«سيماغلوتايد»... تذكّروا هذا الاسم جيداً، فمن المتوقع له أن يصبح ملء الأسماع والأبصار حول العالم في المستقبل المنظور، وذلك على غرار ما حظي به اسم مادة «سيلدينافيل» من شهرة عالمية قبل نحو 20 سنة بفضل كونها المكوِّن الرئيسي لحبوب الفياغرا المقوية لفحولة الرجال.فـ«سيماغلوتايد» هو الاسم العلمي الذي اختارته شركة «نوفو نورديسك» الصيدلانية العالمية لتطلقه على مادة جديدة يعكف باحثون بريطانيون حالياً على المراحل الأخيرة لتطويرها صيدلانياً استعداداً لطرحها تجارياً كدواء جديد، وهو الدواء الذي يتوقع له خبراء طبيون أن يخلق «ثورة» غير مسبوقة في مجال معالجة النوع الثاني من مرض السكري وإنهاء معاناة المصابين به.ونقلت سائل إعلام غربية عدة عن علماء واختصاصيين اطّلعوا على خصائص عقار «سيماغلوتايد» المرتقب قولهم إنه من المتوقع له أن يكون بمثابة «أعجوبة»، إذ ان «حبة واحدة منه يومياً ستكون كافية لتخفيف معظم معاناة مريض النوع الثاني من السكري وجعله يستغني لاحقاً عن حقن الانسولين اليومية، فضلاً عن فوائد صحية إضافية».فإلى جانب تأثيرها السريع والممتد في تخفيض مستوى سكر الدم، يؤكد أولئك العلماء أن التجارب السريرية التي أجريت على حبة الـ«سيماغلوتايد» أثبتت أيضا أنها تسهم بشكل ملموس في مساعدة المريض على فقدان جزء كبير من وزنه الزائد في غضون فترة 3 أشهر فقط. فلقد أظهرت نتائج التجارب السريرية التي أجريت على حبوب «سيماغلوتايد» أن نحو 90 في المئة من المرضى الذين تعاطوها بشكل يومي ظهر لديهم انخفاض مستدام في مستويات سكر الدم، إلى جانب فقدان ملموس للوزن الزائد.ونقلت صحيفة «إكسبرس» البريطانية عن البروفيسور «ميلاني ديفيز» التي قادت دراسة موسعة أجريت حول النتائج السريرية لعقار «سيماغلوتايد» قولها: «هذه النتائج تثبت قدرة هذا الدواء على أن يكون له تأثير كبير وفعال عند تعاطيه كحبوب في تخفيض نسبة سكر الدم، فضلاً عن المساعدة في تخفيض الوزن. وعلى هذا الأساس فإن هذه النتائج تعتبر واعدة إلى درجة هائلة».ووفقاً لما أعلنته الشركة المطوّرة للدواء الجديد، فإنه من المتوقع بدء تسويقه تجارياً في غضون سنتين تقريباً من الآن. وقد يحمل المستحضر هذا الاسم ذاته، أو ربما يحمل اسما تجارياً آخر أكثر إيقاعا، لكن في كل الأحوال ستبقى مادة الـ «سيماغلوتايد» هي مكونه الأساسي.