بعيداً عن استجواب وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله، والتوقيع على كتاب طرح الثقة والسجالات التي حدثت أثناء الاستجواب وبعده، بالإضافة إلى توجه الحكومة إلى تقديم استقالتها الأسبوع الحالي، حسب ما أشيع تجنباً لطرح الثقة عن الوزير، فإنه يجب أن نقف وقفة واقعية وجدية حول ما ذكره صاحب السمو في خطابه عن الأزمة الخليجية!فقد كانت كلمة صاحب السمو عن الشأن الخليجي أثناء حفل افتتاح دور الانعقاد الثاني العادي من الفصل التشريعي الخامس عشر، التي جاءت بنبرة مؤثرة، واضحة ومعبرة لواقع حال صعب بكل بساطة! فقد ذكر سموه: «خلافا لامالنا وتمنياتنا، فإن الأزمة الخليجية تحمل في جنباتها احتمالات التطور، وعلينا جميعاً أن نكون على وعي كامل بمخاطر التصعيد بما يمثله من دعوة صريحة لتدخلات وصراعات إقليمية ودولية لها نتائج بالغة الضرر والدمار على أمن دول الخليج وشعوبها».هي كلمة من قائد محنك وعالم ببواطن الأمور، يعي تماماً ما يقول بحكم الخبرة السياسية التي اكتسبها من عمله سنوات عديدة في مجال السياسة الخارجية، وما يلعبه من دور في جميع المواقف والأزمات الخليجية! كلمة تحمل في طياتها الكثير من الأمور التي تتعلق، ليس بمستقبل دول الخليج فحسب، بل الكويت أيضاً!والأخطر من ذلك هو تأكيد سموه لما جاء في كلمته السابقة في المؤتمر الصحافي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب آنذاك، من احتمالية حدوث صراعات إقليمية ودولية تؤدي إلى دمار دول الخليج من جراء تصعيد الأزمة! وإذا كنا اليوم نعاني من حدة التوتر بين مواطني دول مجلس التعاون، فماذا يمكن أن يكون واقع الحال إذا وصلت الأمور إلى ما يشير إليه صاحب السمو؟ خصوصاً أن الأزمة، والجميع يدرك ذلك، وصلت إلى عامة الشعب!مخطئ من يظن أن الأمر غير ذلك، فالمتابع لمواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يعرف وبسهولة مستوى التطاحن والجدال والمواجهة السيئة والمؤلمة التي تحدث بين مثقفي ومواطني دول مجلس التعاون المتصارعة، بل ان أصدقاءنا الشخصيين كذلك من دول مجلس التعاون، لا يتوقفون هم أنفسهم عن الحديث عن الأزمة وعن كيل الاتهامات للطرف الآخر بغض النظر عن مستواهم الثقافي والسياسي والمجتمعي!واقع الحال يقول ان القمة الخليجية المقبلة المقرر عقدها في الكويت نهاية العام الحالي ستكون من بوارق الأمل في حل الأزمة وأن عدم انعقادها في موعدها، يعني وبكل بساطة أن العقدة لن تنفك وأن الأزمة ستستمر لمدة أطول، طالما كان كل طرف متمسكا بموقفه!ختاماً، فإن الجميع يدرك أن الصراعات الإقليمية المحيطة والخلافات السياسية التي تشوب المنطقة بين الدول المتجاورة، والحروب الداخلية الناتجة عن الربيع العربي ومحاولات التوسع والاستبداد الذي تمارسه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وغيرها من الأمور، تجعلنا أحوج من أي وقت مضى لتماسك البيت الخليجي لحماية الدول الخليجية من المخاطر المحدقة! فهل سيعود خليجنا واحداً كما كان؟ نتمنى ذلك!boadeeb@yahoo.com
مقالات
اجتهادات
يا ليت يعود خليجنا واحداً!
10:18 ص