حفر أبناء جورجيا كثيراً في مشارق أرضهم، ومغاربها، قبل أن ينجحوا في استخراج ما تكتنزه من ذهب، ونحاس، وماغنيزيوم، وغيرها من المعادن الأخرى.وضع هؤلاء «خيرات ما تحت» جنباً إلى جنب مع «خيرات ما فوقها» من حمضيات، وعنب، وبندق وغيرها من مزروعات ومنتجات، حتى يسدّوا رمق أطفالهم بخلطة مداخيل وإيرادات لا ترقى إلى تشكيل اقتصاد بالمعنى الحقيقي للكلمة.رويداً، رويداً، بدأ الجورجيون بتلمّس مفاتن بلدهم الجغرافية، والمناخية، قبل أن ينطلقوا في رحلة البحث في كيفية عرض هذه المفاتن، على من يبحث عن وجهة سياحية جديدة... وما أكثرهم، حتى نجحوا في تحويل بلادهم إلى لؤلؤة لدول لبلاد القوقاز وتاجها المرصّع بالمعالم الأثرية الساحرة.معالم سياحية عابقة بنبض التاريخ، ومقومات طبيعية وساحرة، وأماكن مثالية لعطلة بعيدة عن الهموم، تترافق مع رخص كبير في أسعار الخدمات والمنتجات المقدمة، عوامل اجتمعت لتشكل رافعة للسياحة الجورجية، وساهمت في ترسيخ حضور جورجيا بين الدول القادرة على إرضاء رغبات جميع السياح صغاراً كانوا أم كباراً، وبأسعار في متناول الجميع ترسم البسمة على ثغرهم ووجوههم.ولكي تكتمل الصورة بنجاح، كان العمل على توفير كل ما قد يفكر السائح في القيام به من «سكاي دايفنغ» أو القفز من السماء بأمان، والتزلج على الماء، والسباحة، وممارسة كل الرياضات البحرية، في أجواء لا تخلو من حس الإبداع والابتكار بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ما يجعل كل من يزور هذه الدولة حريصاً على إعادة الكرّة مرات ومرات في المستقبل.ولم تجد دعاية «الدولة القوقازية» أفضل من الحديث عن الوقوع عند ملتقى أوروبا الشرقية مع غرب آسيا، معطوفاً على سحر البحر الأسود الذي يحدها من الغرب، وروسيا التي تعانقها من الشمال، ومن الجنوب تركيا، وأرمينيا، في حين تنام أذربيجان على الكتف الشرقي.يتنوع المناخ جداً في جورجيا، نظراً لمساحة البلاد الصغيرة، وتوجد فيها منطقتان مناخيتان رئيسيتان تميزان الأجزاء الشرقية والغربية من البلاد، وتلعب جبال القوقاز الكبرى دوراً مهماً في تعديل مناخها، حيث تشكّل سداً في وجه الكتل الهوائية الباردة الآتية من الشمال، بينما تقوم جبال القوقاز الصغرى بحماية المنطقة جزئياً من تأثير الكتل الهوائية الجافة والحارة الآتية من الجنوب.قبل سنوات قليلة فقط، دارت عجلة الترويج لجورجيا كوجهة سياحية، وبدأت هذه الحملة تؤتي أُكلها، ليضيف الجورجيون إلى خلطتهم الاقتصادية «الفقيرة» رافداً قوياً يعزّز إيراداتهم ومداخيلهم البسيطة بشكل قوي وملحوظ.لا داعي للحديث كثيراً عن الشعب الجورجي، فهو طيب ومضياف، وتستطيع أن تدرك ذلك رغم قلة التخاطب في ظل ندرة الذي يجيدون الإنكليزية أو الفرنسية، إذ إن جلّ هؤلاء القوم يتقنون إلى جانب الجورجية طبعاً... الروسية.«الراي» شاركت في رحلة صحافية نظّمتها الخطوط الجوية التركية «التركية» إلى جورجيا، للتعرف على أبرز المعالم السياحية في مدنها، والتي جعلت منها مكاناً مميزاً لقضاء العطلات والاسترخاء بعيداً عن أجواء التعب والضغط.وجاءت الرحلة ضمن خطة طويلة الأمد وضعتها «التركية» لزيادة الرحلات إلى المدن الجورجية، وزيادة حضورها في هذا السوق المليء بفرص النجاح.