فيما تستضيف العاصمة السعودية الرياض اليوم الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب تحت شعار «مُتحالفون ضد الإرهاب»، شدد رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية الدكتور سامي الفرج على ضرورة وأهمية وجود استراتيجية استباقية لدى التحالف، لضرب وتدمير كل البنى التحتية للإرهاب أينما وجد، لضمان عدم استمرار نموه وتوسعه، خصوصا بعد ما أثير من تحويل «داعش» لعملياته خارج العراق وسورية، مثل اليمن وأفغانستان.وقال الفرج، في تصريح خاص لـ«الراي» إن الشرعية الإقليمية التي ينطلق منها هذا التحالف تعطيه الحق في اتخاذ كل الخطوات القانونية، وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، منوها بأهمية اجتماع اليوم، في إيجاد استراتيجية لضرب الأرهاب في مهده، وهو أمر مهم جدا، لضمان عدم انتقاله من دور «الشرنقة» الى الجسد المتكامل الذي يتم تمويله من قبل المتطرفين في كل بقاع العالم، مضيفا «تجربة (داعش والنصرة )خير دليل على ذلك، خصوصا وأن هذين التنظيمين نشآ وكبرا أمام أعيننا واختطفا الثورة السورية وجعلاها اليوم قضية معقدة جدا».ويرى أن انعقاد هذا الاجتماع بحد ذاته هو نجاح وفرصة في نفس الوقت لرأب الصدع في التحالف الخليجي، واضاف أن نجاح فعالية هذا التحالف يكمن أولا وأخيرا على قدرته في الضرب والردع، قبل قيام واستفحال الخطر الإرهابي، وخصوصا أننا لسنا بدول كبيرة وثقيلة عسكريا مثل الولايات المتحدة وروسيا. وأضاف «نحن ليس لدينا الوقت بعد استفحال الخطر، لأننا سنرهق ميزانياتنا التي تعيش اليوم في وضع غير جيد، ولهذا فان مسؤوليتنا تحتم علينا محاربة الإرهاب أينما كان مصدره، ليس في الكويت او منطقة الخليج وأنما في كل مكان تواجده، استنادا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على أنه ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن نفسها إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة».وسيفتتح ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي تستضيفه العاصمة السعودية الرياض يوم الغد تحت شعار«مُتحالفون ضد الإرهاب»، وذلك بمشاركة وزراء الدفاع من الدول الأعضاء في التحالف والوفود الرسمية المرافقة لهم، كما تمت دعوة البعثات الديبلوماسية المعتمدة في المملكة لحضور الاجتماع.ويشكل هذا الاجتماع الانطلاقة الفعلية لجهود التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي يضم 41 دولة إسلامية ويهدف إلى تنسيق وتوحيد جهود الدول الإسلامية لمحاربة التطرف والإرهاب والتكامل مع جهود دولية أخرى. ويرتكز التحالف في انطلاقته على أرضية صلبة بعد أن سجلت الدول الإسلامية نجاحات وطنية وقطعت شوطاً كبيراً في محاربة الإرهاب.وجاء تشكيل التحالف بمبادرة من المملكة العربية السعودية وتم الإعلان عنه من الأمير محمد بن سلمان آل سعود في ديسمبر من عام 2015، بهدف توحيد جهود الدول الإسلامية في مواجهة الإرهاب. وقد تم تأسيس مركز التحالف في العاصمة السعودية الرياض ليكون بمثابة الذراع التنفيذية لتحقيق رسالة التحالف. وسيوفر المركز منصة مؤسسية لتقديم المقترحات والنقاشات، وتعمل في إطار حوكمة شفافة لتيسير سبل التعاون بين الدول الأعضاء والدول الداعمة لتنفيذ مبادرات ضمن المجال الفكري والمجال الإعلامي ومجال محاربة تمويل الإرهاب والمجال العسكرية.وتنطلق رؤية هذا التجمع أن تكون الدول المشاركة في التحالف الإسلامي، وبمساندة الدول الصديقة المحبة للسلام والمنظمات الدولية، قادرة على تنسيق وتوحيد جهودها في المجال الفكري والإعلامي، ومجال محاربة تمويل الارهاب، والمجال العسكري لمحاربة جميع أشكال الإرهاب والتطرف، والإسهام بفعالية مع الجهود الدولية الأخرى لحفظ السلم والأمن الدوليين.ويسعى هذا التحالف لتحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية منها تأسيس شراكة تعاون استراتيجية بين دول التحالف الإسلامي من جهة وبينها وبين دول العالم والمنظمات الدولية من جهة أخرى لتبادل الخبرات والمعلومات حول الحرب على الإرهاب، ورفع مستوى مساهمة دول العالم الإسلامي في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين من خلال تقديم قيمة مضافة في الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب.