يبدو أن «الدرس انتهى»... كما قالت أشهر «تلميذة» في السينما المصرية في إحدى أشهر أغنياتها، ولم يعد أمام جمهور الفنانة الكبيرة شادية إلا أن يلوِّحوا لها بإشارة الوداع الأخير، وإن كان وجدانهم لا يزال يردد لدلوعة السينما: «معاً إلى الأبد» وفقاً لعنوان أحد أفلامها!ففي موكب مزدحم، التف المصريون، بعد ظهر أمس، حول نعش يحمل جثمان الفنانة المصرية الراحلة شادية، التي غيبها الموت مساء أول من أمس، في مستشفى المعادي العسكري، جنوب القاهرة، حيث كانت تتلقى العلاج في نهاية صراع طويل مع المرض، وصلَّوا على جثمانها وودعوها، من مسجد السيدة نفيسة، وهتفوا: «لا إله إلا الله... الحاجة فاطمة حبيبة الله»، ومن منطقة مصر القديمة، نقلوها إلى مثواها الأخير، إلى مقابل العائلة على أطراف القاهرة.وشهدت الجنازة حضوراً جماهيرياً مكثفاً، توافد لتشييع الجثمان الذي أحيط بعلم مصر.الجنازة شهدت حضور وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، ويسرا وإلهام شاهين وعمرو الليثي وسمير صبري وشيرين ودلال عبدالعزيز ورجاء الجداوي وبوسي شلبي وجميلة عوض وبشرى ونقيب الممثلين أشرف زكي وفاروق الفيشاوي وهانى مهنى والأب بطرس دنيال وشهيرة، وأعداد أخرى من النجوم.وقالت الفنانة المعتزلة ياسمين الخيام، إن صلاة الجنازة على الفنانة شادية، أقيمت بمسجد السيدة نفيسة، بناء على وصيتها، لأنها كانت محبة لـ «آل البيت»، مضيفةً، وهي تنعيها، حيث كانت مرافقة لها في الأيام الأخيرة: «نحتسبها إن شاء الله في جنة المولى عز وجل».وكشفت ياسمين الخيام عن أن شادية، طالبت كل من يحبها، بأن يدعو لها بالرحمة، وقراءة سورة ياسين.وأعلنت أسرة الراحلة شادية، إقامة العزاء، في مسجد المشير طنطاوي في ضاحية القاهرة الجديدة، شرق القاهرة، غداً الجمعة.وكشف أستاذ المخ والأعصاب في مستشفى الجلاء العسكرى الدكتور مجد فؤاد زكريا والطبيب الذي قاد الفريق الطبي المعالج للفنانة شادية، الغطاء عن «أنها توفيت إثر إصابتها بالتهاب رئوي حاد، أدى إلى حدوث فشل في التنفس مفضياً إلى وفاتها»، مضيفاً «أنها عندما دخلت المستشفى، قبل فترة قصيرة، كانت مصابة بجلطة، لكنها لم تتوفَّ بسببها، ولكن بسبب حدوث فشل في التنفس، ناتج عن الإصابة بالتهاب رئوي حاد، ألم بها في الأيام الأخيرة».وكان الموت، غيب الفنانة الراحلة شادية، صاحبة لقب «معبودة الجماهير»، عن 86 عاماً، بعد فترة مرض، خصصت خلالها للعلاج عدة مرات، تاركة خلفها مسيرة فنية حافلة اشتملت على 112 فيلماً و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة، ومئات الأغانى.وما بين 8 فبراير من العام 1931، حيث ولدت، و28 فبراير 2017، حيث غادرت الحياة، رحلة سيرة ومسيرة طويلة مرت بها «فاطمة أحمد شاكر»، وتضمنت محطات متنوعة بعضها أخذ شكل تحولات ميلودرامية.وظهرت موهبة شادية وهي طفلة، عندما كانت تغني أغاني ليلي مراد وأم كلثوم مثلها الأعلى، لكنها وجدت أمامها صورة شقيقتها عفاف شاكر حين أرادت أن تسلك طريق الفن، وموقف والدها الرافض لهذا الطريق، ولجأت شادية إلى الحيلة لتكشف بها عن موهبتها.