بغداد - وكالات - أطلقت القوات العراقية، أمس، آخر عملية عسكرية لها في الصحراء الغربية الممتدة على طول الحدود مع سورية، لتطهيرها من آخر فلول تنظيم «داعش» بعد 3 سنوات من سيطرته على ثلث أراضي البلاد.ونقلت قيادة العمليات المشتركة العراقية عن الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله قوله إن قوات الجيش و«الحشد الشعبي» بدأت «عملية واسعة لتطهير مناطق الجزيرة الكائنة بين محافظات صلاح الدين، ونينوى، والأنبار».وتعتبر هذه العملية آخر العمليات التي في نهايتها يفترض أن يعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي الهزيمة النهائية لتنظيم «داعش» في العراق.ووفق الجيش العراقي، فإن العملية تهدف إلى تطهير الصحراء من جيوب لـ «دواعش» هربوا من المدن التي تم تحريرها، ومنع بقايا مجاميع التنظيم من الاختباء في تلك المنطقة واستخدامها كقاعدة لهجمات مستقبلية، وأن العملية العسكرية ستستمر حتى يتم تأمين جميع الحدود مع سورية.وقال العميد في الجيش ياسر عبد الحميد البيضاني، إن القوات العراقية «تمكنت وبعد ساعة على انطلاق الحملة العسكرية من تطهير قريتي الشيخان والشيخة التابعتين لقضاء الحضر غرب مدينة الموصل، وقريتي الملا عطوان وأم القمر بصحراء جنوب مدينة الموصل، وتأمين مسافة تقدر بـ 3 كيلومترات في الصحراء».وأضاف أن «المنطقة الصحراوية المعروفة باسم (الجزيرة) تشكل الخطر الأول على أمن المدن واستقرارها لاتخاذها من قبل المسلحين ملاذاً لهم، وتأمين هذه المناطق المفتوحة سيضمن القضاء على الإرهاب بنسبة 95 في المئة».من جانبه، قال الرائد الطيار في القوة الجوية العراقية عصام القحطاني إن «مروحيات قتالية عراقية وبالتنسيق المعلوماتي مع التحالف الدولي، شنت 13 غارة على 5 مقرات للتنظيم في صحراء ناحيتي القيارة وحمام العليل جنوب الموصل، وضمّت وحدات تكتيكية واستراتيجية ومواقع لمسلحين ومخازن للعربات المفخخة».وأضاف أن «الغارات أسفرت عن تدمير المقار بالكامل ومقتل جميع المسلحين الذين كانوا يختبئون فيها»، لافتاً إلى أن «هناك عشرات المقار السرية للتنظيم في صحراء نينوى والأنبار وصلاح الدين، وأن المسلحين بدأوا الاعتماد على أسلوب التقدم من مواقعهم الصحراوية والتسلل للمدن وتنفيذ عملياتهم الإرهابية ومن ثم الفرار والعودة من حيث جاؤوا».وكانت القوات العراقية أعلنت، الأسبوع الماضي، استعادة راوة، آخر البلدات التي كانت خاضعة للتنظيم، فيما تبقى، قبل انطلاق العملية الأخيرة، الوديان والجزر والصحاري والبوادي التي تشكل 4 في المئة من مساحة العراق ولا تزال تؤوي فلول «داعش».على صعيد آخر، كشفت وزارة التخطيط العراقية، مساء أول من أمس، عن تشكيل 8 لجان متخصصة في إطار «مجلس التنسيق العراقي - السعودي»، الذي تم الاعلان عنه في أكتوبر الماضي.وذكرت أن العبادي «يولي عمل هذا المجلس اهتماماً خاصاً، وذلك في إطار سياسة الانفتاح الايجابي التي تنتهجها الحكومة العراقية لتحقيق علاقات مثالية مع جميع دول العالم وفي مقدمتها دول الجوار».من جهته، أوضح وزير التخطيط ووزير التجارة العراقي بالوكالة سلمان الجميلي أن اللجان المشكلة هي لجنة النقل والمنافذ والموانئ، واللجنة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، ولجنة الطاقة والصناعات التحويلية، واللجنة المالية والمصرفية، واللجنة السياسية والأمنية والعسكرية، ولجنة التعليم والشباب والرياضة، واللجنة الثقافية والاعلامية، واللجنة الزراعية.