أشاد سفير الجمهورية اليمنية في البلاد الدكتور علي منصور بن سفاع بالعمل الإنساني الخيري الكويتي، الذي قال إنه «هو الذي يحكم العلاقة بين البلدين، لا المعايير أو التوجهات السياسية والأيديولوجية»، مؤكدا أن «الجمعيات الخيرية الكويتية تقوم بجهود جبارة ولا يتصورها أي إنسان في اليمن، للوصول إلى مواقع الصراع لتقديم مساعدتها، وهو عمل موجود في كل مناطق اليمن، سواء في المحافظات المحررة أو التي لاتزال تحت يد الانقلابيين».ونوه بن سفاع، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الصحافي عن دورة مكافحة مرض الكوليرا في اليمن التي نظمها فريق «عطاء المرأة الكويتية الإنساني» أمس في فندق الشيراتون، نوه «بالجهود الحثيثة التي تبذلها الجمعيات الخيرية الإنسانية الكويتية التي تجاهد في الوصول إلى مواقع الصراع، وتقديم المساعدة للشعب اليمني، خلال محنته التي يعيشها حاليا، والكويت من الدول السباقة في فعل الخير، وخصوصا ان أياديها بيضاء ممدودة لكل المحتاجين في العالم».وجدد تأكيده على عمق ومتانة العلاقات التي تجمع بلاده والكويت والتي وصفها بـ«التاريخية والعميقة» في ظل التطور الذي تشهده تلك العلاقات بشكل كبير، لافتا إلى ان العلاقة الاخوية بين البلدين تضرب جذورها بأعماق التاريخ. وحذر من خطورة وباء كوليرا التي يجتاح المدن والقرى اليمنية، ووصف الاوضاع الصحية التي تعاني منها اليمن بالكارثية، كاشفا عن «وجود تحرك من قبل حكومة بلاده للتواصل مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي من اجل الاحتواء والقضاء على هذا المرض».وقال انه «من الصعوبة ان تقوم الحكومة باللجوء الى المنظمات أو المؤسسات الإنسانية الخيرية دون توفير الغطاء الامني للعمل، وذلك بسبب الحرب والدمار الذي تعاني منه اليمن والذي جعل الوضع غير طبيعي حتى يمكن الحكومة من التحرك». وتقدم بخالص الشكر والتقدير للحكومة وشعب الكويت، معربا في الوقت نفسه عن شكره للجهود الإنسانية الذي يقوم به فريق عطاء المرأة في العمل الذي وصفه بـ «الرائع» وخصوصا ان مساهماتهم كبيرة قبل وبعد النكبة التي حصلت في 2014، مضيفا «عطاؤهم كان بالفعل خيريا وإنسانيا في اليمن، وهو امتداد للمجهود والتوجه الاستراتيجي المميز للعمل الخيري لدولة الكويت».من جانبها، قالت رئيسة فريق عطاء المرأة الكويتية الإنساني ليلي الغانم ان حملاتهم الوقائية في صنعاء وتعز بدأت منذ عام 2014، واضافت انه تم تنظيم دورات للوقاية لنحو 21 طبيبا وممرضا يمنيا، في بنغلاديش.واضافت الغانم ان «على الحكومة اليمنية اليوم ان تبادر بالمطالبة ومناشدة الدول والمجتمع الدولي لمساعدتها في محنتها الانسانية، للقضاء على مرض الكوليرا الذي يجتاح المناطق يوميا»، وأعربت عن «خالص شكرها وتقديرها لتمويل فؤاد محمد ثنيان الغانم لهذه الحملة».ومن جانبها، اشارت ممثل المركز الدولي لأبحاث الأمراض الوبائية، الدكتورة علياء الموسى، ان «المركز الذي من المؤسسات غير الربحية يهدف إلى تحسين صحة ورفاهية الناس الذين يعيشون في أفقر دول العالم، لافتة إلى ان المقر الرئيسي للمركز يقع في العاصمة البنغلاديشية دكا».وقالت ان «المركز الدولي للأمراض الوبائية يعتبر من المراكز العالمية الرائدة في البحوث الصحية، حيث تعهد بحل مشاكل الصحة العامة التي تواجه البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من خلال البحوث العلمية المبتكرة بما في ذلك البحوث المختبرية والسريرية والأوبئة الصحية». واضافت ان «المركز بدأ العمل قبل نصف قرن، حيث كان التركيز منصب في البداية علي أمراض الإسهال، واليوم اصبح يركز على معالجة جميع الأمراض المعدية والتهديدات الاخرى للصحة العامة بالإضافة الى طرق ووسائل تقديم الرعاية الصحية».