فيما وصلت إلى مطار الكويت العسكري أمس الطائرة التي حملت المواطنين الذين أصيبوا أمس الأول في حادث انقلاب الباص الذي كان يقلهم خلال أربعينية استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) بمدينة كربلاء جنوب العراق بتوجيهات من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، استقبلت عائلة محمد عيسى البلوشي خبر وفاة والدهم وشقيقهم وأرملة شقيقهم الأكبر في الحادث بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره.وحين هبطت الطائرة العسكرية في الكويت كان في انتظارها عدد من سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة، قامت بنقل المصابين مباشرة إلى مستشفيي الفروانية والرازي لتقديم العلاجات اللازمة لهم.وأعلنت الوزارة أنها رفعت حالة الاستعداد القصوى للتعامل مع المصابين وفق حالاتهم، مشيرة إلى أنها على اتصال دائم مع وزارة الخارجية للحصول على معلومات أوضح عن الحادث والمصابين، لتحديد أهداف وآلية خطط النقل الطبي اللازم، بعد استكمال الاجراءات الرسمية المتبعة في مثل هذه الاحوال.وقد رافق 10 من المصابين الذين أدخلوا مستشفى الفروانية مدير المستشفى الدكتور مهدي الفضلي الذي اطلع على الفحوصات الخاصة بالمصابين للاطمئنان على حالتهم الصحية، مؤكداً على أنه تم توفير جميع الأطقم الطبية من أطباء واستشاريين وتمريض، وجميع المستلزمات الطبية وأكياس الدم التي يحتاجونها.من جانبها قامت «الراي» أمس بتقديم واجب العزاء لعائلة محمد عيسى البلوشي في حسينية الحاج قمبر البلوشي بمنطقة الجابرية، والتقت بشقيق المتوفى حسين البلوشي الذي أكد أن الحادث حصل قرابة الساعة العاشرة من صباح الخميس الماضي حينما كانت العائلة متجهة إلى كربلاء يرافقهم مجموعة من الزائرين الكويتيين، موضحاً وحسب رواية أحد المصابين أن الحادث وقع نتيجة نوم السائق أثناء قيادته الباص الذي كان يقلهم، ما أدى إلى اختلال المقود في يديه وحين أفاق وأراد تعديل المقود حصل الانقلاب ما أدى إلى وفاة 5 مواطنين وإصابة 13 آخرين، مناشداً الحملات بتخصيص سائقين اثنين في كل باص بدلاً من واحد حتى لا تتكرر هذه الحوادث المؤسفة في المستقبل.وذكر البلوشي أن المتوفين الخمسة تم دفنهم في العراق، منوهاً إلى أن الحادث قضاء وقدر ونحتسبهم عند الله من المؤمنين الشهداء، مشيراً إلى أن شقيقه محمد يعمل رئيس قسم في وزارة المواصلات وابنه المتوفى يعمل في مكتب وزير الاشغال ومنتدب في مشروع المطار الجديد.وثمن البلوشي تعزية قائد الإنسانية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، شاكراً جهود وزارة الخارجية وتواصل سفير وقنصل الكويت في العراق بالاتصال وتقديم العزاء وكافة التسهيلات لأهالي الضحايا والمصابين.وأوضح البلوشي أن العزاء سيبدأ اليوم السبت في حسينية الحاج قمبر البلوشي في الجابرية للنساء والرجال ولمدة ثلاثة أيام.من جانبه، قال ابن المتوفى ميثم محمد البلوشي «أنا أدرس في أيرلندا وتلقيت اتصالاً من شقيقتي تخبرني أن والدي مريض وأدخل العناية المركزة طالبة مني الرجوع في أسرع وقت للكويت»، مضيفاً بعد ساعة من الاتصال تفاجأت باتصالات التعزية من الأهل والأصدقاء فعلمت حقيقة وفاته.وأوضح ميثم أن الحادث فقدت فيه والدي وشقيقي وأرملة شقيقي وأصدقائي الذين أحتسبهم عند الله من الشهداء، مثمناً دور الإعلام خصوصاً صحيفة «الراي» في التغطية المتميزة وتقديمها لواجب العزاء، ومقدماً الشكر لكل من واسانا في مصابنا ولا أراهم الله مكروهاً بعزيز.من ناحيته،صرح قنصل الكويت في العراق رضا دشتي لوكالة الأنباء الكويتية أن جثامين ضحايا الحادث ستنقل إلى مدينة كربلاء العراقية حيث سيجرى لها مراسم تشييع ثم تنقل إلى النجف لتدفن هناك، مضيفاً أن إجراءات التشييع والدفن ستتم بحضور وموافقة ذوي الضحايا، الذين وصلوا من الكويت إلى العراق في أوقات متفرقة.بدوره، أعلن آمر القوة الجوية بالجيش الكويتي اللواء ركن عبدالله الفودري أن طائرة القوة الجوية C130 كانت هبطت في مطار عبدالله المبارك العسكري آتية من العراق وعلى متنها 11 مصاباً كويتياً ممن أصيبوا بالحادث المروري بالعراق وذلك تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو أمير البلاد.وأكد اللواء الفودري في تصريح لـ«الراي» على أنه ما أن صدرت توجيهات سمو أمير البلاد إلى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ محمد الخالد حتى أصدر رئيس الأركان الفريق ركن محمد الخضر أمراً عسكرياً لنا في القوة الجوية للاستعداد الفوري لترجمة توجيهات القيادتين السياسية والعسكرية بإرسال طائرة إخلاء طبي إلى العراق لنقل المصابين إلى الكويت.وزاد «تم تجهيز فريق طبي وسيارات إسعاف في قاعدة عبدالله المبارك الجوية لنقل المصابين بحسب تصنيف إصاباتهم عشرة منهم إلى مستشفى الفروانية ومصاب وحيد إلى مستشفى الرازي للعظام»، منوهاً إلى أن تحرك القوة الجوية جاء بناء على أمر القيادة وكجزء من واجب القوة الجوية لتنفيذ مثل تلك العمليات والإجلاء سواء العسكري أو الإنساني أو العملياتي، مؤكدا أن القوة الجوية بالجيش الكويتي جاهزة لأداء الأدوار المنوطة بها وفق توجيهات القيادتين السياسية والعسكرية.