قد يطلق على العام الدراسي الجديد لقب «عام الاحتجاجات الدراسي» بعد أن انطلقت معه احتجاجات متعددة في أكثر من جهة، فبعد احتجاجات إداريي الوزارة الذين لم تجف شعاراتهم في فناء وزارة التربية بسبب البصمة، شهدت الوزارة اعتصامات متتابعة، فما أن انتهى رؤساء الأقسام المحتجون على طول الانتظار في الوظائف الإشرافية من وقفتهم الاحتجاجية، جدد أساتذة المعهد العالي للفنون المسرحية الاعتصام أمام مكتب الوزير، احتجاجاً على توقيت البصمة المخالف لطبيعة عملهم، حتى نادى منادٍ في الوزارة أن «بالدور لو سمحتم».رؤساء أقسام المواد الدراسية الناجحون في الوظائف الإشرافية وقفوا احتجاجاً للمرة الثالثة أمام مكتب وكيل وزارة التربية الدكتور هيثم الأثري، مطالبين بحقهم في التعيين، ورفعوا كتاباً إلى وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور محمد الفارس طالبوا فيه بحل قضيتهم، وإنهاء معاناة الانتظار الطويلة التي تصل إلى سنوات حتى يتم تسكينهم بعد حالة الإحباط اليأس.وطالب المعتصمون بتحقيق العدالة والإنصاف عبر تفعيل قرار تعيين رئيسي قسم مادة دراسية لكل مدرسة في المراحل الثلاث، لحل مشكلة الانتظار الطويل، وإلغاء قرار ربط التعيين كرئيس قسم بالانتظار خمس سنوات مناشدين الوزير باحتساب سنوات الانتظار ضمن الخبرة لحين التعيين، وعدم جعلها سنوات ساقطة لضمان حقهم في الترشح للوظائف الاعلى، مع التنازل عما يترتب عليها من مكافآت مالية او علاوات.وبعد ان أنهى رؤساء الأقسام اعتصامهم وقف نحو 60 عضواً من اعضاء هيئة التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية لتنفيذ اعتصام آخر مشابه امام مكتب الوزير الفارس، احتجاجاً على تطبيق البصمة عليهم دون غيرهم من حملة الدكتوراه و الماجستير والتعاقدات الخاصة.وأكد المعتصمون ان نظام البصمة يعارض طبيعة عملهم التي تتطلب حضورهم في وقت متأخر، وغير مقيدين بدوام المدارس، حيث تبدأ اغلب المحاضرات في الحادية عشرة صباحاً وتستمر حتى الرابعة عصراً، وبذلك فهم غير ملزمين بتطبيق البصمة في السابعة والنصف صباحاً، حيث يشكل تطبيق البصمة لهم في هذا التوقيت مضيعة للوقت، حسب وصفهم.وقال اعضاء هيئة التدريس في قسم الثقافة الإسلامية انهم غير معارضين لنظام البصمة، وإنما يعارض توقيت عملهم، مؤكدين ان تغيير توقيت محاضراتهم لتبدأ في السابعة والنصف يسهل عملهم دون اهدار الوقت، حيث ان طبيعة عملهم نظرية وتختلف عن طبيعة عمل متخصصي الموسيقى التي تأخذ طابعا عمليا ويبدأون عملهم في وقت متأحر من الصباح.من جانبه أكد الوكيل المساعد للتعليم العام بالانابة فيصل المقصيد انه سيجتمع مع ادارة التنسيق للعمل على ايجاد حل لمطالب المعتصمين، مشيرا الى انه سيقوم بالاطلاع على الشاغر في المدارس الذي يتعلق في رؤساء الاقسام بمختلف المواد الدراسية والكثافة الطلابية التي تتطلب وجود رئيسين للقسم.وقال المقصيد في تصريح للصحافيين انه لن يقبل الظلم واننا كمسؤولين موجودون لخدمة المعلمين والمتعلمين وجميع العاملين في التربية مبيناً انه سيعمل على حل المشكلة وتحقيق العدالة واعطاء كل ذي حق حقه.وأوضح اننا نعمل على توفير افضل الاجواء لاهل الميدان لكي يؤدوا عملهم على اكمل وجه.وكان وكيل وزارة التربية الدكتور هيثم الاثري استقبل عددا من المعتصمين، واستمع الى ارائهم ومقترحاتهم، مشيرا الى انه سيدرسها مع قطاع التعليم العام وايجاد الحلول المناسبة لموضوعهم، مؤكدا انه لن يقبل بظلم احد واي شخص له حق سيأخذه. وخرج المعتصمون من التربية وعلامات الرضا على وجوههم شاكرين تفهم الوكيل الاثري والوكيل المقصيد لمطالبهم.