مفهوم العولمة Globalization يستخدم لوصف كل العمليات التي تكتسب العلاقات الاجتماعية فيها نوع من عدم الفصل، وتتلاشى المسافات في ما بينها.ويعني إزالة الحواجز والمسافات بين الشعوب والثقافات، لتقريب البشر في ثقافة موحدة وسوق كونية مشتركة، ويعرفها البعض بأنها تحويل العالم إلى قرية كونية.وترتبط العولمة بمفاهيم ومصطلحات أخرى مثل:- تقنية المعلومات Technology Information، ويعني جمع المعلومات ومعالجتها وتحليلها، بغرض اتخاذ القرار، لتوظيفها في إنجاز مشروع باستخدام الحاسوب.- الاتصال Communication، ويعني عملية نقل المعلومات وتقاسمها مع الآخرين.- الاتصال الفعال Effective، وهو عملية إرسال المعطيات بطريقة تجعل المعنى الذي يفهمه المُستقبِل Receiver مطابق للمعنى الذي يقصده المُرسل Sender.- التحديث Modernity، وهو عبارة عن تطور متزامن مع العولمة، ويعني التقدم الهائل في التكنولوجية والمعلوماتية.- الاعتماد المتبادل Inter-dependence، ويعني الروابط المتزايدة على كل الأصعدة في الساحة الدولية المعاصرة.- الشبكات الدولية Networking، أي التنسيق بين المصالح المختلفة للأفراد والجماعات على مستوى عالمي.ولقد انتشر استخدام مصطلح العولمة في كتابات سياسية واقتصادية عديدة في العقد الأخير، وذلك قبل أن يكتسب المصطلح دلالات إستراتيجية وثقافية مهمة من خلال تطورات واقعية عديدة في العالم منذ أوائل التسعينات. ويُستخدم مفهوم العولمة لوصف كل العمليات التي بها تكتسب العلاقات الاجتماعية نوعًا من تلاشي الحدود والمسافات؛ حيث تجري الأحداث في العالم باعتباره مكانا واحدا، أو قرية صغيرة، ومن ثم فالعلاقات الاجتماعية التي لا تحصى أصبحت أكثر اتصالاً وأكثر تنظيماً، على أساس تزايد سرعة ومعدل تفاعل البشر وتأثرهم بعضهم البعض.وفي الواقع يُعبّر مصطلح العولمة عن تطورين مهمين هما: التحديث Modernity، والاعتماد المتبادل Inter-dependence، ويرتكز مفهوم العولمة على التقدم الهائل في التكنولوجيا والمعلوماتية، بالإضافة إلى الروابط المتزايدة على كافة الأصعدة على الساحة الدولية المعاصرة، وبناء على ذلك فالمفهوم يحتوي على مساحة من التناقض بين وجهة النظر الليبرالية الداعية للاحتفاء بالاعتماد المتبادل بين الدول، مقابل وجهة النظر الراديكالية التي لا ترى في ذلك إلا مزيدًا من السيطرة العالمية للرأسمالية والنظام الاقتصادي المرتكز على حرية السوق.وتاريخياً، فإن مفهوم العولمة لا يتجزأ عن التطور العام للنظام الرأسمالي، حيث تعد العولمة حلقة من حلقات تطوره التي بدأت مع ظهور الدولة القومية في القرن الثامن عشر، وهيمنة القوى الأوروبية على أنحاء كثيرة من العالم، مع المد الاستعماري بين رأس المال والتكنولوجيا والثقافة.وأخيراً، ساهمت عوامل عدة في الاهتمام بمفهوم العولمة نظريا وعمليا من خلال عولمة رأس المال، وتزايد الاتصال بين الأسواق حتى صارت أقرب إلى ما يعرف بالسوق العالمية المشتركة، كما ساهم تطور تكنولوجيا الاتصال والانتقال، في التقليل من المسافات ما نتج عنه عولمة ثقافية بما يعرف بالشبكات الدولية، التي أفرزت تحالفات بين القوى الاجتماعية على المستوى العالمي بناء على المصالح المشتركة.وفي الواقع، فإنه على الرغم من ترحيب دعاة العولمة بزوال الحدود القومية، وإنهاء الدولة القومية، والحد من الإغراق في الخصوصية الثقافية والمحلية، لكن الواقع الحالي يثبت وجود قوتين متعارضتين: التوحد والتجزؤ. فبينما يتجه الاقتصاد لمزيد من الوحدة على الصعيد الدولي، تخطو السياسة نحو المزيد من التفتت، مع نمو النزعة العرقية والنزاعات الإثنية، في حين تتراوح الثقافة بين انتشار الثقافات الغربية في الحياة اليومية وبين إحياء الثقافات المحلية والقومية والتراث في أنحاء المعمورة.وعلى الرغم من عولمة رأس المال، فإن الهوية تتجه نحو المحلية والقومية، ويركز المتوجسون من العولمة على الروح الاستهلاكية العالية التي تواكب هذه المرحلة، وانتشار النمط الاستهلاكي الترفي بين الأغنياء، وعلى اختزال الإنسان في بعده المادي الاستهلاكي، فعلى سبيل المثال: تتعامل ثقافة الإعلام في ظل العولمة مع المرأة بوصفها سلعة يمكن تسويقها، ومن ناحية أخرى تعتبر هدفا لتسويق سلع استهلاكية كمستحضرات التجميل والأزياء.وحتما للعولمة سلبيات وإيجابيات سنأتي على ذكرها في المقالات اللاحقة.aalsaalaam@gmail.com