كما يهدف الى محاربة الفكر المتطرف العنيف ومظاهر الغلو في دول التحالف الإسلامي من خلال حملات فكرية مضادة تفند وتبطل هذا الفكر وبما يساهم في إحباط إرادة قادة وأتباع هذا الفكر، والمحافظة على المعتقد الإسلامي الصحيح ونشر قيم الإسلام السمحة كالرحمة، والعدل، والسلام، والتعايش بين كافة الأجناس بغض النظر عن أديانهم ومذاهبهم وأعراقهم، بالإضافة الى محاربة تمويل الإرهاب من خلال التعاون بين الدول الإسلامية، ومع دول العالم، والشرعية الدولية، للالتزام بالاتفاقيات الدولية، وتطوير أُطر العمل القانونية والتنظيمية والتشغيلية، وتعزيز التضامن الإسلامي وروابط التعاون والإخاء بين الدول الإسلامية الأعضاء في التحالف بما يضمن الوقوف صفاً واحداً ضد محاولات الجماعات الإرهابية لزعزعة الأمن في الدول الأعضاء، أو تشويه صورة وسماحة الإسلام والمسلمين.ويعتمد التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في عمل على أربعة مجالات ( الفكري – محاربة تمويل الإرهاب – العسكري – الإعلامي )، حيث يرتكز العمل الفكري على المحافظة على عالمية رسالة الإسلام الخالدة، مع التأكيد على المبادئ والقيم الإسلامية كالاعتدال والتسامح والرحمة، والتصدي لنظريات وأطروحات الفكر الإرهابي من خلال إيضاح حقيقة الإسلام الصحيح، واحداث الأثر الفكري والنفسي والاجتماعي لتصحيح هذه المفاهيم الإرهابية المتطرفة.ويتحقق ذلك من عدة اهداف منها تعزيز روح الفخر بالمبادئ والتعاليم والثقافة والتراث الإسلامي، تحقيق التوافق المنشود في الفهم الصحيح للمبادئ الدينية، تعزيز قيم الاعتدال والوسطية التي نادى بها الإسلام، من خلال نهج محلي يقدر حياة الأفراد، ويرحب بالتنوع والاختلاف، وتحقيق تأثيرات إيجابية واسعة على المستويات الفكرية والنفسية والاجتماعية المتعلقة بمكافحة الإرهاب في ربوع العالم الإسلامي.اما في مجال محاربة تمويل الإرهاب، فيكون من خلال التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية في مجال محاربة تمويل الإرهاب في الدول الأعضاء، ترويج أفضل الممارسات، وتطوير أُطر العمل القانونية والتنظيمية والتشغيلية، وتيسير تبادل المعلومات لدعم عمليات الوقاية والكشف والقبض على تمويل الإرهاب.وتتمحور اهداف محاربة تمويل لإرهاب في تعزيز أفضل الممارسات، وبناء قدرات الدول الأعضاء في محاربة تمويل الإرهاب، تطوير الأطر القانونية والتنظيمية والتشغيلية، المتعلقة بمحاربة تمويل الإرهاب، وتفعيلها لدى الدول الأعضاء، تعزيز بيئة داعمة لتبادل المعلومات المتعلقة بمحاربة تمويل الإرهاب بين الدول الأعضاء، والدول الداعمة، والمنظمات الدولية، ومساعدة الجهات المختصة في محاربة تمويل الإرهاب في الدول الأعضاء في امتلاك الآليات الملائمة للوقاية، والكشف، والإبلاغ، والمحاكمة في عمليات تمويل الإرهاب.وفي المقابل، تستند آلية عمل التحالف في المجال العسكري على المساعدة في تنسيق تأمين الموارد والتخطيط للعمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب في الدول الأعضاء، وتيسير عمليات تبادل المعلومات العسكرية بصورة آمنة، وتشجيع الدول الأعضاء على بناء القدرات العسكرية لمحاربة الإرهاب من أجل ردع العنف والاعتداءات الإرهابية.وتحقيق تلك الأهداف العسكرية تنطلق من خلال تعزيز منظومة فاعلة تردع الأعمال العدوانية للتنظيمات الإرهابية، وتوقف مساعيها لإلحاق الضرر بالدول والمجتمعات والأفراد، سد الثغرات ومواطن الخلل في القدرات العسكرية في مجال محاربة الإرهاب لدى الدول الأعضاء، وتحقيق التكامل بين الأنشطة العسكرية لمحاربة الإرهاب، والمجالات الفكرية والإعلامية.كما تضمنت الأهداف تقديم يد العون والدعم والمساعدة لأعضاء التحالف في جهودهم العسكرية لمحاربة الإرهاب، ومساعدتهم في تنسيق العمليات في ما بينهم، وبناء إطار للمساعدة في بناء القدرات العسكرية، وبرامج التدريب، وتبادل المعرفة والخبرات المرتبطة بمحاربة الإرهاب بين الدول الأعضاء، والدول الداعمة، بالإضافة لتوفير منصة تمكّن الدول الأعضاء من تبادل المساعدة، والحصول على دعم الشركاء والدول الداعمة في مجال بناء القدرات العسكرية لقوات الدول الأعضاء في محاربة الإرهاب.
محليات
الرياض تستضيف اليوم الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاعه بمشاركة 41 دولة تحت شعار «مُتحالفون ضد الإرهاب»
رهان «التحالف الإسلامي»... ضرب البنى التحتية للإرهاب
03:03 ص