حرَّم الإسلام زواج الإخوة من الرضاعة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: «الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة». وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: «يحرم من الرَّضاع ما يحرم من النسب»، فتبين لنا أن الطفل الذي يرضع من امرأة غير أمه يصبح محرماً عليها، كذلك على بناتها اللواتي رضعن معه؛ أي كأنه ابنها وبناتها كأنهن اخواته، فلا يجوز لأحدهما أن يتزوج بالآخر، والرضاع الذي يثبت به التحريم أن يكون: خمس رضعات مشبعات على الراجح.وظهرت حقائق طبية تثبت صدق هذا التحريم، فقد بين أهل الطب أن السبب في التحريم هو الأشياء الموجودة في حليب المرضعة والتي تدخل لجوف الرضيع وتجعله ابناً لها، عندما قام العلماء بتحليل حليب الأم وجدوا مواد لا توجد في الحليب العادي؛ فعندما يتجرع الطفل هذه المواد يتكون لديه أجسام مناعية؛ فالطفل الذي رضع من امرأة عدة رضعات يكتسب بعض الصفات الوراثية المناعية من هذه الأم لتصبح بمثابة أم له وأنها صفات تشبه تلك التي اكتسبها أولادها الحقيقيون منها ليصبحوا وكأنهم إخوة له.لذلك يحرم زواج الإخوة بالرضاعة لأنهم يملكون نفس الصفات الوراثية؛ وقد يؤدي هذا إلى أمراض وراثية خطيرة، وهذه معجزة عظيمة أن يحرم رسولنا الكريم زواج الإخوة بالرضاعة قبل أربعة عشر قرناً، واليوم يأتي العلم الحديث ويكتشف أهل الطب الأسباب العلمية لتحريم هذ الحكم الشرعي.عدة الحامل تنتهي بوضع الحملتقول السائلة: توفي زوجي ومضى زمن من العدة وبعد ذلك علمت أني حامل فكيف تحسب أيام العدة المتبقية؟عدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشراً إن لم تكن حاملاً لقوله تعالى في سورة البقرة «وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا»، أما الحامل فإن عدتها تنتهي بوضع الحمل؛ لقوله تعالى في سورة الطلاق «وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ»، أي أن العدة تتحول من أربعة أشهر وعشرة أيام إلى وضع الحمل؛ لأن الوضع دليل على براءة الرحم، فإن العدة تنتهي بانتهاء فترة الحمل، فلو وضعت حملها بعد ساعة أو يوم من وفاة زوجها فقد انقضت عدتها وقد تصل إلى تسعة أشهر، فعدة الحامل المتوفى زوجها مرتبطة بموعد الولادة، والله تعالى أعلم.* دكتوراه في الفقه المقارنaalsenan@hotmail.comaaalsenan @
متفرقات - إسلاميات
وقفات فقهية / زواج الإخوة من الرضاعة
09:08 ص