بداية الرحلة كانت من مدينة تبليسي، وهي العاصمة وأكبر مدن جورجيا السياحية، وتتمتع بطبيعة جذابة تشهدها عندما تنظر إليها من أعالي جبال القوقاز. وتمتلك هذه المدينة العديد من المعالم التاريخية التي تعود للقرن الخامس عشر، فضلاً عن المتاحف الاثرية التي يمكن التجول فيها، والأماكن الترفيهية المتميزة مثل التزحلق على الجليد.باتوميمدينة باتومي من أجمل المناطق السياحية في جورجيا، وتقع جنوب غربي البلاد في المحيط الشمالي من المنطقة شبه الاستوائية الرطبة، وهي بمثابة ميناء مهم ومركزي. وتعتبر مصيف جورجيا الأول لتميزها بطبيعة جبلية شامخة وأخرى شاطئية رائعة، الأمر الذي جعلها منها عاصمة الدولة الثانية. وتشتهر باتومي بمعالمها الطبيعية الساحرة والأثرية والتاريخية، التي جعلت منها وجهة محببة من وجهات السياحة في البلاد.بورجوميتعد بورجومي الجنوبية من أروع الوجهات السياحية... تشتهر بالمناظر الطبيعية الخلابة فضلاً عن غناها بينابيع المياه الدافئة والغابات الخضراء الكثيفة. وتتميز بإنتاج المياه المعدنية، كما أنها تعد منتجعاً صحياً بامتياز لتوفر المياه المعدنية فيها، ويقصدها السياح لمعالجة بعض مشاكلهم الصحية.يقصد بورجومي، دورياً، الكثير من الزوار والسياح للتمتع بالمنتزهات الطبيعية في القوقاز، إلى جانب العديد من الأماكن الأثرية والثقافية.كوتايسيثاني أكبر مدن جورجيا مساحة، وذات تاريخ قديم يمتد إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، مروراً بالعثمانيين، ثم الحقبة السوفياتية، الأمر الذي جعلها تتميز بآثارها التاريخية والدينية والثقافية حتى وصلت إلى يومنا هذا بتطور سياحي كثيف، ودائم لتصبح من أجمل الأماكن السياحية.وتضم كوتايسي معالم تاريخية وثقافية وطبيعية متميزة تسمح للسياح التجوال فيها بكل هدوء وأخذ الكثير من الصور التذكارية المميزة.

«الخطوط التركية» تعرّف بتاريخ جورجيا الغني

بذل فريق عمل الخطوط الجوية التركية» جهوداً كبيرة للاهتمام بكل تفاصيل الرحلة، وتلبية احتياجات الصحافيين، عبر برنامج متكامل تضمن زيارات إلى 4 مدن جورجية هي العاصمة تبيليسي وباتومي وبورجومي وكوتايسي.وساهم فريق «التركية» بتعريف الزوار على تاريخ جورجيا الغني، الذي يعود إلى مملكتي كولخيس وأيبيريا، خصوصاً وأنها من أول الدول التي اعتنقت المسيحية في القرن الرابع.وبلغت جورجيا ذروة مجدها السياسي والاقتصادي خلال حكم الملك ديفيد، والملكة تامار في القرن الحادي والثاني عشر. وفي بداية القرن التاسع عشر، ألحقت جورجيا بالامبراطورية الروسية، وبعد فترة قصيرة من الاستقلال تلت الثورة الروسية عام 1917، واجتاحتها الجيوش البلشفية عام 1921، وضمتها للاتحاد السوفياتي عام 1922.واستعادت جورجيا استقلالها عام 1991، ومثلها مثل العديد من الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفياتي، عانت من أزمة اقتصادية واضطرابات داخلية خلال التسعينات.وبرزت بعد «ثورة الزهور» قيادة سياسية قدمت إصلاحات ديموقراطية، وقادت البلاد نحو أفق جديد.يذكر ان أغلب سكان جورجيا البلغ عددهم نحو 4,7 مليون نسمة يعيشون فى الأرياف. وتضم البلاد العديد من الأعراق مثل: الارمن، الروس والآذر، الأوستان، الأكراد، اليهود، والأبخاز نسبة الى دولة أبخازية الجورجية.