كونا- شمل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد برعايته وحضوره، افتتاح المؤتمر الدولي حول معاناة الطفل الفلسطيني في ظل انتهاك اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لاتفاقية حقوق الطفل على مسرح قصر بيان أمس، بحضور رئيس دولة فلسطين الشقيقة محمود عباس.وشهد الحفل رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، والشيخ جابر العبدالله، وسمو الشيخ ناصر المحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ محمد الخالد، ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية أنس الصالح، وكبار المسؤولين بالدولة وكبار القادة بالجيش والشرطة والحرس الوطني.وبدأ الحفل بالنشيدين الوطنيين للبلدين الشقيقين ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها ألقى الرئيس محمود عباس كلمة، بدأه بتوجيه الشكر وعميق التقدير لسمو الأمير على رعايته الكريمة المؤتمر، وأكد أن الإنسان الفلسطيني يتعرض، ومنذ نكبة فلسطين وإلى يومنا هذا، لأبشع ألوان وأشكال العذابات والمآسي وانتهاك حقوقه التي كفلتها القوانين الدولية، حيث الأطفال الفلسطينيون دون سن 16 عاما والذين يشكلون اليوم ما نسبته 39 في المئة من مجموع السكان هم الضحايا الأكثر تأثرا بين أبناء الشعب الفلسطيني، فعمليات الاعتقال المستمرة بحق الفلسطينيين لم تستثن أي فئة عمرية من فئات الشعب الفلسطيني وبخاصة الأطفال الذين يتعرضون لانتهاك واضح وصارخ لحقوق الإنسان.وقال عباس إن «إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تخرق بنود الاتفاقيات الدولية التي تنص وتؤكد على رعاية وحماية الأطفال وبخاصة اتفاقية الطفل لعام 1989، بل إنها فتحت سجونا ومحاكم خاصة بالأطفال عام 2009 يحاكم فيها الأطفال، وقد ذهبت السلطة التشريعية في إسرائيل إلى أبعد من ذلك حيث أقرت في نوفمبر 2015 قانونا يسمح لقوات الاحتلال باعتقال ومحاكمة الأطفال ممن هم دون سن الاثني عشر عاما ووضعهم في الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر مع استمرار اعتقالهم حتى وصولهم السن القانونية لتنفيذ الحكم الصادر بحقهم بالكامل ما تخلفه تلك الاعتقالات من تأثيرات سلبية نفسية وجسدية على أطفالنا. إننا نتمسك بخيار السلام العادل والشامل وحل الدولتين على أساس حدود 67 ونعمل على محاربة العنف والإرهاب في منطقتنا والعالم في حين تعمل الحكومة الإسرائيلية على تقويض هذا الحل بكل السبل وخاصة ما تتعرض له عاصمتنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية من اعتداءات وتغيير لطابعها وهويتها».وختم عباس كلمته بالقول «إنني على يقين بأن جهود المشاركين والباحثين في هذا المؤتمر ستخرج بأفضل التائج والتوصيات لتحقيق أهدافه المرجوة».مرة أخرى أحييكم جميعا وأشكر الكويت الشقيقة أميرا وحكومة وشعبا على استضافة هذا المؤتمر ورعايته مثمنا جهود الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لعقده.ثم ألقت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح كلمة قالت فيها إن الحديث عن ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الطفل الفلسطيني لم يكن يوما من باب الادعاء أوالتجني، فالصور والمشاهد والأدلة كثيرة على معاناة الطفل الفلسطيني وما يتعرض له من اضطهاد على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تعمد إلى تحطيم واقعه النفسي والوجداني من خلال ممارسات تعسفية تهدف إلى إيجاد واقع طفولة وحياة متدنية بسبب العنف والقهر الذي يمارسه الاحتلال ويدفع ثمنه الطفل الفلسطيني من هذا المنطلق يحدونا الأمل بأن يهب الجميع لنصرة الطفل الفلسطيني ونتطلع من خلال هذا المؤتمر ومن خلال جهودنا المشتركة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية للحصول على نتائج فعلية وواقعية تنعكس على واقع الطفل الفلسطيني للقضاء على معاناته وضمان حقه الأصيل في الحياة وفقا لما نصت عليه الاتفاقيات الدولية والشرائع السماوية فلنعمل معا من أجل نصرة الطفل الفلسطيني ودعمه للحصول على حقوقه المشروعة.وأضافت الصبيح أن أهمية المؤتمر تكمن كونه يناقش مجموعة من المحاور الهامة التي ترتبط بواقع الطفل الفلسطيني في ظل القانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل ودور المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز واحترام حقوق الطفل الفلسطيني، وكذلك الأوضاع التعليمية والصحية والنفسية المتردية للأطفال الفلسطينيين الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال والبحث في الحماية القانونية للأطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال ووضع الآليات اللازمة لتفعيلها والبحث أيضا في تطوير وتنمية قدرات الطفل الفلسطيني وتأهيله تعليميا ونفسيا وثقافيا في مواجهة الاحتلال بهدف التخفيف من معاناة أطفالنا في فلسطين الذين لا ذنب اقترفوه، حتى يتعرضوا لكل هذا الاضطهاد في ظل ضعف واضح لمستوى التدخل الدولي لإنقاذ الطفل الفلسطيني الذي ترك وحيدا يعاني من شراسة الاحتلال واقتصرت تلك التدخلات على الإدانة والشجب والتنديد دون تحرك لاتخاذ إجراءات من شأنها وقف انتهاك سلطات الاحتلال الإسرائيلي لكافة المواثيق والاتفاقيات الإقليمية والدولية.وألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط كلمة أكد فيها أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي تتفاقم في حجمها وشكلها ومضمونها، الأمر الذي أصبحت معه بالتبعية معاناة الشعب الفلسطيني السياسية والاجتماعية والاقتصادية أكثر قسوة، وبحيث لا يقتصر تأثيرها على الزمن الحاضر بل يمتد ليأخذ بعدا تنمويا مستقبليا أيضا بما في ذلك التأثير العميق على مقدرات ومستقبل الأطفال الفلسطينيين. فهؤلاء الأطفال يعانون من الحرمان بأشكال متعددة ولم يتمتعوا بالحد الأدنى من الحقوق كما هو حال الأطفال في معظم دول العالم ونشأوا في أسر عانت من التهجير القسري وضيم الاحتلال ويعيشون في كنف عنف وتطرف الاحتلال العسكري الإسرائيلي.وأضاف أنه«على الرغم من هذه الظروف الصعبة التي يعانيها الأطفال الفسطينيون، استطاعوا ان يصبحوا رقما مهما في معادلة الصراع مع مشروع الاحتلال، بعد أن فجروا بسواعدهم التي لا تحمل سوى الحجارة أعظم انتفاضة في وجه المحتل. بعضهم عاش وولد في المخيمات وهو يتجرع مرارة فقد الأحبة والأهل، وبعضهم يشاهد منزله يهدم بجرافة الاحتلال، ومنهم من يحرمه منع التجول من الوصول إلى مدرسته، ومنهم من تسلبه رصاصات الغدر حياته أو حياة أعز الأصدقاء. هذا الطفل لا يزال يحلم بأن يعيش طفولته كسائر الأطفال وأن يتمتع بحقوقه الأساسية ولو في حدها الأدنى وأن يكون لديه مستقبل ملؤه التفاؤل والأمل. لكن الاحتلال يقف سدا منيعا أمام مثل هذا التفاؤل».وذكر أمين عام الجامعة العربية أن نظرة سريعة على الواقع الحالي للطفل الفلسطيني تكشف عن حرمانه من حقوق وحريات أساسية خلافا لما هو منصوص عليه بشكل صريح في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل. بل إن ثمة بونا شاسعا بين ما هو مضمون ومكفول من حقوق وحريات أساسية في إطار الاتفاقية وبين الانتهاك الصريح والمعلن والمنظم تجاه الطفولة الفلسطينية حياة وأمنا وصحة وتعليما.. وبما يؤكد مسؤولية السلطات الاسرائيلية عن انتهاك حقوق الطفل الفلسطيني وضربها عرض الحائط بالاتفاقيات والمواثيق الدولية لحقوق الانسان ومن بينها اتفاقية حقوق الطفل وهي بالمناسبة أكثر اتفاقيات حقوق الانسان الدولية من حيث التصدقات عليها. بما يؤكد أهميتها البالغة وسعي مختلف دول العالم للالتزام بالقواعد والمعايير التي نصت عليها لحماية الطفل. وتجدر الإشارة إلى أنه ووفقا للبيان الصادر عن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فقد تم توثيق استشهاد 2012 طفلا فلسطينيا منذ عام 2000 وحتى نهاية عام 2016 على يد قوات الاحتلال والمستوطنين في قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس. وإمعانا في التنكيل وانتهاك الحقوق فقد انتهجت قوات الاحتلال سياسة احتجاز جثامين الأطفال كنوع من العقاب الجماعي لأسرهم، إضافة إلى أن سياسة الإفلات من العقاب أو المساءلة باتت تضمن لجنود الاحتلال الإسرائيلي الحصانة من أي ملاحقة قضائية.. حتى على جرائم القتل العمد بحق الفلسطينيين.وأضاف«من ناحية أخرى تعتقل وتحاكم سلطات الاحتلال الإسرائيلي نحو 700 طفل فلسطيني بين سن 12 و 17 عاما وتحاكمهم أمام محاكمها العسكرية التي تفتقر لأدنى معايير المحاكمات العادلة. وقد بلغ متوسط عدد الأطفال المعتقلين في السجون وأماكن الاحتجاز الإسرائيلية خلال العام الماضي نحو 380 طفلا دون سن الثامنة عشرة. وقد أوضحت المنظمات الحقوقية التي تعنى بشؤون الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين أن الأطفال يخضعون لإجراءات قاسية خلال عمليات الاعتقال أثناء التحقيق معهم دون مراعاة لسنهم، ويتم إخضاعهم لمختلف الضغوط النفسية والجسدية على يد المحققين الاسرائيليين وتنتزع اعترافاتهم عنوة، مع تعمد المحققين الإسرائيليين استخدام أساليب غير إنسانية معهم على غرار الاعتداء عليهم بالضرب وحرمانهم من النوم والحرمان من زيارت الأهل، ومن الموارد الثقافية والدراسية بالإضافة إلى تردي نوعيات الطعام المقدمة إليهم. ويا له من عار سيظل يلاحق دولة الاحتلال ويلطخ سمعتها إلى الأبد».وختم أبو الغيط كلمته بتجديد الشكر والتقدير إلى الكويت وإلى سمو الأمير على استضافة ورعاية المؤتمر المهم، كما شكر دولة فلسطين والرئيس محمود عباس على الجهد المخلص والدؤوب من أجل تحقيق مصلحة أبناء الشعب الفلسطيني. وشهد المؤتمر إهداء سمو الامير والرئيس عباس هديتين تذكاريتين بهذه المناسبة. وقد غادر سموه وضيفه الكريم مكان الحفل بمثل ما استقبلا به من حفاوة وترحيب.
محليات
صاحب السمو شمل برعايته وحضوره المؤتمر الدولي بحضور الرئيس محمود عباس
الكويت تثبت للعالم انتهاكات إسرائيل بحق الطفل الفلسطيني
02:49 ص