ عزيز من أبو ظبي، ووصلتنا دعوة من أخ عزيز من «دبي دار الحي»، إلا أن الوقت لم يسعفنا... ولهم منا خالص الشكر على حسن الضيافة، وليست مستغربة على إخواننا في الإمارات وباقي دول الخليج العربي، حفظهم الله ورعاهم.ماذا نريد؟ وماذا نتوقع؟الذي نريده، هو أن نعود كما كنا من قبل وبحال أفضل بعد معرفة كل الظروف الإقليمية المحيطة بنا... فنحن منظومة تشكل قوة اقتصادية جبارة تستطيع لو استغلت بشكل سليم، أن توفر تكاملاً خليجياً على كل المستويات والمجالات، وبسط مناخ معيشي يضرب فيه المثل. وتستدعي الضرورة الآنية فهم الحاجة الملحة لمحاسبة رموز أساءت استعمال مواقع التواصل الاجتماعي وأوقعت الضرر في البعض، وإن كان السواد الأعظم لا يلتفت إليها، لكنها تبقى معول هدم واجب علينا مواجهته بحزم.والذي نتوقعه... «كله خير». فالأماني متقاربة بين شعوب متقاربة في اللغة? والدين? والثقافة? وعلاقاتها الاجتماعية مترابطة بشكل طيب، ولهذا السبب نتوقع أن تخرج لنا القمة الخليجية الـ 38 بقرارات تثلج الصدور.ادعو لولي الأمر سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، ولجميع حكام الشعوب الخليجية بالخير، وأن يهبهم البطانة الصالحة التي تنتهي معها الأمور بتوجيهات تعيد المياه إلى مجاريها، وبروح أخوية تطوي الصفحة وترسم لنا ملامح صفحات قادمة أكثر إشراقاً وتقارباً... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi