شهدت فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر تمكين الشباب، حلقة نقاش ثرية حول التجارب الكويتية الناجحة، سلطت الضوء على قصص بدء الأعمال وصولاً إلى شرح نماذج من العقبات وكيفية التغلب عليها، لترك بصمة واضحة عن الآليات التي يحتاجها الشباب للنجاح في مبادراتهم.وتناولت الجلسة الحوارية الأولى باليوم الثاني تحديات نمو الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا، وشارك فيها كل من الرئيس التنفيذي في شركة «Snapbook»، عبدالله بودي، وأحد مؤسسي شركة «بوتيكات»، عبد الوهاب العيسى، والشريك المؤسس في موقع طلبات والشريك الإداري في شركة «Floward» خالد العتيبي.وتحدث العتيبي عن «طلبات» منذ أن كانت فكرة انطلقت برأسمال قيمته 4 آلاف دينار، وتطور قيمتها لحين وصولها إلى المستثمرالأخير محمد جعفر الذي وصفه بأنه ليس شخص «هاو»، إذ ان عقليته تجارية، فأنفق على التطبيق وطوره ووصل إلى الخليج، لافتا إلى أن القصة بدأ بـ 4 آلاف دينار وانتهت بـ 51 مليون دينار.ولفت إلى أنه عند استقطاب العملاء لـ «طلبات» بالبداية كان يطلب من العملاء التوقيع معه وعدم التوقيع مع آخرين دون شروط جزائية، وكانت المطاعم ترفض إذ ان الإنسان عدو ما يجهل، مبيناً أن الدعاية إلكترونياً شكلت لديه عامل انتشار نظراً لأن التعامل مع تطبيقه يأتي في نفس البيئة.بدوره، قال العيسى «ليس لدينا أطول برج ولا أعرض جسر بالكويت، ولكن لدينا قوة ناعمة بطاقات شبابنا، ولدينا الإيمان بقدرات شباب الكويت»، لافتا إلى أنه بعد صفقة طلبات الكثير من الشباب الكويتي توجه نحو إنجاز المشاريع أونلاين، إلا أنه هناك حاجة إلى أكثر من صفقة بذلك النوع لإقناع الكبار باستثمار نسبة 3 في المئة من محافظهم بتلك المشروعات للنهوض بها، خصوصاً وان الفرص الاستثمارية لديهم تتضاءل على المستوى العالمي، ومنوهاً بأن قطاع التكنولوجيا هو الذي يحقق نجاحات كبيرة.وذكر أن 80 في المئة من مبيعات «بوتيكات» خارج الكويت، التي تشتري من شباب الكويت فيما يقوم آخرون بالعكس.وأوضح أن «بوتيكات» وصلت إلى حد تمويل الابتكارات الكويتية، مثل «سشوار البخور» الذي ستيتم تدشينه خلال أسبوعين، مبيناً أنه للمرة الأولى في تاريخ الكويت صاحب الابتكار والمصنع والتطبيق والمسوقين كويتيين، ناهيك عن توقيع عقد لتسويق أعمال الكويتيات خليجياً.من ناحيته، أشار عبدالله بودي إلى مغامرته في قصة إنشاء «سناب بوك»، والعوائق التي قابلته وتعامل معها بفنية واحترافية لحين حصوله على العلامة التجارية من أميركا، مشدداً على أهمية وجود اسم للمشروع يساعد في نمو الشركة حال كان هناك نية في التوجه العالمي.وأكد أنه حال الشروع في «سناب بوك» قام بالبحث عن الشركات العاملة في نفس التخصص، ووجد أن هناك شركات قليلة تعمل في ذلك المجال، إلا أن عامل الخصوصية في عادات أهل الخليج كان حاضراً، ما جعل العاملين على المشروع إناث، مشيراً إلى أهمية إضافة لمسة محلية لأي فكرة مشروع تجاري، إذ ان الأفكار التي قد تنجح في الكويت قد لا تنجح في أميركا.ولفت إلى أنه كان هناك 20 اسما مقترحاً للمشروع، ولكن ما تم اختياره هو «سناب بوك» وحال حجز الدومين وجد أنه محجوز بالفعل، فكان الحل بالتواصل مع المالك فعرضه بسعر عالٍ، وفي المفاوضات عرض خيار الأقساط في السداد، ولكن الكاش كان الخيار الأفضل.وذكر أنه «اهتم بحفظ حقه وطلب تسجيل الاسم التجاري في أميركا، وبعد شهرين جاء رفض من الحكومة الأميركية بأن هناك من سجل الاسم قبلها بشهرين، فتواصل مع الشركة التي سجلت الأسم فتواصل معها جاء رد من مديرها ووقع معه اتفاقية وقدمها لمكتب العلامات التجارية، وتم النشر رسمياً وانتظر فترة الاعتراض، وفي نهاية الفترة طلبت واحدة من أكبر الشركات العالمية تمديد فترة الاعتراض إلى أن تخطى تلك العقبة أيضا بنفس طريقته السابقة من مراسلة الشركة وإيضاح موقف(سناب بوك)معهم».ولفت إلى أهمية العمل ومعرفة كل جوانب المشروع ومعايير الجودة، مبيناً أن تعدد العملات المتعامل بها على «سناب بوك» أعطى انطباع ان الشركة أميركية، وقد أصبح لديها عملاء من أوروبا وأميركا وتخدم عشرات الدول، مؤكداً تتطلعها إلى المزيد وأنها تركز حالياً على منطقة الخليج.الجلسة 2وجاءت الجلسة الحوارية الثانية تحت عنوان «أسرار إطلاق الشركات الناشئة»، وشارك فيها كل من المؤسس والرئيس التنفيذي في شركة «كولي كابيتال بارتنرز»، المتخصصة في الاستثمار في شركات التكنولوجيا الناشئة، فكتوريا كريس، ومديرة التحرير لفوربس الشرق الأوسط كلودين كوليتي، والمؤسس والشريك في شركة شوكولاتنس راكان الفضالة، وأحد مؤسسي شركة «FTL» للخدمات القانونية فجر الرفاعي، والمدير الأول للخدمات التسويقية والبصيرة في صناعات الغانم غنا عباس.وأشارت كريس إلى أنه «يجب عليك ألا تبحث عن شخص يمولك مادياً فقط، بل شخص يساعدك في العمل بوضع بصمة كمستثمر على مشروعك»، مشيرة إلى أن شركتها تستثمر في التكنولوجيا مع قطاعات فرعية أخرى، وأن بدءها لجنب مالي فقط يعد علامة حمراء لديهم، إذ لابد أن يكون للأشخاص شغف حول الفكرة لتمثل دافعاً لديهم للتغلب على الصعوبات.بدورها قالت، كلودن كوليتي، إن منطقة الخليج مليئة بالأفكار، والتركيز بشكل كبير على التكنولوجيا كرؤية للمستقبل، وإن الخاصية الشائعة لدى الناجحين في مقابلاتها كانت الشغف والمثابرة، وهي التي تنبع من أن يكون لدى الشخص فكرة بالأساس، مبينة أن الأمر ليس متعلق بسحب الأموال فقط بل في توافر رؤية حقيقية.من ناحيته، أشار راكان الفضالة إلى أن بدء العمل في الكويت كان صعباً بسبب البيروقراطية، ولكن بعد ممارسة العمل يظهر أن هذا لا شيء مقارنة مع عقبات العمل الأخرى، التي يجب لمواجهتها التزود بالمهارات الإدارية والمعرفة والمثابرة.وشدد على ضرورة الاتيان بفكرة ذات مفهوم جديد، وأن التحدي الأكبر هو التوسع في العمل، خصوصا وأن صناعة الأغذية تواجه تراجعاً في المبيعات، مشدداً على ضرورة برامج التدريب للاستمرار والنجاح.ونوه بضرورة التركيز في بداية العمل، إذ ركز في بداية عمله على منتج بعينه لفترة وعرف به، لافتاً إلى أن إغلاق فرع الأفنيوز كان لغرض التوسع الخليجي وجاء كجزء من الخطة الخاصة به.