«أميل إلى التمثيل، لكن الحنين يجذبني صوب الغناء»!هذا ما أكدته الفنانة والمذيعة والمغنية مرام البلوشي، التي تعيش هذه الأيام فترة نقاهة واسترخاء، بعيداً عن بلاتوهات التصوير وخشبات المسارح، قبل شروعها مرة أخرى بتقديم عمل جديد.مرام، كشفت في حوارها مع «الراي» عن عشقها لأدوار الشر، التي تحبذها كثيراً وتفضلها على غيرها من الأدوار الفنية، متطرقةً إلى أن هذه النوعية من الشخصيات القاسية تبقى طويلاً في أذهان المشاهدين، كما تجد من خلالها مساحة كبيرة بغية التلوّن والتنوع في الأداء، معبّرة عن سعادتها الغامرة لتشبيهها بالفنانة المعتزلة منى عيسى.وأزاحت الستار عن إمكانية مشاركتها في مسلسل إذاعي في الآتي من الأعمال، لاسيما أن الإذاعة تُنمي الأداء الصوتي للفنان وتساعد على صقل موهبته، والتفاصيل في هذه السطور.? في البداية، نود التعرف على ما لديك من أعمال جديدة؟- أعيش حالياً فترة راحة وهدوء، إذ لا يوجد لديّ نصوص جديدة حتى هذه اللحظة.? وماذا بحوزتك من أعمال مسرحية، خصوصاً بعد نجاحك أخيراً في مسرحية «سالي»؟- بالرغم من بساطة مسرحية «سالي» وعفوية النص، إلا أنها حملت في ثناياها مضموناً غزيراً بالقيم والأهداف، الأمر الذي أسهم إلى حد كبير في نجاحها وزيادة الإقبال الجماهيري عليها، لذلك قررنا تقديم المزيد من العروض في دول خليجية عدة.? كيف وجدتِ ردود فعل الجمهور مع شخصية «الآنسة منشن» التي لعبتها وهي مديرة المدرسة والظالمة وقاسية القلب؟- أحببت شخصيتها كثيراً منذ أن كنت أشاهدها في أفلام الرسوم المتحركة، لذلك فإنني تقمصتها جيداً على خشبة المسرح.? قدمت في مسرح الطفل عدداً من الأدوار، وكان الشر يطغى على معظمها... ألا تخشين من نفور الطفل منك في المسرح أو في الأماكن العامة؟- أنا لا أخاف من تجسيد مثل هذه الأدوار القاسية، لأنني أعرف جيداً كيف أغرس حبي في نفوس الأطفال، والدليل أنني وفور انتهائي من أي عرض أقدمه يندفع الأطفال صوبي ليحدثوني مثلاً عن بشاعة شخصية «الآنسة منشن» التي جسدتها، وظلمها وقسوتها لـ «سالي»، لكن وفي نهاية الأمر تبقى لديّ علاقة ود واستلطاف لا مثيل لها مع الطفل.? في رأيك، كيف يتم ذلك... هل لأنك أمٌ وتعرفين مراعاة شعور الطفل؟- الطفل تركيبة صعبة... وكوني أماً وأعرف فن التعامل مع الأطفال، فإن علاقتي تختلف بيني وبين أبنائي داخل البيت من جهة، ومع جمهوري من الأطفال من جهة أخرى، فأنا أسعى لتثبيت حبي بالرعاية والاهتمام وبالمتابعة والحوار مع أطفالي، في حين أنني أتعامل مع الطفل في المسرح بفن وذكاء بحيث أقدم له ما يسعده ويرضيه، حتى وإن كان ذلك من خلال أدوار الشر.? لماذا أنت متشبثة بأدوار الشر حتى في الأدوار التي تقدمينها على الشاشة الصغيرة؟- الإنسان بطبعه نمطي وقد يكون بلا انفعالات أحياناً، وهناك أشخاص قد تمر بهم أحداث كثيرة، لكننا نجد أن ردة الفعل لديهم تكون عادية إزاء تعرضهم لتلك الأحداث التي تستوجب التفاعل معها، لذلك أنا أحب أدوار الشر لأنها تعتمد على الانفعال والمكر والتفاعل، كما حدث في مسلسل «ذكريات لا تموت» عندما لعبت دور «سبيكة» وهي بشعة ونمامة، لكنها طريفة وشرها مضحك، حتى إنني جعلت الناس يتعاطفون معها في حالات ومواقف بعينها.? هذا يدفعنا لسؤالك، عن مدى تأثرك بشخصية «سبيكة»، التي على ما يبدو أنها أثرت بك حتى في طريقة كلامك معنا؟- ربما أقلّد طريقتها بالكلام من باب الضحك والمزاح مع المقربين ليس إلا، لكنني لا أفعل «عمايلها» في الواقع، فأنا طيبة جداً ولا أعرف طريق الشر على الإطلاق.? شاركتِ هذا العام في مسلسل «كان في كل زمان» في حكاية «أم السعف والليف»، إذ جسدتِ الزوجة الأولى والتي تندفع لقتل ابن زوجها، وهو دور قاسٍ أيضاً؟- أحببت هذا الدور لأنه يحكي عن قصة تراثية منذ زمن قديم، ولعل مشاركتي مع الفنانة سعاد عبدالله منحتني شعوراً كبيراً بالفرح، كما أن دوري في هذه الحكاية وإن كان قاسياً، لكنني أخذت جزائي نتيجة أفعالي الشريرة.? بين الغناء والتمثيل والتقديم، أين تجد مرام البلوشي نفسها؟- بداية دخولي في المجال الفني كان من بوابة الغناء، ثم وجدتُ نفسي في التمثيل، أما بالنسبة للتقديم التلفزيوني فأنا أتجه إليه متى سنحت الفرصة ووجدت برنامجاً هادفاً، وبالتالي فأنا أحب المجالات الثلاث، لكنني أميل إلى التمثيل أكثر، وأشعر بالحنين كثيراً صوب الغناء.? على الرغم من مشوارك الفني الطويل، إلا أنه لا يوجد في رصيدك الفني مسلسلات إذاعية... فما السبب؟- هذا صحيح، وأنا بالفعل أود خوض هذه التجربة، وأتمنى تقديم مسلسل إذاعي محلي بالفصحى، لأن هذه النوعية من الأعمال تنمي الأداء الصوتي لدى الفنان، وإن وجد العمل المناسب الذي أخدمه في وجودي فسوف أقبل بالمشاركة فيه وبكل سرور.? هناك من يشبهك بالفنانة المعتزلة منى عيسى، ويرى البعض أن تمثيل مرام البلوشي يُذكرهم بالفنانة السالف ذكرها، فما رأيك؟- لا شك أنه تشبيه جميل جداً، أساساً أنا كنت من معجبي ومحبي الفنانة المذكورة «الله يذكرها بالخير»، وأتذكر أنه خلال تصويرنا لمسلسل «ساهر الليل» قبل سنوات، قال لي الفنان جاسم النبهان: «أنتِ تذكرينا بالفنانة منى عيسى»، وهذا الكلام أسعدني بالفعل.? حسناً، حدثينا عن المسلسل التلفزيوني الذي تعكف شقيقتك هند على كتابته، وتعتزمين المشاركة في بطولته؟- لا يزال النص في طور التأليف الدرامي، إذ إن مؤلفته لم تنته من كتابته لغاية الآن، وأنا أتمنى أن يبصر هذا المسلسل النور قريباً، لكي أتولى بطولته بمعية شقيقتي هند، إلى جانب عدد من الفنانين.