وفي أثناء زيارة أحد أصدقاء والدها منير نور الدين، وكان ملحنا ومغنيا تركيا، طلبت شادية من جدتها أن تنادي عليها، فقامت «فتوش» كما كانوا ينادونها وغنت أغنية ليلى مراد «بتبص لي كده ليه»، فحازت إعجاب الجميع. ونالت شادية إعجاب واستحسان الملحن صديق والدها، الذي تبناها وعلمها أصول المغنى والطرب الشرقي، وأعطاها دروساً في كيفية نطق الألفاظ، ووصل بها إلى بداية الطريق لتمثل أول فيلم لها «أزهار وأشواك».ويسارع المخرج الراحل بدرخان، بتوقيع عقد مع والدها على مشاركتها بالتمثيل والغناء لمدة 5 أعوام وصرف راتب شهري قدره 25 جنيهاً، بعد نجاحها في مسابقة الوجوه الجديدة التي أقامتها مجلة «الدنيا»، وتسجيل شريط صوت لفيلم «المتشردة» الذي قامت ببطولته حكمت فهمي ومحسن سرحان.وبينما كان المخرج حلمي رفلة، يستعد لتصوير فيلم جديد لمحمد فوزي، ويبحث في الوقت نفسه عن وجه جديد يغني ويمثل، تذكر رفلة الوجه الجديد الذي شارك مع زميله بدرخان في اكتشافه من خلال مسابقة مجلة «الدنيا»، ويسأل صديقه عنها، فيخبره بتأجيل مشروع الفيلم وبالتالي لم يستعن بالوجه الجديد شادية.وتم الاتفاق بينهما على أن يستعين رفلة بفاطمة شاكر في فيلمه الجديد، ويتنازل بدرخان عن العقد، ويدفع رفلة المبالغ المالية التي دفعها بدرخان طوال الشهور الماضية لأسرة فاطمة برغم تعديل العقد مع والدها ليصبح أجرها الجديد عن الفيلم الواحد 150 جنيهاً، ويختار لها اسماً فنياً جديداً هو شادية، ويكون أول أفلامها من إنتاج رفلة.اشتركت شادية في أول أعمالها «أزهار وأشواك» مع يحيى شاهين العام 1946، ولم تكن سوى كومبارس، حيث اشتركت بمشهد وحيد في الفيلم، ما دفع بالنجمة السينمائية آنذاك سناء سميح، أن ترفض الجلوس بجانبها في «البنوار» الخاص بأبطال العمل، خلال العرض الأول، ما أصابها بحالة من الحزن والاكتئاب فقررت ترك السينما نهائياً.لكن المخرج حلمي رفلة أعاد الاعتبار للفنانة الناشئة شادية، وأبدى إعجابه بأدائها ورقة ملامحها خلال عملية المونتاج، وقرر إسناد أول بطولة لها في العام التالي مع الفنان محمد فوزي وكان بعنوان «العقل في أجازة».وفي هذه المحطة، قالت شادية: «وجاء اليوم الذي تحققت فيه أحلامي... اليوم الذي وقفت فيه لأول مرة أمام مطربي المفضل محمد فوزي، ووجدته إنساناً رقيقاً مهذباً... وكاد الإعجاب يتحول إلى حب، لكنه حب التلميذة للأستاذ، الذي كان دائماً يوجهني بإرشاداته وانتزع من قلبي الخوف. وشعرت معه بالأمان تحت الأضواء الساطعة، ولم أعد أتهيب الكاميرا وأخشاها وهي تقترب من وجهي».وليلة عرض الفيلم للمرة الأولى، هتف الجمهور باسمها الجديد «شادية... شادية»، وكانت لحظة من لحظات العمر الرائعة، التي بكت فيها من شدة الفرح، فقد كان يوم عرض فيلم «العقل في أجازة» هو يوم ميلادها الفني.