أحيا أربعة شعراء شباب أمسية شعرية اتسمت بتنوع قصائدها بين الفصحى والعامية، وذلك في سياق الأنشطة الثقافية التي يقوم بها ملتقى المبدعين الجدد في رابطة الأدباء الكويتيين.وهدرت القصائد التي ألقاها الشعراء على منصة مسرح الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح في الرابطة، بالمعاني الشعرية التي اختلفت في أساليبها وأمزجتها ورؤاها ومواضيعها، بين الغزل والوطن والمجتمع، مما أعطى للأمسية ألقها الجذاب.وأدارت الأمسية الأديبة عبير شويكة، وشارك فيها الشعراء عبد الله العنزي وجعفر حجاوي وسعد الردعان ومطلق الجبعاء، وحضرها نخبة من محبي الشعر وكان معظمهم من الشباب.وتبادل الشعراء قراءة وإنشاد قصائدهم... كي يلقي العنزي قصائده الفصحى التي اتسمت بالمفردات الشعرية المنتقاة من الواقع والخيال معا في أنساق حسية مفعمة بالحيوية ليقول:الحزنُ يعرفني، وأعرفُ أننيجمَّلتُهُ شعرًا لأخفيَ أقبحَههذي شظايا الذكرياتِ عبرتُها،للسائلين لِمَ الحروفُ مُجَرَّحَةخالفتُ نهجَ السائرين فربمايحتاجُ منعرجُ الطريقِ لأجنحةوامتازت قصائد العنزي بتوهجها الشعري، الذي احتوى على الكثير من الصور البلاغية المتقنة، تلك التي حرص فيها الشاعر على تناول رؤى فنية عديدة ليقول:هذي خُطى الغيب نمشيها مكابرةًعلى الجراح وهذا الكون ينفيناكأننا في احتمال الآه من حجرٍفأبلغوا الأرض أنَّـا لم نعدْ طينامن لعنةِ الوجعِ المحبوسِ في دمِناقد خاننا الشعرُ! أم خُـنَّـا قوافينا؟كانت لنا الأرضُ أوطانًا مباركةًونحن بالنارِ عمَّرنا منافيناوجاء دور الجبعان، كي يلقي قصائده باللهجة المحكية «العامية»، متناولا الكثير من الأغراض الشعرية، والتي تحاور فيها مع الواقع بكثير من التنوع والتميز، وبأسلوب شعري يحمل في مفرداته الإحساس بالكلمة ليقول:كتبت شعري على صدري ولان القفصوتساقطت من رصاص الحرف عصفورتينكانوا بقلبي بأمان وخايفين القنصوطاحوا وهزيت راسي بالأسف: زين زينمدري شسوي وأنا لا زاد عمري نِقصوأخاف لا أزيد الين اللي ما بعده الينواحد قضى عمره الواقف بشارع فرصلاني مع العايشين ولا مع الميتينفيما بدت رؤية الشاعر في معانيها منجذبة إلى فضاءات إنسانية عديدة، تلك التي حرص الشاعر على طرحها في مفردات حيوية... قادرة على رصد الفكرة ليقول:يا صاحبي يا حبيبي يا رفيق العزم والياسياما سترت الحزن وياك بثياب السوالفوريتك شلون أنا صبري نخل خابرك حسّاسأبيك لا شد قيضك تذكر أني ظل وارفتتعب من الوقت وتشيل الحمل وتجرّك الناسهذول ما يعرفون أني معاك وأنت عارفأخاف أبقى مثل شجرة وحيدة تنتظر فاسيمرني الطير فتره يستريح وما يوالفكان السفر دار وأحزاني شنط تذكار لا باسأنا تبنجت بأبرة «ما عليه» و«ما يخالف»وأنشد حجاوي قصائده من منطلق شعري يدخل في نسيجه الإنسان بكل ما يحمله من أفكار وأفراح وآلام، ومن ثم بدت التجربة الشعرية لديه منحازة للواقع رغم انجذابها الواضح للخيال ليقول في قصيدة «خطى على الرمل»:ما زالَ في القلبِ الصغيرِمساحة لسعادةتمشي على استحياءِلي خطوة في الضوءِبسمة طفلةأشفقتُ منهاكي أُتِمَّ ضيائيأهديتُ لاسمِكِ قُبلتينِفقلت لي:هيِّئ خُطاكَ لرحلة الإشقاءِوعبرت قصيدة «غجرٌ حول ورد الليل» عن روح محلقة في فضاءات شعرية رحبة، تمكن الشاعر فيها التعبير عن فكرته بصور فنية متنوعة ليقول:نَم...قربَ ليلِكَ صمت يابس،جُدُربرد، عنا ق، فرا ق، لحظة، صورُوخطوة ضلّ عنها القلبُفانجرحتوإخوة لم يداووا الجرح فانكسرواهُزِمتُ..حين حسبِتُ الموتَ أغنيةمن بندقيةِ قناص ستنتصرُواستلهم الردعان قصائده العامية «اللهجة المحكية»، من مضامين اتسمت بالدهشة، وترتيب المعاني، نلك التي حازت على استحسان الحضور، إلى جانب تناوله للمفردات العامة تناولا ذكية، فيه الكثير من التضاد والتقابل والوصف ليقول في قصيدة «قلبي الفخّار»:غفى النسيان جفنه واشتعل فيني السهر تذكاروقامت توضح لعيني صور واحداث منسيّةهذاك اوّل دفاتر سيرتي فكتابة الاشعارقريت وما لقيت إلا وهم واحلام ورديّةوهذيك اوّل قصيدة محزنة سمّيتها مشوارمن احزاني تعب ظهر الطريق يشيل رجليّةوهذاك الموعد الاوّل وفي يدّي بوكيه ازهارذبل وردي وانا لا زلت اقول ابنطر شويّةوتضمنت قصائد الردعان إبحارا شعريا في تأملات إنسانية يدخل في مدلولاتها الغزل تارة والصور المشبهة تارة أخرى مما انعكس إيجابا على الفكرة المطروحة على المتلقي في القصيدة ليقول:لك في ضميري منزل الأكراماللي لهم عزّة... وجاهيّةدايم يجي طاريك قبل اناموافزّ... فزّة لا شعوريّةأشتاق والمشتاق ما ينلاملا طاحت دموعه علانيّةملامحي صارت تعب وآلامظروفنا حيل اثّرت فيّهكلّي معي منّه بقايا حطاموامّنتك بربّي فـ باقيّهوفي ختام الأمسية كرّم مشرف منتدى المبدعين الجدد فهد القعود الشعراء المشاركين في الأمسية بشهادات تقدير ودروع تذكارية.وأقيم على هامش الأمسية الشعرية حفل توقيع ديوان «والذي قلبي بيده» للشاعر عبد الله العنزي، وديوان «الغجرية تبحث عن أرضها» للشاعر جعفر حجاوي.
محليات - ثقافة
في أمسية منتدى المبدعين الجدد
أربعة شعراء شباب... أنشدوا للحياة شعراً
12:59 م