قلّل مصدر ديبلوماسي رفيع في وزارة الخارجية من تأثير ما تردد عن محاولات إسرائيلية للضغط على الكويت في المحافل الدولية، خصوصاً في القارة الأوروبية، من أجل افشال مساعي البلاد لإعفاء المواطنين من تأشيرة «شنغن».وفيما نقل موقع «إيلاف» عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوعز للبعثات الديبلوماسية الإسرائيلية في المؤسسات والتنظيمات الدولية للعمل على عرقلة كل مبادرة كويتية في المحافل الدولية من الآن فصاعداً، قال المصدر الديبلوماسي الكويتي لـ «الراي» ان «اسرائيل لا تمتلك القوة والتأثير على الدول الاوروبية كما يعتقد البعض مثل تأثيرها في الولايات المتحدة».ويأتي التحرك الإسرائيلي - وفقاً لـ«إيلاف» - رداً على خطاب رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، وطرده للوفد الإسرائيلي في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الذي انعقد في روسيا.وأكد المصدر الديبلوماسي لـ «الراي» ان الكويت «تحظى بعلاقات متميزة ومتينة جداً مع الدول الاوروبية كافة من دون أي استثناء، خصوصاً في ظل وجود تفاهم وتعاون وتنسيق مشترك في شأن كل القضايا الاقليمية والدولية»، مشيراً إلى ان «طبيعة العلاقات الكويتية - الأوروبية تجعل قدرة اسرائيل على التأثير وتغيير سياسات وتوجهات تلك الدول التي تحظى الكويت فيها بكل التقدير والاحترام أمراً مستبعداً جداً».واعلن ان «الكويت ستبدأ مع بداية العام المقبل نشاطها من جديد في طريق اعفاء المواطنين من تأشيرة (شنغن)، وذلك بعد ان تستقر كل القوانين والاجراءات التنظيمية التي وضعها الاتحاد الأوروبي أخيراً، بعد الاحداث الارهابية التي ضربت عدداً من العواصم الأوروبية، والتي تهدف لاعادة تنظيم عملية الدخول من وإلى دول الاتحاد».وكانت الأنباء الواردة من اسرائيل افادت أن ما حصل في المؤتمر البرلماني الدولي كان مثار بحث ونقاش في المجلس الأمني الوزاري المصغر برئاسة نتنياهو، وبعد الاجتماع تم إبلاغ البعثات الديبلوماسية بهذا الأمر، إضافة إلى اتخاذ خطوات أخرى لم يفصح عنها.وذكر المصدر لـ «ايلاف» أن إسرائيل بدأت في محاولة عرقلة طلب الكويت إلغاء التأشيرات (شنغن) عن مواطنيها لزيارة أوروبا بوساطة حشد الحلفاء الأوروبيين لهذه الخطوة، بسبب ما تدّعيه إسرائيل من خرق لحقوق الإنسان في الكويت، على حد تعبير المصدر.وبيّن المصدر أن المحافل الإسرائيلية استغربت هذا الهجوم من رئيس مجلس الأمة الكويتي، «خصوصا أن إسرائيل لا تعتبر الكويت دولة عدوة، حتى في التعريفات القانونية، خلافاً لدول عربية اخرى، التي تعتبر معادية بموجب القانون، ويحظر أي اتصال بها».وعلى صعيد آخر، قال المصدر الديبلوماسي الكويتي ان رئيسة لجنة العلاقات مع شبه الجزيرة العربية في البرلمان الأوروبي مشيل اليت ماري ستزور الكويت اليوم لإجراء مباحثات ومشاورات في شأن الأزمة الخليجية وآخر التطورات المتعلقة بها، معتبراً ان «زيارة ماري ومشاركة الاتحاد الاوروبي في مؤتمر اعمار العراق المقبل، دليل واضح على العلاقة المميزة جداً التي تجمع دوله مع الكويت، والتي لا يمكن التأثير عليها من طرف ثالث».