حصد البرتغالي كريستيانو رونالدو جائزة افضل لاعب في العالم عن العام 2017 في الحفل الذي اقامه الاتحاد الدولي لكرة القدم، يوم الاثنين الماضي، في لندن، بينما آلت جائزة افضل مدرب الى الفرنسي زين الدين زيدان.لا شك في أحقية الرجلين بالجائزتين المرموقتين والتي جاءت لسبب واضح لا لبس فيه يتمثل في قيادتهما ريال مدريد الاسباني للتتويج بالدوري المحلي وخصوصاً بدوري أبطال أوروبا.وهذا يأخذنا الى التسليم بأن شرط تحقيق الألقاب واجب على من يطمح لانتزاع جائزة «الأفضل»، بمعنى ان رونالدو ومدربه زيدان احتاجا الى ولوج أعلى نقطة من منصة التتويج الأوروبية للخروج من حفل «الفيفا» مُكلَّلين بالغار.نعود في هذا السياق الى العام 2013 الذي شهد تتويج رونالدو نفسه بـ «الكرة الذهبية» التي كانت تمنح يومها لافضل لاعب في العالم «بالتكافل والتضامن» ما بين «الفيفا» ومجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية.في تلك السنة، قدم الفرنسي فرانك ريبيري اداء ممتازا مع بايرن ميونيخ الألماني وقاده الى تحقيق الخماسية التي شملت الدوري والكأس المحليين وكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية وخصوصاً دوري أبطال اوروبا، بيد ان «الكرة الذهبية» استقرت في نهاية المطاف في احضان «صاروخ مديرا» وهو لقب رونالدو.من هذا المنطلق ومنطلقات اخرى، باتت هذه الجوائز الفردية تفتقد الى معايير تحدد شروط الفوز بها ولا تتسم بالمصداقية اللازمة، خصوصاً اذا راجعنا اختيارات عدد من قادة ومدربي المنتخبات المنضوية تحت لواء «الفيفا» والتي جاءت بمعظمها عاطفية وبعيدة كل البعد عن المنطق.يعتبر ريال مدريد حالياً الاقوى في العالم على الرغم من البداية المتذبذبة التي سجلها على مستوى الدوري المحلي، وهو الفريق الذي يتوجب إلحاق الهزيمة به على الجبهة الاوروبية بعد ان توج باللقب القاري «الصعب» في موسمين متتاليين (2015-2016 و2016-2017).كل هذه الوقائع التي يعيش الفريق المدريدي بفضلها أزهى أيامه وحملت رونالدو وزيدان الى الواجهة قبل أيام بُعيد حفل «الفيفا»، لا يجب ان تنسينا رجلاً ساهم، ربما من دون قصد، في كتابة تاريخ مجيد لنادي القرن الذي لا يُمس عراقةً وألقاباً وهيبة، وهو الحكم المجري فيكتور كاساي.ففي 18 ابريل الماضي، استضاف ريال مدريد على ملعبه الشهير «سانتياغو برنابيو» بايرن ميونيخ في جولة الاياب من الدور ربع النهائي لدوري ابطال اوروبا.قبل ستة ايام، كان «الملكي» قد حقق تقدماً حاسماً على «العملاق البافاري» في «أليانز آرينا» 2-1، وكان لزاماً على رجال المدرب السابق لبايرن، الايطالي كارلو انشيلوتي، انجاز «المهمة الصعبة» في العاصمة المدريدية.وهذا ما كان، فقد انهى بايرن الدقائق التسعين اياباً متقدماً 2-1 على أصحاب الدار رغم انه كان منقوصا من لاعب لا يمكن تعويضه في مواجهات من هذا العيار هو التشيلي ارتورو فيدال الذي طرد اثر نيله البطاقة الصفراء الثانية في الدقيقة 84 نتيجة خطأ اثبتت الاعادة التلفزيونية بأنه «وهمي» بدليل ان اللاعب المعاقَب لم يمس ماركو اسنسيو بتاتاً.وفي الشوطين الاضافيين اللذين عاشتهما المواجهة، سجل رونالدو، الباحث حالياً عن مستواه السابق في ظل تقدمه في السن (32 عاما)، هدفين في الدقيقتين 105 و110 اثبتت الاعادة التلفزيونية انهما جاءا من حالتي تسلل واضحتين.ولا ننسى هنا الانفراد الصحيح للاعب البايرن، البولندي روبرت ليفاندوفسكي، والذي احتسب تسللاً وهو لم يكن كذلك، فضلا عن التعاطي المتساهل مع البرازيلي كاسيميرو الذي استحق الطرد في مناسبات عدة نظير الخشونة التي انتهجها في اللقاء بشكل عام.فاز ريال مدريد يومذاك 4-2 وبلغ الدور نصف النهائي، ومنه الى النهائي حيث انتزع اللقب الثاني عشر في دوري ابطال اوروبا، و«صفق له الجميع».بعد «الموقعة»، قال انشيلوتي الى الصحافيين متهكّماً: «ما استطيع قوله هو ان الحكم قدم مباراة سيئة. تحدثت اليه وقلت له: قمت بعمل جيد».اما زيدان فصرّح «معذوراً»: «تحدثت مع انشيلوتي وانتهى الامر. انا لا اتكلم عن التحكيم. كل شيء يمكن ان يحدث».فيدال كان غاضباً للغاية، وقال: «من الصعب ان تُسرق المباراة منك بهذه الطريقة. هدفان في حالتي تسلل وطرد خاطئ. عندما يلتقي فريقان كبيران في دوري الابطال، لا يمكن سرقة كهذه ان تحصل. لقد اقصانا الحكم».وبالنسبة الى ريبيري، فقد جاء تعقيبه مقتضباً: «عام من العمل، شكراً أيها الحكم، حسناً فعلت».اما توماس مولر، فقال: «صعب جداً عندما تلعب بعشرة افراد ضد 14. هدف الـ 2-2 كان الحالة الأسوأ. الحكم المساعد حظي برؤية مثالية. لقد قتلنا ذلك».وإن أنكر احدهم «جريمة كاساي»، او فلنقل «خدمة كاساي»، وادار ظهره متسلّحاً بالقول ان «كرة القدم جميلة بأخطائها»، وان ما فات قد فات، فإن كاتب هذه السطور سيبقى متمسكاً بحقيقة ان الغائب الاكبر عن حفل «الفيفا» الفضفاض كان كاساي الذي يستحق «نصف جائزة رونالدو» و«نصف جائزة زيدان»، وموقعاً متقدماً، إن لم يكن في صفوف المكرَّمين، ففي صالة الشرف داخل «سانتياغو برنابيو» بعد ان ساهم، من دون قصد على الارجح، في تحقيق اللقب الـ 12 لصالح كيانٍ لا يحتاج في الأساس «مساعدة صديق»... على ذمة قائل.sousports@
رياضة - رياضة أجنبية
دَين كاساي ... على رونالدو وزيدان
05:24 م