صادف مساء الأربعاء الماضي، حدثان مهمان شغلا الشارع الكويتي? أحدهما غريب وهو «تطبيق قرار حجز المركبات»، والآخر فيه دليل «تخبط» تراكمي يطول الأمن الغذائي ويمس جيب المواطن، وهو ارتفاع سعر خيشة البصل الذي تجاوز 10 دنانير.خذ عندك... أنزلنا السائق في السوق مع الأولاد (خبرك زحمة وما فيه مواقف)، وطلبت منه تعبئة المركبة بالوقود، والسائق له ثلاث سنوات ملتزم بحزام الأمان وعدم التحدث بالهاتف. وبعد دقائق اتصل بنا يقول إن دورية الشرطة أوقفته لأنه لم يربط الحزام فور خروجه من محطة الوقود. حاولنا معهم وتركنا الأولاد والسوق وتبعت مع ابني الصغير والسائق قائد الدورية لموقع حجز المركبات في جنوب الصباحية الذي كان مبنى مخصصاً لشركة تعليم القيادة.وفي اليوم نفسه، كنا نناقش ارتفاع سعر خيشة البصل التي وصلت إلى أسعار خيالية.يعلم الجميع أننا مع تطبيق القانون وإيجاد عقوبة رادعة لكل سائق يرتكب مخالفة جسيمة، فهل حزام الأمان مثلا يعتبر مخالفة جسيمة؟ وهل حجز المركبة لمدة شهرين وترك المنزل من دون مركبة يجوز شكلا ومضمونا؟كنت أتمنى على الداخلية تطبيق القانون على الشاحنات التي أربكت الحركة المرورية... وكنت أتمنى على قيادات الداخلية متابعة وضع الطرق الرئيسية (طريق الملك فهد السريع? الدائري السادس? والغزالي وغيرها من الطرق الرئيسية) بين الساعة 7 صباحا حتى بعد 7 مساء، ليفهموا سر المعاناة التي يواجهها المواطن والمقيم، وأن يعلموا أن الازدحام من أحد أسباب الإصابة بداء السكري نتيجة الضغط النفسي الذي يعاني منه العموم من قائدي المركبات. وقد ذكر هذا النائب السابق الفذ عبدالعزيز المطوع في العام 1985... هناك خلل واضح مع العلم بأن هناك قرارا بمنع مرور الشاحنات خلال ساعات الذروة؟ساعات الذروة «تمططت» وأصبحت أغلب الساعات «ذروة»!أما حكاية البصل، فأعتقد بأنها دليل على عدم توافر مفهوم «الأمن الغذائي» وضعف الرقابة على الأسعار وعدم محاسبة المتسببين (الجمارك? حماية المستهلك...).الزبدة:من يقف وراء قرار حجز المركبات شهرين؟ ومن هم المستفيدون من الرسوم التي يدفعها المواطن والمقيم للحجز والـ «الونشات»؟وما هو ذنب عائلة تركت من غير مركبة؟وما هو ذنب بيت حرم من البصل الذي يعد من الأساسيات لأي طبخة؟الشاهد، لسان حال المواطن يقول «الداخلية» حجزوا السيارة ولم يعالجوا الازدحام؟ وفي الآخر عندما يرتفع صوتك يقولون «إكل بصل»... وحتى البصل صعب الحصول عليه؟عندما نتعرض لانتكاسات في طريقة إدارة مؤسساتنا? فطبيعي جداً أن الفشل في معالجة قضايا كالازدحام المروري والصحة والتعليم، له مبرراته.إذا تابعت مقابلة النائب السابق كامل العوضي التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، ستعرف عندئذ سبب تدهور الأحوال إداريا وقياديا.نريد قانوناً ومخالفات تصاغ من قبل قيادات وصلت إلى مناصبها عبر معيار الكفاءة لا بالقفز من «البراشوت». ونريد من الجميع فهم احتياجات الشارع الكويتي وتطلعاته قبل البدء في بحث أي قضية عالقة وأن تكون الاعتبارات الإنسانية محل اهتمام أثناء البحث.افهمونا الله يرحم والديكم... فنحن نتحدث من قلب محب للوطن ونعرض المشاكل التي يواجهها السواد الأعظم بغية توضيح الصورة لأصحاب القرار لاتخاذ ما يلزم، وأعتقد بأن البدء بمحاسبة المقصرين وإقصاء القيادات غير الفاعلة مطلب شعبي: فهل يتحقق ذلك...؟ الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi
مقالات
وجع الحروف
حجزوا السيارة و... «إكل بصل»!
09:56 ص