وتوالت المحطات واللقاءات مع فوزي في فيلم «الروح والجسد»، وفيلم «صاحبة الملاليم»، وكانت أول أغنية يلحنها لها «وقفوا الخطاب على الباب يامَّة».وفي محطة أخرى، شكلت شادية مع كمال الشناوي ثنائياً ناجحاً، كما شكلت ثنائيات أخرى مع محمد فوزي وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وكمال حسني ومنير مراد وكارم محمود وفاتن حمامة.وفي فترة الخمسينات، تعاونت شادية مرات عدة مع الفنانة فاتن حمامة من خلال أفلام «موعد مع الحياة» و«أشكي لمين».في الستينات، بدا من خلال الأفلام التي قدمتها شادية، أنها لم تعد تلك الفتاة المدللة، التي توصف بأنها المتحدثة الرسمية باسم المراهقات، وقابل الناس على الشاشة شادية الممثلة المختلفة التي تقدم الدراما الخالية من الأغنيات الخفيفة التي ميزتها طوال مرحلتها الأولى.وكانت بداية الخط الجديد، الذي قررت شادية السير فيه، هي فيلم «المرأة المجهولة» مع كمال الشناوي وإخراج محمود ذوالفقار العام 1959، فقد كشف دورها في هذا الفيلم عن وصولها إلى درجة عالية جداً من النضج الفني.وفي مرحلة النضج الفني، وفي الستينات وحتى العام 1970، قدمت 22 فيلماً، بالإضافة إلى ما قدمته في الأربعينات والخمسينات، وعددها 48 فيلماً وعكست أدوار شادية في هذه المرحلة حالة النضج وتزامنت مع تحولها إلى الأداء الميلودرامي، بدءاً من فيلم «المرأة المجهولة» وانتقالاً إلى «معاً إلى الأبد» من إخراج حسن رمزي العام 1960 و«التلميذة» من إخراج حسن الإمام العام 1961 و«امرأة في دوامة» من إخراج محمود ذوالفقار العام 1962.وشهدت هذه المرحلة أيضاً عدداً من الأفلام الرومانسية التي عبرت فيها عن مشاعر المرأة الناضجة، أو الزوجة التي يمكن أن تقع في الحب، أو المرأة الوفية المخلصة لحبيبها والتي تنتظره مهما طال غيابه، وتمثل ذلك في فيلمي «لوعة الحب» مع عمر الشريف، إخراج صلاح أبو سيف العام 1960 و«أغلى من حياتي» مع صلاح ذو الفقار، إخراج محمود ذوالفقار العام 1965 ثم «معبودة الجماهير» مع عبدالحليم حافظ، إخراج حلمي رفلة العام 1967، والذي قدمت فيه دور نجمة مشهورة تقع في غرام مطرب مبتدئ، ومن هذا الفيلم أطلق النقاد على شادية لقب «معبودة الجماهير».وفي سيرتها، دخلت شادية عالماً جديداً هو عالم الأفلام الروائية، لتقدم عدداً من الروايات لكبار الكتاب مثل نجيب محفوظ، الذي قدمت من أدبه أربعة أفلام هي «اللص والكلاب» 1962، «زقاق المدق» 1963، «الطريق» 1964 و«ميرامار» 1969. كما قدمت «شيء من الخوف» قصة ثروت أباظة 1969، و«كرامة زوجتي» لإحسان عبدالقدوس، و«مراتي مدير عام» لعبدالحميد جودة السحار.شادية، قالت إنها تعشق كثيراً روايات نجيب محفوظ، كما تعشق القراءة بوجه عام، ومنذ اعتزالها أصبحت متفرغة لقراءة القرآن الكريم وتفسيره والأحاديث الشريفة.وفي فترة الستينات أيضاً، ولإظهار موهبتها الفذة في التمثيل، قررت شادية أن تقدم مجموعة من الأفلام من دون أن تغني فيها، وفعلاً قدمت «اللص والكلاب»، «الطريق»، «مراتي مدير عام» و«كرامة زوجتي».