وأوضحت الموسى ان «المركز يحصل على الدعم الاساسي من عدة جهات ودول مختلفة مثل مؤسسة بيل وماليندا غيتس، الصندوق العالمي للايدز والسل والملاريا، جامعة جونز هابكنز، مركز سيدا في السويد للسيطرة على الأمراض الوقائية والمعاهد الوطنية الصحية في الولايات المتحدة بالاضافة الى دعم من المملكة المتحدة وكندا وحكومة بنغلاديش».من جهته، تطرق الدكتور محمد التميمي الى موجز عن الدورة التدريبية لعلاج حالات الكوليرا والاسهالات المائية، التي تمثل نقلة نوعية لمعارف ومهارات المشاركين، حيث اوضح «أن إجمالي عدد المتدربين بلغ 17 متدربا من أطباء وممرضين من ثماني محافظات يمنية». وأضاف «تأتي هذه الدورة في الوقت الذي تعاني فيه اليمن من أكبر جائحة لمرض الكوليرا القاتل، مما سيسهم بشكل إيجابي بجهود مكافحة هذا الوباء»، لافتا إلى «أن أهم مخرجات هذه الدورة المتمثّلة في نقل المعارف والمهارات إلى العاملين الصحيين في المحافظات المستهدفة من خلال إقامة دورات تدريبية للعاملين الصحيين في المستشفيات وبناء قدراتهم في هذا المجال من أجل مكافحة الوباء والتخفيف من آثاره الكارثية».بدوره حذر أخصائي الأمراض الوبائية الدكتور فتحي حزام من خطورة انتشار وتفشي الوباء إلى الدول المجاورة في حال عدم احتوائه والقضاء عليه، واصفا في الوقت نفسه الوضع في اليمن بـ«الكارثي» وخصوصا بعد تفشي مرض الكوليرا في 90 في المئة من المناطق اليمنية.ولفت إلى أن «الاحصائيات تشير الى ان هناك ما يقارب من 900 ألف حالة اصابة بالكوليرا، بالاضافة الى 2000 حالة وفاة. وتصاعد الأعداد يقابله محاولات للسيطرة على المرض من جميع المنظمات المحلية والدولية، وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي، إلا ان الوباء مازال في تفش، والحالات في تصاعد مما ينذر بكارثة على المستوى المحلي وكذلك يزيد المخاوف من انتقال المرض الى خارج الحدود».وكشف حزام عن «احصائيات تشير الى اصابة 5000 حالة يومياً بالكوليرا، وهذا العدد الذي يصل الى مركز القيادة والسيطرة للوباء في وزارة الصحة اليمينة، وليست كل الحالات أو الأشخاص لديهم القدرة للحصول على الحالات الطبية حال المرض، كما أن هناك الكثير من المناطق لاتصل منها احصائيات وكذلك حالات تظل في البيوت ولا تصل للمركز، وهذه الاحصائية من الحالات فقط ما هي الا قمة لرأس جبل جليدي».ومن جانبه، اكد مدير عام جمعية الهلال الأحمر الكويتية عبدالرحمن العون ان احتواء مرض الكوليرا الذي اصبح يجتاح غالبية المناطق اليمنية يفوق بشكل كبير جهود كل المؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية، معتبرا ان الخلل في احتواء هذا المرض يعود بشكل مباشر الى الحكومة اليمنية التي لم تقم بالتسويق لهذه الجائحة على المستوى الدولي.وطالب ان تبادر الحكومة ووزارة الصحة اليمنية بإطلاق جرس الإنذار ليكون هناك تدخل وتحرك دولي لاحتواء هذا المرض والقضاء عليه، وخصوصا وان المؤسسات والجمعيات الإنسانية والخيرية لايمكن لها ان تقوم بهذا الدور لوحدها، مشددا على ضرورة ان تسوق الحكومة اليمنية لكل القضايا الإنسانية التي يعاني منها المجتمع اليمني خلال محنته وذلك لضمان الحصول على اكبر دعم ممكن على المستوى العالمي.