«للمرة الأولى أعود إلى الكويت، وأنا أبكي»!إنها الفنانة ميس قمر التي أعربت عن صادق شعورها بالحزن من جراء رحيل الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، مبينةً أنها عادت إلى البلد بعد إجازتها وهي تذرف الدموع لأنها موقنة بأنها لن ترى الفنان القدير الراحل مجدداً، حيث تعودت أن تغادر الكويت، ثم تعود إليها لتلتقيه، معربة عن رضاها بقضاء الله.وفي زاوية أخرى قالت قمر لـ «الراي»، في هذا اللقاء الخاص، إنها أصبحت تكشف مآرب وأغراض من حولها منذ الوهلة الأولى، مشيرةً إلى أنها اكتفت من نوايا الناس... وباتت حذرةً في التعامل.قمر أكَّدت أنها عاشت في مجالين يصعب التأقلم مع أي منهما، وهما الفن والرياضة، مزيحةً النقاب عن أنها أصبحت تكشف مَن أمامها من الوهلة الأولى، وتعرف دواخله، وسلطت الضوء على لحظات سعيدة عاشتها برفقة أسرتها في تركيا، معتزمةً أن تعاود نشاطها الفني عما قريب... إلى جانب نقاط أخرى تأتي تفاصيلها في هذه السطور:• قضيتِ إجازتك أخيراً خارج البلاد برفقة أهلك... كيف وجدتِ تجمع العائلة؟- نعم، قضيت إجازه سعيدة في إسطنبول، بصحبة العائلة... والحقيقة أنه لا شيء يضاهي فرحة البقاء مع الأهل، والتئام شمل الأسرة يساوي الدنيا وما فيها، وبعيداً عن العمل أجد سعادتي الكبرى برفقتهم.• وعندما حطّت الطائرة على أرض الكويت، حدثينا عن شعورك وأنتِ تتأهبين لتخرجي من الطائرة؟- هذه المرة بالذات لها خصوصية... لأنها المرة الأولى التي أسافر فيها، وأعود لأدخل الكويت من دون أن يكون المغفور له عبدالحسين عبدالرضا موجوداً، فهو رحمه الله شخصية مهمة للغاية في حياتي... لذلك عند عودتي - وعكس كل مرة - وفور هبوط الطائرة على أرض مطار الكويت فوجئت بدموعي تنساب، وقلت: «الله يرحمك يا أبا عدنان»... وإلى الآن جرحي يؤلمني وقلبي حزين عليه... فقد كان يعني لي الكثير، كما يعني الكثير للفن في الكويت والعالم العربي.• أنتِ كنتِ ولا تزالين في أصعب مجالين، وهما الفن والرياضة، حيث لك إنجازات في الكاراتيه والجمباز سابقا، وكونك عشتِ في مجالين حافلين بالقيل والقال والمطبات والإشاعات، فماذا تقولين؟- نعم كلامك صحيح... فأنا أعتبر نفسي عشتُ في أخطر وأمكر مجالين في العالم... وإن كنتُ لا أعمم، ولا أشمل الكل بكلامي، لأن كل مجال فيه الصالح والطالح، ولكن النسب تختلف... ولا أكتمك الحق أنني تعلمت في هذين المجالين أن أكشف الإنسان من أول وهلة، ومن أول نظرة إلى من يقف أمامي أعرفه، وأستكشف مآربه، وأعرف نوايا ودواخل من معي ومن حولي.• واجهتِ ألواناً من المكر والتمويه بلا شك، وهو ما يضعك على حافة الخطر... لكن كيف تكتشفين من هو صادق ومن هو مزيف؟- بالفعل تكونت لدي هذه المهارة مع الأيام... وسواء كان من يقفون أمامي رجالاً أو نساء، فإنني أمتلك المقدرة على أن أميِّز من يتعامل معي، وإن كان صادقاً أو تنطوي نواياه على مكر وإساءة... وقد استكفيت من النوايا من قبل البعض، وأصبحت حذرة جداً.• هل تعرَّضتِ لصدمات من البعض، خاصة الذين كانوا يظهرون لكِ في صورة وديعة، بينما اتضح لاحقاً أن حقيقتهم عكس ما تعتقدين؟- بالإعلام وجدتُ ذلك مراتٍ عدة... لكنني بحمد الله أستطيع أن أميز ذلك من الطلة الأولى، وأنا بين الوسطين الفني والرياضي رأيت العجائب... وأشدد على أنني لا أقصد الكل، بل هم فئة معينة.• وماذا تعلمتِ من ذلك؟- السنوات التي عشتُها كانت كفيلة بأن تريني العجب... لكنني تعلمت أيضاً أن الدنيا لا تستحق الحزن.• ولو انتقلنا إلى مجال العمل... فماذا عما تخبريننا به للمستقبل القريب سواء في المسرح أو التلفزيون؟- لديّ عملان للتلفزيون... ولكنني لستُ في حِلٍّ للتصريح بتفاصيل أيٍّ منهما، ريثما تكتمل الاتفاقات الأخيرة المتعلقة بهما، أما عن المسرح فسنعرض مع الفنان طارق العلي مسرحية «ولد بطنها» نهاية هذا الشهر في مملكة البحرين.• أنتِ تقدمين عملاً مسرحياً للعام الثاني على التوالي مع الفنان طارق العلي، فهل هذا يلقي عليك مسؤولية من نوع ما؟- صحيح... والفنان العلي خدمني كثيراً، وأتاح لي الحضور على المسرح في أغلب شهور السنة من خلال عروضنا في الكويت وملاقاة جمهوري... وأنا لا أنسى مواقفه النبيلة معي ومع غيري، الأمر الذي يجعلني دائماً مستعدة للعمل مع هذا الفنان الكبير.• ألا تلاحظين أنكِ مُقلة في الأعمال التراجيدية؟- أنا أعشق التراجيديا... وهي أسهل من الكوميدي، لكن بالمناسبة الناس يحبونني في الكوميديا.• بعض المواقع الاجتماعية شنّت عليكِ حروباً قبل فترةٍ، ومن شخوص معينين... ماذا عن ذلك الآن؟- الحروب على الفنان لا تنتهي... تختفي فترة لكنها تعود، وهذا شيء بديهي... وعملوا لي حملة على فترة، ولكن انتهى الموضوع من قبلي.• متى تستقرين في الكويت؟- إن لم أكن مستقرة على أرض الواقع... أنا سعيدة باستقراري في قلوب أهلي وأحبابي في الكويت، فاستقراري في قلوبكم قبل استقراري على أرضكم.