سرطان الثدي

من أصعب المواقف التي مرت بها الفنانة شادية، كان إصابتها بمرض سرطان الثدي.وبدأت قصتها معه بآلام شديدة في الثدي، ذهبت على إثرها للطبيب وأجرت التحاليل المطلوبة، وخلال تقديمها لمسرحية «ريا وسكينة»، تلقت الخبر الذي كان بمنزلة صدمة لها، وقررت أن تسافر إلى الخارج من أجل تلقي العلاج، فقصدت فرنسا في ذلك الوقت، وخضعت شادية لعملية استئصال لأحد ثدييها.

المسرح

قدمت شادية في مسيرتها مسرحية واحدة هي «ريا وسكنية»، والتي وقفت للمرة الأولى من خلالها على خشبة المسرح مع سهير البابلي وعبدالمنعم مدبولي وحسين كمال وبهجت قمر لمدة 3 سنوات في مصر والدول العربية، ومنها الكويت.وقدمت أكثر من 500 أغنية، وكان منها العديد من الأغاني الوطنية، أشهرها أغنية «يا حبيبتي يا مصر» التي يكاد يتخذ منها المصريون نشيداً وطنياً موازياً.

أغان وطنية وديوهات

وجمع الفنانة الراحلة وفريد الأطرش دويتو كوميدي شهير بعنوان «يا سلام على حبي وحبك» ودويتوهات كوميدية أخرى بعملاق الضحك في السينما المصرية إسماعيل يس، والعبقري شكوكو، كان أبرزها «احنا التلاتة». كما جمعها مع عبدالحليم حافظ «حاجة غريبة» و«تعالي أقولك».

الاعتزال

بعد رحلتها الفنية الطويلة، اعتزلت شادية عندما أكملت عامها الخمسين، 1986، وعقبت حول سبب اعتزالها التمثيل والغناء بالآتي: «لأننى في عز مجدي أفكر في الاعتزال، لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويداً رويداً. لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنوا بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها. أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم، ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء، وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الناس».وكرست حياتها بعد الاعتزال لرعاية الأطفال الأيتام، لاسيما أنها لم ترزق أطفالاً وكانت تتوق أن تكون أماً.وقدمت آخر عمل لها، وجاءت أغنيتها «خد بإيدي» وكانت مسك الختام، كما قالت، وتتويجاً لحياة فنية خالصة حافلة بالنجاح والتميز، وربما كان ذلك تمهيداً لاتخاذ القرار الأصعب في حياتها، وهو اعتزال الفن والأضواء، بعد لقاءات عدة مع إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوى، وظلت شادية بعيدة عن الأضواء، ورفضت أي مغريات لإعادتها.

زواج وطلاق

في حياتها الاجتماعية، تزوجت عماد حمدي، رغم أنه كان أكبر منها بأكثر من 20 عاماً، إلا أنها أصرت على إتمام الزيجة رغم رفض عائلتها، وتزوجا في حفل عائلي متواضع من دون حفل زفاف.ولكن لم تكن الحياة بينهما سعيدة كما تمنيا، لاسيما في ظل تعرض عماد حمدي لأزمة مالية شديدة، بسبب أموال النفقة التي طالبته بها طليقته الفنانة المعتزلة فتحية الشريف، والتي بلغت حينها 1000 جنيه.وهذا الزواج لم يستمر طويلاً، حيث دبت الخلافات بينهما، بسبب غيرة حمدي الشديدة، وكانت النهاية في علاقتهما عندما صفعها أمام أصدقائهما في إحدى الحفلات، وبالفعل قررت شادية الانفصال برغم محاولات حمدي الرجوع إليها.وتزوجت الفنانة الراحلة من عزيز فتحي، الذي كان يعمل مهندساً في الإذاعة المصرية ويصغرها بأعوام عدة، وقد تم الزواج العام 1958 بعد فترة تعارف لم تتجاوز 10 أيام، وسرعان ما حدث بينهما الطلاق.ورغم قرار شادية التفرع بشكل كامل لفنها، إلا أنها وقعت في الحب مجدداً، وكان البطل هذه المرة الفنان صلاح ذو الفقار، حيث تحولت قصة الحب الشهيرة بين «أحمد ومنى»، في فيلم «أغلى من حياتي» إلى قصة حب حقيقية في الواقع، واندلعت شرارة الحب بينهما أثناء تصوير الفيلم، واستمرت قصة الحب شهوراً عديدة حتى توجت بالزواج.وبعد هذا الفيلم، تزوجا وعاشا حياة سعيدة جداً، لكن شادية شعرت مرة أخرى بالحنين للإنجاب، وحملت وكان هذا الحمل هو الثالث لها، ومكثت فى البيت قرابة خمسة أشهر لا تتحرك حتى يثبت حملها، لكن القدر كان قد قال كلمته، وفقدت الجنين، وأثر هذا بشكل سيئ على نفسيتها، وبالتالي على حياتها الزوجية فوقع الطلاق بينهما بعد أقل من عام.

