فقدت أسرة كرة القدم الكويتية أحد أعلامها الكبار برحيل نجم المنتخب والقادسية السابق عبدالله العصفور، أمس، عن 73 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.ويعتبر «بوعابد» وهو اللقب الذي اشتهر به بين الجماهير وفي وسائل الإعلام، أحد أبرز لاعبي الدفاع في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وقد حقق العديد من الانجازات خلال عمله كمدرب للمنتخب العسكري مطلع الثمانينات.بدأ العصفور مسيرته في مدرسة حولي المتوسطة قبل افتتاح الأندية الحديثة في 1961.وبعد فترة قصيرة مع نادي الكويت، انتقل الى العربي حيث خاض ثلاثة مواسم حقق خلالها الألقاب الممكنة كافة وهي ثلاثية الدوري العام ومثلها في كأس الأمير.وفي صيف 1964، قام العصفور بخطوة غير مسبوقة عندما بات اول لاعب «عرباوي» ينتقل الى صفوف الغريم القادسية في صفقة مفاجئة اضطلع بها عضو مجلس ادارة «الأصفر» خالد الغيث والذي كان سلك - للمفارقة - المسار نفسه ولكن في المجال الإداري.واضطر الغيث والعصفور الى التنقل ما بين جزيرة فيلكا وبيروت والقاهرة لتجنب ملاحقة اداريي العربي الذين كانوا يرفضون فكرة الانتقال التي اكتسبت شرعيتها عبر قرار من الاتحاد أتاح للاعبي الأندية الانتقال بحرية في الفترة بين الموسمين 1963-1964 و1964-1965.وكان ارتداء العصفور للقميص الأصفر «فأل خير» على القدساوية الذين حققوا في موسمه الأول معهم أول ألقابهم المحلية (كأس الأمير) وذلك على حساب العربي بالذات 3-1 في النهائي، ليكون أول لاعب كويتي يتوج باللقب مع فريقين مختلفين.وقاد «بوعابد» القادسية الى تحقيق لقب الدوري 5 مرات، وكأس الأمير 6 مرات حتى اعلن اعتزاله في نهاية الموسم 1976-1977.اقيمت للعصفور مباراة اعتزال في 1981 جمعت بين القادسية ونوتنغهام فوريست الانكليزي بطل أوروبا في تلك الحقبة، برعاية وزير الدفاع آنذاك، الشيخ سالم الصباح.وعلى الصعيد الدولي، كان العصفور ضمن أول منتخب تشكل بعد الاستقلال وخاض غمار دورة الألعاب العربية في المغرب 1961، وظل عضواً في «الأزرق» حتى 1972 عندما حمل كأس الخليج الثانية في الرياض كقائد للفريق.وفي منتصف الستينات، اختير ضمن منتخب العرب في احدى المناسبات ليكون ثالث كويتي ينال هذا الشرف بعد عبدالرحمن الدولة ومرزوق سعيد.وساهمت طبيعة عمل العصفور العسكرية كضابط في الجيش الكويتي في صقل شخصيته القيادية، وقد تميّز بالإرادة القوية حيث كان أول من يخضع لعملية الغضروف في الركبة - التي كانت السبب في ابتعاد أكثر من لاعب في بدايات الكرة الكويتية الحديثة - ويعود بعدها بالمستوى ذاته، كما فتح الباب امام الرحلات العلاجية في تشيكوسلوفاكيا السابقة التي كان أول من سافر إليها لتلقي العلاج.بعد اعتزاله، انتقل العصفور الى المجال التدريبي فقاد القادسية في الموسم 1979-1980 الى احتلال المركز الثاني في الدوري، ليتم تكليفه بقيادة المنتخب العسكري فحقق معه بطولة العالم في الدوحة صيف 1981 قبل ان يكرر الانجاز في النسخة التالية في 1983.وفي السنوات الأخيرة، تعرض لأكثر من عارض صحي استدعى علاجه في الخارج، ما قلل من ظهوره.رحم الله «بوعابد» الانسان والرياضي وألهم ذويه الصبر والسلوان.«إنا لله وإنا اليه راجعون»