رسم «التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب» الخطوط العريضة لإستراتيجيته، عبر إقرار آليات المواجهة الشاملة ضد الإرهاب فكرياً وإعلامياً وتمويلياً وعسكرياً، مؤكداً استعداده لدعم الدول التي تواجه التنظيمات الإرهابية والمتطرفة.وتم التوصل إلى الاستراتيجية في ختام الاجتماع الأول، الذي عقد في الرياض أمس، لوزراء دفاع التحالف الذي يضم 41 دولة، ومثّل الكويت فيه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ محمد الخالد، وحضره عدد من ديبلوماسيي ومسؤولي دول صديقة وداعمة للتحالف.وشدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على التصدي الحازم لمحاولات تشويه عقيدة الإسلام السمحة، معلناً أنه ستتم ملاحقة الإرهاب «حتى يختفي تماماً من وجه الأرض».وأقر البيان الختامي، الصادر عن الاجتماع، سبع نقاط أساسية هي: «مواجهة الإرهاب وفضح أساليب زيفه والعمل على تجفيف منابع تمويله»، و«تأمين ما يكفي من القدرات العسكرية لمحاربته»، و«توظيف وسائل الإعلام الجديد في التصدي لمحاولة تشويه الوقائع»، و«اعتماد ما يلزم من قدرات لمنع التنظيمات الإرهابية من تنظيم صفوفها»، و«تبادل المعلومات والخبرات بين أعضاء التحالف بهدف تعزيز القدرات»، و«فتح المجال على أوسع أبوابه للتعاون مع الجميع»، و«دعم الدول التي تعاني من الإرهاب».وخلال مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع، أوضح أمين عام التحالف الفريق عبد الإله الصالح أن أحد أهم المحددات للتحالف، الذي أنشئ بمبادرة من السعودية في مسعى لتوحيد جهود الدول الإسلامية ضد الإرهاب والتطرف، هو التعاون مع جميع المنظمات العاملة في مجال مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن الدعم الفني والمالي سيوفر للدول الأعضاء من خلال مؤسسة التحالف.من جانبه، قال القائد العسكري للتحالف الفريق راحيل شريف «إننا نخطط لتنظيم مناورات وتدريبات مشتركة فاعلة بين دول التحالف وتعزيز مفهوم المسؤولية المشتركة»، و«سندعم الدول التي تعاني من الإرهاب على جبهات عدة تمكنها من مواجهة هذا الخطر».وفي كلمته أمام الاجتماع، أكد الشيخ محمد الخالد أن دولة الكويت حرصت على المشاركة ضمن الصفوف الأمامية للتحالف انطلاقاً من موقفها الثابت تجاه الإرهاب والتطرف ورفضها ممارسات استغلال الدين كذريعة.وقال «إننا نتابع ذلك السرطان واتساع رقعته جغرافياً بمختلف أشكاله على المستويين الاقليمي والدولي»، وان «ذلك يحتم علينا توجيه الجهود والطاقات للتصدي لهذه الظاهرة والقضاء عليها وتجفيف منابعها، كما يحتم علينا أيضاً العمل معاً للحد من انتشار الفتن والاحتقان الطائفي لما يشكله ذلك من تهديد لكيان الأمم وأمنها واستقرارها لا يقل عن الارهاب».وإذ أشار إلى «الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع ومنطقتنا بشكل خاص»، شدد الخالد على ضرورة «أن نقف بحزم لمنع استغلال تلك الظروف من قبل الجماعات والتنظيمات الارهابية والمتطرفة، بما في ذلك الميليشيات المسلحة، لوقف نشر أفكارها الهدامة وممارساتها الاجرامية من قتل وتشريد وترويع».وكان ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، شدد لدى افتتاح أعمال الاجتماع، على أن «أكبر خطر حققه الإرهاب والتطرف ليس قتل الأبرياء أو نشر الكراهية، ولكن هو تشويه سمعة ديننا الحنيف وتشويه عقيدتنا».وأضاف: «لذلك لن نسمح بما قاموا به من تشويه للعقيدة السمحة وترويع الأبرياء في الدول الإسلامية وجميع دول العالم أن يستمر أكثر من اليوم».وإذ وصف الاجتماع، الأول من نوعه، بـ «المهم جداً»، أكد ولي العهد أن «أكثر من 40 دولة (مشاركة في الاجتماع) ترسل إشارة قوية أنها سوف تعمل معاً وسوف تنسق بشكل قوي لدعم جهود بعضها البعض سواء الجهود العسكرية أو الجانب المالي أو الجانب الاستخباراتي أو الجانب السياسي».وأضاف: «اليوم بدأت ملاحقة الإرهاب واليوم نرى الهزائم للإرهاب في كثير من دول العالم وخاصة الدول الإسلامية واليوم سوف نلاحقه حتى يختفي تماماً من وجه الأرض».