شادية في ختام القاهرة السينمائي

وقالت رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الناقدة ماجدة واصف، إنها ستدرس خلال الساعات المقبلة تفاصيل ما سيتم تقديمه عن النجمة الكبيرة شادية في حفل ختام الدورة الحالية مع القائمين على تنفيذ الحفل، مساء اليوم الخميس.وأضافت: «بكل تأكيد ستكون شادية حاضرة في الختام مثلما كانت معنا طوال الدورة التي حملت اسمها، وشهدت توجيه تحية لها مع كل فعالية أقيمت في المهرجان».وكان نقيب المهن الموسيقية الفنان هاني شاكر، قد تقدم باسمه وباسم مجلس نقابة المهن الموسيقية، ببالغ الحزن إلى الشعب المصري والعربي، بخالص العزاء في وفاة الفنانة الكبيرة شادية «صوت مصر» الذي ملأ الدنيا واحتضن كل الذكريات وواكب كل المواقف الإنسانية والوطنية.ونعى مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية، الفنانة الراحلة شادية بمزيد من الحزن والأسى، واصفاً إياها بأنها «إحدى الشموع المضيئة في تاريخ الفن المصري، والعربي، القامة الفنية الكبيرة، في مصر والوطن العربي».وعلى الصعيد الرسمي نعى وزير الثقافة المصرية حلمي النمنم، الفنانة المبدعة شادية، التي قدمت نموذجاً حقيقيا للفنانة المصرية، المحبة لتراب وطنها والمدافعة عن قضاياه.وقدم وزير شؤون مجلس النواب المستشار عمر مروان، العزاء إلى كل محب لمصر في وفاة شادية «التي عشقت بلدها، وغنت لها من أعماق قلبها».ونعاها المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، فكتب عبر حسابه الشخصي: «رحل صوت مصر العذب، رحلت من ألهبت مشاعرنا بـ (يا حبيبتي يا مصر)».ونعت دار الأوبرا المصرية شادية فى بيان لها قالت فيه: «إن مصر والأمة العربية فقدت قيمة فنية كبيرة طالما أثرت الحياة الفنية بإبداعاتها في مختلف مجالات الفنون من سينما ومسرح ومسلسلات إذاعية والطرب الأصيل».

نجوم الفن نعوها

وقد نعى الفنانون شادية لـ «الراي»، في رسائل قصيرة، وقال الفنان عادل إمام: «لا يوجد كلام يصف الحزن على رحيل الرائعة شادية، فبرحيلها رحلت الدنيا فهي كانت بنزلة الفن والضحكة والحب والبراءة».وعبرت الفنانة يسرا، عن بالغ حزنها على رحيل دلوعة لسينما، بقولها: «كانت نجمة وفنانة ورمزاً وحباً لا ينتهي».اما الفنانة شهيرة، فقالت: «أشعر باطمئنان بالغ على شادية الآن، فهي لا قلق عليها لأنها مثال حقيقي للسيدة المؤمنة الصالحة، فهي لم تكتف بالعبادات والصلاة والقرآن، ولكنها تخطت كل هذا».الفنان حسن يوسف قال: «كانت سيدة محترمة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، فهى اثرت الفن بأعمالها الراقية والجميلة والقضايا التي عالجتها».الفنانة الاستعراضية نجوى فؤاد، قالت: «كانت سيدة في غاية الذوق والحب لكل من حولها، ولا أنسى كيف كانت تتعامل معنا بتواضع في كواليس التصوير».وتقدم الفنان داوود حسين، الموجود في القاهرة حالياً، بأحر التعازي إلى الجمهور في مصر الحبيبة على هذا المصاب، وعلى فقدان أحد الأعمدة الرئيسية في الفن وهي الفنانة شادية. وقال، في رسالة صوتية بثها إعلاميا: «إنها قامة من قامات الفن، فى الوطن العربي، وإحدى الركائز الأساسية في الفن العربي، سواء في الغناء أو التمثيل، وتعتبر علامة فارقة». كما حرص عدد كبير من نجوم الفن في أرجاء الوطن العربي، على توديع «معبودة الجماهير» من خلال صفحاتهم الخاصة على المواقع الإعلامية التي غصّت بمشاركات عزاء بادروا إلى نشرها.