اكتسبتْ مواقف أطلقها الرئيس اللبناني العماد ميشال عون دلالات بارزة لجهة معاودة تظهير الأهمية التي تعلّقها بيروت على العلاقات مع مداها العربي في غمرة التحديات التي تواجهها و«الغبار» الذي يلفّ هذه العلاقات على أكثر من مسار بين فترة وأخرى، ربْطاً بالواقع الاقليمي المضطرب وارتباط لبنان به من خلال أدوار «حزب الله» العسكرية والأمنية «العابرة للحدود».واختار عون مناسبة استقباله أمس المشاركين في المؤتمر الدولي الخامس عشر للتشغيل والصيانة في الدول العربية الذي انعقد في بيروت، ليعرب عن أمله في أن تنتهي قريباً الازمات العربية وتنفتح سائر الدول العربية على بعضها البعض «لأننا في لبنان نعتبر الدول العربية امتداداً حيوياً لنا، والحرب الدائرة حالياً في سورية عزَلتْنا بريّاً عن هذا الامتداد».وكان لافتاً تشديد عون على ارتياحه لصدور قراريْن في المملكة العربية السعودية للتعاون مع لبنان في حقليْ التربية والاسكان، وإعرابه عن الأمل «أن يتم مثل هذا التلاقي بين لبنان وكافة الدول العربية الشقيقة في مختلف القطاعات، وهو أمر يحظى باهتمامنا».وجاء كلام الرئيس اللبناني فيما الساحة السياسية ما زالت تحت تأثير الموقف الذي أعلنه الرئيس الإيراني حسن روحاني وأشار فيه الى أن لا قرار يصدر في لبنان ودول عربية أخرى من دون رأي إيران، وهو الموقف الذي أَحدث صخباً في بيروت التي تخشى أثمان وضْعها في مرمى المواجهة الأميركية - الإيرانية المتصاعدة.وبعد ردّ رئيس الحكومة سعد الحريري على روحاني وتأكيده «ان لبنان دولة عربية مستقلّة لن تقبل بأي وصاية وترفض التطاول على كرامتها»، ذهب كتلته النيابية (المستقبل) الى إدانة كلام الرئيس الإيراني معتبرة انه «مرفوض جملة وتفصيلاً... وأصبح واضحاً ان إيران تطمح للسيطرة والوصاية على لبنان وعلى المنطقة، وهو الأمر الذي ظهر على لسان أكثر من مسؤول إيراني، على مدى الأعوام القليلة الماضية».وفي السياق نفسه، انتقد رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع من أستراليا موقف روحاني، قائلاً «لن نقبل في أي يوم بأن يُملي علينا أحدٌ قراراً أو يتخذ عنا قراراً، وهذا تصريحٌ غير مقبول ويتخطى الأصول والأعراف الديبلوماسية المعمول بها... وإذا وجدوا أننا صامتون عن بعض الأفعال التي لسنا راضين عنها مثل قتال (حزب الله) في سورية أو تهجمه على الدول العربية الصديقة، وإذا غضّينا الطرف عن بعض هذه الأعمال حرصاً منا على الاستقرار اللبناني الداخلي، فهذا لا يعني أننا نقبل أن نتلقى قرارات لا من إيران ولا من أميركا ولا من أيّ دولة أخرى في العالم».وفي حين يُستبعد أن تَتسبّب هذه القضية بمشكلة كبيرة في مجلس الوزراء الذي ينعقد (اليوم) برئاسة الحريري في ظل «احتماء» مختلف الأطراف اللبنانية بالتسوية السياسية كحاضنة للاستقرار، كان بارزاً معاودة تحريك ملف الانتخابات النيابية (موعدها في مايو 2018) من خلال استنئاف اجتماعات اللجنة الوزارية المكلفة التحضير لها في سياق السعي الى معالجة مسألتيْ اعتماد البطاقة البيومترية والانتخاب في مكان السكن وما يحوطهما من «قطب مخفية» واستقطاب سياسي، على ان يشهد اليوم التئام لجنة شؤون النازحين في محاولة للتوصل الى مقاربة واحدة لهذا الملف وآليات وظروف عودة بعضهم الى سورية.ولم تحجب هذه الملفات الأنظار عن الزيارة التي يواصلها قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون للولايات المتحدة، حيث التقى في الساعات الماضية قائد المنطقة المركزية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل الذي هنأه على «الانتصار الكبير» الذي حققه الجيش اللبناني في معركة «فجر الجرود» (ضد داعش).وتخلل اللقاء بحثٌ في العلاقات بين جيشيْ البلدين، وسبل تطوير التعاون ودعم الجيش اللبناني للقيام بمهامه الوطنية، مع عرض برنامج المساعدات العسكرية الأميركية له. وأكد فوتيل «مواصلة تقديم المزيد من المساعدات في المرحلة المقبلة»، منوهاً بـ «القرار الذي اتخذته قيادة الجيش بتعزيز انتشار القوى العسكرية في قطاع جنوب الليطاني».
خارجيات
استمرار «الصخب» حيال كلام روحاني
عون يُطلق إشارات إيجابية تجاه الدول العربية: إنها امتداد حيوي للبنان
08:10 م