من ناحيتها، أشارت فجر الرفاعي إلى أن الجانب القانوني يحمل درجة كبيرة من الأهمية إذ ان تبعاته كبيرة مستقبلاً، وأن الكثير ينسى الخدمات القانونية حال توزيع الميزانية، لافتاً إلى أن المحامي جزء من العمل وليس جهة استشارية فقط، وبذلك يكبر ويتطور من مستوى مشاريع صغيرة لمتوسطة وكبرى.ولفتت إلى أن صياغة العقود في غاية الأهمية للشركات المبتدئة، وأن الكثير من المحامين يبالغون في جانب المخاطر، مبينة أن الكويت تغيرت في الخمس سنوات الأخيرة، وأن هناك الكثير من المعلومات متاحة في الوزارة ومركز الكويت للاعمال وهيئة تشجيع الاستثمار.بدورها أشارت غنا عباس، إلى أن سر نجاح العمل التجاري هو البحث عن تميز المنتج والتفرد، وأن العمل لا يمكن أن يبدأ قبل تحيد عناصر الأعمال والسوق المستهدف، وشريحة العملاء، وتحليل السوق ومعرفة المنافسين.ونصحت الشركات المبتدئة بأهمية البحث سواء بالانفاق عليه أو القيام به بطرق أخرى، خصوصاً وأن الميزة التنافسية لابد أن تكون موجودة في كل الجوانب.ونوهت بضرورة عدم الخلط بين الإستراتيجية والهدف، إذ إن الاستراتيجية هي خطة العمل للوصول إلى الهدف، مشددة على ضرورة إيجاد إستراتيجية خروج في الشركات المبتدئة حال حدوث شيء خاطئ.وشهدت الفقرة الأخيرة من اليوم الثاني «سيمنار» حول «الجيل القادم من رجال الأعمال في قطاع التكنولوجيا»، ألقاه نائب الرئيس التنفيذي والمديرالمالي السابق في شركو غوغل، باترك بيشيت، الذي ألقى الضوء على تطور التعامل البشري مع احتياجاته اليومية، من خلال استعراض تجربة رحلته في أماكن عدة حول العالم وتغير آليات استيفاء احتياجاته في الوقت الراهن عنها قبل 10 سنوات مثل آليات حجز الفنادق والسيارات والطيران، وقراءة الكتب أيضاً.ولفت إلى أن العالم يضج بالفرص بصورمختلفة، وان الاقتصاد الرقمي يغير العالم، وسيشهد تغييراً بأكبر مما توقعه الجميع، لافتا الى أن فترة الـ 10 سنوات الماضية ليست وقتاً طويلاً في عالم الأعمال، وأن الاقتصاد الرقمي وصل خلالها إلى مناح كثيرة في الحياة.ولفت إلى ما تتيحه التطبيقات الجديدة من تغذية عكسية تمكن المستخدم من اتخاذ قراره بصورة سلسة وواضحة على عكس قبل 10 سنوات، كما حولت التطبيقات الجديدة الحياة إلى صورة أهل من خلال الوفاء بالاحتياجات بصورة سريعة توفر الوقت والجهد من خلال الإنترنت.وأشار إلى تحول الكثير من الصناعات إلى العالم الرقمي خلال السنوات الماضية مثل صناعة الإعلام والبنوك، وأن التغير الكبير خلال السنوات العشر الماضية ظهر مع التنوع الكبير في الأجهزة.ونوه بالدور الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة، ناصحاً الشباب بالتركيز على 3 أمور عند تقييم الفرص الوظيفية وهي قيّم الأشخاص والبيئة، فاختيار الأشخاص الذين سيعملون معهم هو قرار مهم ومؤثر جداً في النمو الوظيفي والسعادة، واختيار القطاع الذي يود الشاب العمل فيه، فهذا القطاع سيكون مجاله لباقي العمر، وتقييم المنصب والمهام الوظيفية والراتب، مؤكداً أن العالم مليء بالفرص، وداعياً إلى انتهاز الفرصة حينما يتاح ذلك.
اقتصاد
المشاركون أكدوا أن العالم مليء بالفرص للجيل الجديد
«تمكين» يستعرض نجاحات الشباب تحت عيون... خبراء عالميين
11:35 ص