عندما يقع نظرك على لاعب كرة قدم من قماشة الهولندي كلارنس سيدورف، فإن الاحترام لتلك الهامة الكبرى يفرض نفسه.كان اللقاء في نادي الكويت حيث حلّ سيدورف ضيفاً في جولة على عدد من المرافق الرياضية ضمن زيارة عمل كان يقوم بها الى البلاد.تاريخ مجيد وألقاب وأرقام قياسية يحملها سيدورف فوق منكبيه، لعل أبرزها التتويج بلقب دوري أبطال اوروبا ثلاث مرات مع ثلاثة اندية مختلفة، وهو ما لم يعرفه أي لاعب آخر.لا شك في أن ما يعاني منه منتخب هولندا في الوقت الراهن يضني قلب سيدورف الذي رأى بأن «على الطواحين الانطلاق من نقطة الصفر، من القاعدة، والاعتراف بأننا متخلفون عن دول عدة على مستوى كرة القدم كألمانيا وإسبانيا وفرنسا، ولا شك في ان ذلك يستلزم العمل من القاعدة اي من الاندية».يشعر سيدورف، شأنه شأن الهولندين كافة، بالمرارة بعد ان فشل منتخبهم في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا بعد ان سبق له ان غاب عن بطولة كأس الأمم الاوروبية 2016 في فرنسا.ويأسف كلارنس، الذي شكل مع زملاء له من امثال مارك اوفرمارس وإدوين فان در سار ومايكل رايتسيغر وفرانك ورونالد دي بور وبودوين زندن وفيليب كوكو وادغار دافيدز ودينيس برغكامب وباتريك كلويفرت ورافايل فان در فارت وويسلي شنايدر، جيلاً استثنائياً فشل في ترك بصمة على منوال جيل رود غوليت وماركو فان باستن وفرانك رايكارد ورونالد كومان المتوج بقلب «يورو 1988» في ألمانيا.يرتبط سيدورف بعلاقة عاطفية مع ميلان الايطالي الذي امضى في صفوفه 10 سنوات بين 2002 و2012، وذلك على الرغم من ارتدائه قميص اكثر من ناد مثل اياكس امستردام الهولندي (1992-1995)، سمبدوريا الايطالي (1995-1996)، ريال مدريد الاسباني (1996-1999)، انتر ميلان الايطالي (2000-2002)، وبوتافوغو البرازيلي (2012-2014).وقد ظهر ذلك جلياً خلال زيارته لنادي الكويت حيث جال على تمارين فرق الناشئين وسأل مرارا وتكرارا عمن يشجع منهم ميلان دون غيره.ويشعر كلارنس (41 عاما) بالأسف لما آل إليه حال ميلان في الوقت الراهن ورأى بأن «النادي يحتاج الى الكثير من الوقت للعودة الى حيث كان قبل سنوات زعيما لايطاليا واوروبا»، وشكك في قدرة النادي اللومباردي على تحقيق النتائج المرجوة في الموسم الحالي على الرغم من انه ضم اكثر من عشرة لاعبين مقابل 200 مليون يورو اثر انتقال ملكيته الى جهة صينية، وتابع: «هذا التغيير الواسع الذي طال التشكيلة لم يشمل ولو حتى لاعب سوبر واحدا في الوقت الذي تشهد فيه اللعبة سباقا محموما بين الاندية الكبرى على هذه الفئة من اللاعبين».ولا شك في أن سيدورف ما زال يتحسر نتيجة اقتصار مهمته على رأس الادارة الفنية لفريق ميلان على أشهر عدة فقط من العام 2014 اذ رحل عنه بعد سلسلة من النتائج السيئة.يعتبر سيدورف اللاعب الوحيد في التاريخ الفائز بلقب دوري ابطال اوروبا ثلاث مرات مع ثلاثة اندية مختلفة هي اياكس امستردام العام 1995 وريال مدريد العام 1998 وميلان في العامين 2003 و2007، ويقول: «لا شك في ان الفترة التي امضيتها مع ميلان كانت الاعز الى قلبي، وبأن اللقبين القاريين اللذين احرزتهما معه هما الاغلى. مع ميلان اصبت النجاح خلال عشر سنوات كاملة وتحولت الى رمز للنادي، لكن ذلك لا يقلل من اعتزازي بما حققته مع ريال مدريد واياكس بالتأكيد».لا يخفي سيدورف عشقه لدوري ابطال اوروبا حيث صرح يوماً لموقع الاتحاد الاوروبي للعبة قائلا: «عواطف، ذكريات رائعة - من حسن حظي - أكثر من ذكريات سيئة. هذه البطولة تفرض لحظات عظيمة من المتعة، كرة القدم الرائعة والأمسيات التي لا تضاهى. اعتقد ان كل ذلك يعكس المعاني الحقيقية للاختبار والعواطف واللمسة الخاصة التي يفرضها دوري ابطال اوروبا داخل وخارج الملعب».لقد حل سيدورف ضيفاً على الكويت، بيد انه رفض الإدلاء بأي تصريح او اقامة اي حوار مع اي جهة اعلامية، مشدداً على ان زيارته لن تخرج عن اطار العمل، وكل ما جاء آنفاً على لسانه في هذا «الحوار الافتراضي» لا يعدو كونه انعكاسا لإجابات منطقية لن يخرج عليها نجم عاشق لمنتخب هولندا ولفريق ميلان.