يواجه أهالي منطقة سعد العبدالله حصاراً خانقاً يحبس الأنفاس ويُزكم الأنوف نتيجة الروائح الكريهة التي تتسرب إلى بيوتهم، والمنبعثة من إحدى الشركات التي لا تبعد عنهم سوى أمتار قليلة، مُخلفة العشرات من حالات الاختناق وضيق التنفس التي وثقتها السجلات الطبية لمستوصف المنطقة، منذرة بانتشار الأمراض نتيجة قرب الحظائر التي لا يفصلها عن البيوت سوى شارع، وواقفة حجراً عثرة أمام مشروع جنوب سعد العبدالله، ناهيك عن تحويل المكان إلى مرتع للكلاب الضالة والحشرات والقوارض.الأهالي الذين ضاقت به السبل نتيجة رفض الشركة تطبيق قرار مجلس الوزراء الانتقال إلى الموقع الجديد في بر النعايم بحجة ارتفاع التكلفة المالية للنقل، إلى جانب تلكؤ الجهات الحكومية في تنفيذ وتطبيق قرار النقل النافذ من العام 2015، التقت «الراي» بعضاً منهم للاستماع إليهم ونقل شكاواهم إلى المسؤولين أملاً في أن تجد مشكلتهم طريقها إلى الحل.البداية كانت مع أستاذ كلية التربية الأساسية أمام مسجد رقية المزيني في مدينة سعد العبدالله، عبدالرؤوف محمد الكمالي الذي قال لـ«الراي» إن الشكاوى كثيرة من الأهالي والمصلين نتيجة الروائح الكريهة المُنبعثة من الشركة والتي تصل إلى مسافات بعيدة وتطال منطقة العيون.وأكد أن «هذه الروائح تتسبب في أمراض السرطان وأمراض خطيرة أخرى منها ضيق التنفس وهذا المستوصف يشهد بهذا الامر بسبب كثرة المرضى الذين يترددون عليه».وزاد إن «الحل لهذه المشكلة بسيط، والحكومة ساهمت وخصصت موقعاً بديلاً لهذه الشركة، ولكن يتبقى تطبيق القرار وتغيير موقعها إلى الموقع البديل وسيجدون الخير والبركة فيه إن احتسبوا النية لله».من جانبه، قال المواطن جاسم الخالدي «هذه الشركة يجب إزالتها كونها تسبب أمراضاً وروائح لا تُطاق وحاولنا أكثر من مرة السعي لإزالتها وبذلنا جهوداً كبيرة بقيادة محافظ الجهراء اللواء ركن طيار متقاعد فهد الأمير الذي بادر بمخاطبة مجلس الوزراء واجتهد بالسعي، لكن حتى الآن لم نر بصيص أمل على أرض الواقع».وناشد الخالدي وزيري البلدية والإسكان لتطبيق قرار النقل بأسرع وقت ممكن بسبب انتشار الأمراض في المنطقة وتزايد حالات ضيق التنفس والاختناق وهذا ما يشهد به الأطباء الذين يؤكدون أن السبب وراءها هو تلك الروائح المُنبعثة من الشركة، متعجباً من إصرار الشركة على الاستمرار في موقعها الحالي على الرغم من توفير موقع بديل لها في بر النعايم بقرار من مجلس الوزراء منذ العام 2015 بمساحة كبيرة ولا تريد أن تنتقل بحجة التكلفة الغالية للنقل.بدوره قال أحمد دميثير العنزي إن «الروائح الكريهة أفسدت فرحتنا بالبيوت الجديدة وللأسف عندما نتوجه لصلاة الفجر والهواء يكون جنوبياً فإنها لا تطاق وتتسرب إلى داخل البيوت حتى تصل إلى السرادب لاسيما إذا كان الجو رطباً، كما أنها تتسبب في تعكير المزاج ناهيك عن تراكم النفايات بالقرب من الموقع»، مطالبا الجهات المعنية بالعمل على معالجة هذه الأوضاع وسرعة تطبيق القانون وإبعاد هذه الشركة من الأحياء السكنية.من ناحيته أوضح عايد مبارك العنزي أن الشركة وصلت أضرارها لتكييف المنازل وخلفت أمراضاً كثيرة إضافة لتواجد أعداد كبيرة من الكلاب الضالة التي تؤذي المواطنين، لافتاً إلى أننا نرفع تظلمنا عبر «الراي» للجهات الحكومية للتحرك وإيقاف الظلم عن المواطنين والحرص على سلامتهم.في السياق نفسه، قال المواطن صالح حاشوش الخالدي إن «هناك مشكلة كبيرة نتيجة الانبعاثات التي تخرج من الشركة التي تقع قبالة مدينة سعد العبدالله لاسيما غاز h2s الذي يعتبر من الغازات الضارة والسامة»، مؤكدا أن هناك الكثير من المراسلات والخطابات لنقل هذا الموقع، ولكن مع الأسف لم تجدِ نفعاً وزاد الأمر سوءاً، مشيداً بالجهود الكبيرة التي يبذلها محافظ الجهراء فهد الأمير مع بلدية الكويت لتطبيق قرار النقل.وفي ختام الجولة قال المواطن فهد الخالدي لـ«الراي» انا من أهالي مدينة سعد العبدالله أحب أن أوجه رسالة إلى الجهات المعنية حيث أعاني من مرض الربو وكلما هبت الرياح جنوبية اضطررت إلى أن أذهب إلى المستشفى كي آخذ جرعة كمام، وأناشد وزراء البلدية والإسكان والهيئة العامة للبيئة والثروة السمكية أن يرحمونا وينظروا إلى موضوعنا بعين الاعتبار.