شخصياً لا أكترث كثيراً بربط حزام الأمان... فإجراء المكالمات الهاتفية ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي كـ «تويتر» ومشاهدة رسائل الـ «واتساب»، هي وسيلتي المفضلة لشغل الوقت أثناء القيادة وتقصير المسافة - على الأقل فكرياً - حتى الوصول خصوصاً إلى العمل صباحاً، وأنا متأكد أن الكثيرين كذلك! لِمَ لا، إذا غاب الرادع؟إلا أن يوم الأربعاء الماضي كان مختلفاً ومثيراً بكل المقاييس، فالرسائل الهاتفية عبر التطبيقات المتنوعة المحذرة بضرورة الالتزام بربط حزام الأمان وعدم استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، والصور ومقاطع الفيديو الخاصة بسحب السيارات المخالفة، كان لها الوقع الكبير على التزام العديد وأنا منهم بذلك!تذكرت حديث أحد الأصدقاء العاملين في الإدارة العامة المركزية للعمليات في وزارة الداخلية، حيث كان يقول ان أكثر من 90 في المئة من البلاغات الواردة عن الحوادث وبعد الوصول إليها، يتبين أن سببها الرئيسي هو عدم اهتمام قائد السيارة وانشغاله باستخدام الهاتف المحمول، وأن الكثير من الإصابات كان من الممكن تلافيها لو كان مَنْ في السيارة ملتزماً بربط حزام الأمان!لا شعورياً وفي كل مرة أركب فيها السيارة يوم الأربعاء، أتذكر أنه إذا شاهدني أحد أفراد الشرطة وأنا أتحدث عبر الهاتف أو أنني غير ملتزم بربط حزام الأمان، فإن مصيري سيكون كغيري ممن حجزت سياراتهم، فهذا يعني بكل بساطة «البهدلة» والبحث عن الواسطة لاستخراجها مرة أخرى - طبعاً إذا أمكن ذلك - وما قد يصيبها من أضرار من جراء الحجز. يعني باختصار وبالعامي «دوخة راس»، لذلك أضطر لربط الحزام و حذف الهاتف في أي مكان حتى أصل إلى وجهتي!إلا أننا وفي كل مرة نقول أننا نعيش في دولة اللا قانون، وإن وجد القانون فإنه هيبته مفقودة، إلا أن الجديد في الموضوع أنه وبعد يوم واحد فقط، وأكرر يوما واحدا، من تطبيق القانون الجديد المنشور في جريدة «الكويت اليوم»، والذي كان له الوقع الجيد في تخفيف عدد الحوادث المرورية إلى نسبة تزيد على 60 في المئة وفقاً لما نشر في جريدة «الأنباء» يوم الخميس، فقد قررت وزارة الداخلية وقف قرار سحب السيارات من دون مبرر واضح أو معروف، لذلك فإنه وعلى ما يبدو وبكل بساطة، رضوخ لضغوط ليس أكثر! وإلا لماذا؟المحزن في الموضوع، تلك الحملات الإعلامية التي قامت بها وزارة الداخلية لتحذير المواطنين والمقيمين من تلك العقوبات، والإجراءات التي قامت بها في أول أيام التطبيق، وبقدرة قادر تقرر إلغاء تلك الإجراءات لتكتفي بالمخالفة المرورية المعتادة، فصدق الإعلامي جعفر محمد، عندما قال: جعلتم الكويت أضحوكة لوسائل الإعلام! فهل مَنْ وضع القانون وقرر بعدها وقفه وبالعامي يعلم وبكل بساطة أنه «فشل روحه وفشلنا»!؟boadeeb@yahoo.com