في ديوانية الحجيلان مساء الإثنين الماضي، التقيت بأحبة لي... كان من بينهم الشاعر الفذ الخلوق فلاح الحجيلان وحسين الحجيلان... حديث جميل تلتقي حول جوانبه الأخوية والعفوية.كنت أقول إننا نلتقي لأجل الارتقاء بمفهوم العلاقات الإنسانية التي لا نستطيع تعزيزها عبر رسالة نصية أو ورقة مكتوبة... فنحن نأتي للزيارة من باب محبة وحرص على مد جسور التواصل الاجتماعي بعيدا عن الموثرات التكنولوجية وإن كانت تقطع المسافات بثوانٍ قليلة لكنها لا تفي بالغرض لأن لغة الجسد لها حضور مؤثر لا يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تعطيه حقه.عندما خرجت، وصلني خبر وفاة الزميل الخلوق أستاذ الإعلام في جامعة الكويت الدكتور عبدالعزيز الديحاني - رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.كنت على وعد الالتقاء بالمرحوم منذ فترة ليست ببسيطة، وقدر الله ما شاء فعل وإنا لله وإنا إليه راجعون.القصد من هذه المقدمة حول حسن التواصل الذي حرمتنا منه وسائل التواصل الاجتماعي من «واتس أب» و«تويتر»، إنما هو تذكير بإعادة تقييمنا للوضع الاجتماعي وعلاقاتنا التي أصابها بعض الفتور.يأتيك الوعد على ورقة مكتوبة بحبر جاف أو إلكترونية الصيغة... بعضها يتحقق والبعض الآخر يضيع بين ساعات الزمن التي تطوي الأيام على عجالة.أشبه إلى حد ما بالوعود التي تكتب في مشاريع لا ترى النور، وإن أتت تأتي على استحياء متأخرة وقد التحفت بأخطاء من هنا وهناك.بالضبط كالتعليم الذي وعدنا فيه وزير التعليم العالي وطالب باستقلالية إستراتيجية التعليم وألا تكون مرتبطة بوزير قد لا يبقى في منصبه لعامين متتالين.وبالضبط كالصحة التي اختلف الجمعان حول طريقة الارتقاء بخدماتها منذ عقود عدة.وعود من ورق...!إنها أشبه بعلاقاتنا نقرأ عنها كثيرا في مواقع التواصل الإجتماعي ونعجز عن إيصال أخبارها ومستجداتها عبر التفاعل الاجتماعي ميدانيا على أرض الواقع.نادينا منذ عقود بالإصلاح، وذكرنا أهمية إقامة ملتقيات دورية في محافظات الكويت تجمع بين مسؤولي مؤسسات الدولة مع جموع الناس... يعرض كل قيادي ما لديه ويستقبل من الجموع كل وحسب خبرته ما يراه مناسبا للارتقاء بالخدمات والقضاء على القصور والأخطاء التي تعاني منها مرافق الدولة من تعليم وصحة وطرق وخلافه... وإلى الآن لم يتحقق الحلم وظلت «على ورق».إن السبب يعود لإيماننا المطلق بأهمية المكاشفة كحل لجميع القضايا العالقة!لا تستمع لوكالة يقولون? ولا تصدق كل خبر يصلك ولا تنساق خلف تحليل فرد ما قد يكون عاجزا عن فهم محيطه الشخصي.عندما تكون الزيارات ميدانية? تكون الحواجز قد ألغيت تماما والمعلومة تصلك وجها لوجه.الزبدة:كم زيارة فكرنا القيام بها كتلك التي لم تتحقق مع المرحوم الحبيب الديحاني. وكم من زيارة تحققت كتلك التي قمنا بها لديوان الحجيلان.جاء في القرآن الكريم قول الله تعالى: «كل نفس ذائقة الموت» و«أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة»? فصل رحمك وحافظ على زيارة أحبابك و«اترك» عنك التكنولوجيا التي أبعدت القلوب وعكرت صفو العلاقات الاجتماعية.وإن كنت مسؤولا? حاول أن تلتقي بمستقبلي الخدمة... استمع لهم? ابحث عن توقعاتهم واسأل عن أهل الميدان لعلك تجد ضالتك وتعود الكويت إلى سابق عهدها.لا تتركونا أمام وعود من ورق... نريد أن نكشف عن ما بداخلنا لكم ونريدكم أن تتلاحموا مواطنين ومسؤولين كي نصل إلى أفضل وأقصر الطرق لبلوغ التنمية الحقيقية... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi
مقالات
وجع الحروف
وعود من ورق...!
11:35 ص