وسط الأجواء المكهربة والمضطربة يسعى الناس لتلطيف الأجواء وإضفاء روح النكتة والطرافة على حياتهم لكي يخرجوا من الأجواء المغمة، ومن النوادر التي يتحدث عنها الناس اليوم عن نوابنا الشهامى ان أحدهم خرج من بيته فوجد أوساخاً عند الباب فأقسم ليستجوبن رئيس الوزراء لأنه لم يأمر البلدية بإزالة تلك الأوساخ عن بيته.
/>نائب آخر طلب من زوجته تجهيز العشاء فرفضت فأقسم ليستجوبن رئيس الوزراء، ولما قالوا له بأن رئيس الوزراء لا سلطة له على زوجتك أجاب بأن زملاءه دائماً ما يعيرونه بأنه يخاف من الحكومة (زوجته) فأراد ان يثبت لهم بأنه أقوى من رئيس الحكومة.
/>يا أخوة يا نواب والله حرام عليكم الذي تفعلونه بديرتكم، هل استنفدتم جميع طرق الاصلاح في البلد ولم تجدوا الا ان تهدموا المعبد على من فيه؟! ولنفترض بأن القيادة السياسية لم تتدخل وتركت للنواب استجواب رئيس الحكومة ثم حصلت المزايدات السياسية - التي هي سمة مجالس الأمة - وأسقطتم رئيس مجلس الوزراء، ثم تم تعيين رئيس آخر، فهل ستنتهي الأمور أم سترجع اسطوانة استجواب رئيس مجلس الوزراء من جديد وهكذا وماذا عن اسقاط أربع حكومات في سنتين وطرد كثير من الوزراء هل هذه شجاعة أم مزايدة رخيصة؟! وماذا عن العزف على وتر الطائفية والقبلية والداخل والخارج الذي لم يعرفه آباؤنا من قبل، هل هذه شجاعة أم عصبية؟! أمامكم مثل الولايات المتحدة الأميركية التي انقلبت رأساً على عقب في تفكير ابنائها خلال سنوات قليلة لتتوج ذلك برئاسة أسود مهاجر للبلاد، فمتى نعتبر؟!
/>عواقب الخلاف
/>(من كتاب ظهر الإسلام لأحمد أمين)
/>فتح العرب الأندلس وظلوا فيها ثمانية قرون، وهم من يوم حلولهم بها، قد بذروا بذور قوتهم وضعفهم، فمن يوم أن حلوا فيها ظهرت العصبية اليمنية والمضرية، ووقع النزاع بين الفريقين. حتى جاء عبدالرحمن الداخل، فاتخذت العصبية لوناً آخر، فقد تعصب لفريق دون فريق، ووجد في الأندلس من يعمل لحساب الدولة العباسية في بغداد ضد الأمويين في الأندلس، وثارت من أجل ذلك فتن أضعفت خلفاء الأندلس، ثم جاءت الدولة العامرية، فعملت على اسقاط الدولة الأموية، وانقسم مسلمو الأندلس إلى متعصب للأمويين، ومتعصب للعامريين.
/>ثم انفرط عقد الأندلس وحكمها ملوك الطوائف، فكل من كان قادراً قفز إلى بلد وتغلب عليها، وأصبح أميراً. كل هذا أثر في الأندلس من الداخل وحل عراها، والإسبانيون الذين في شمالي الأندلس لم ينسوا أبداً منذ عهد الفتح أن بينهم وبين المسلمين ثأراً، وأنه لا بد ان يتغلبوا عليهم، وزاد الأمر سوءاً أن ولاة المسلمين كانوا ينقسمون على أنفسهم، فوالي قرطبة يعادي والي إشبيلية وهكذا. بل ان بيت الإمارة الواحد كان منشقاً على نفسه، بحكم انحلال البيت باختلاف الأمهات بين حرائر وسراري، واختلاف السراري إلى أصول متعددة. فكان من نتيجة ذلك ان البيت إذا انشق التجأ بعض المسلمين إلى أمراء النصارى يستنجدونهم على عدوهم من أقاربهم. والعدو ينتفع بنصرة هذا على ذاك، أو ذاك على هذا، وفي تاريخ الأندلس أمثلة كثيرة من هذا القبيل.
/>وكان سقوط الأندلس اول حادث فشل من نوعه للمسلمين، فبكوا كثيراً ورثوا بلادهم كثيراً، وذلوا كثيراً، واشرأبوا إلى ان يعيدوا مملكتهم إلى حوزتهم طويلاً، ولكن هيهات!
/>لقد كان بكاء أبي عبدالله آخر ملوك غرناطة بكاء حاراً شديداً. وقد صدق إذ قال: «دعوا دماً ضيعه أهله».
/>د. وائل الحساوي
/>wae_al_hasawi@hotmail.com
/>