أحيت المنابر الحسينية صباح أمس ذكرى عاشوراء باستحضار القيم الخالدة لثورة الإمام الحسين بن علي حفيد رسول الله (ص)، التي جسدها الإمام باستشهاده في العاشر من محرم، معلياً مبادئ وتعاليم الدين الحق، في رفض الظلم.ووسط إجراءات أمنية منظمة ومكثفة، توافد منذ ساعات الصباح الأولى أمس الآلاف على مجالس العزاء في الحسينيات التي غصت أركانها وجوانبها بالحشود مرددة شعار «لبيك يا حسين»، للاستماع إلى خطباء المنابر الحسينية، الذين سردوا تفاصيل استشهاد الإمام الحسين وأهله وصحبه في موقعة الطف في كربلاء.وشدد الخطباء على ضرورة وحدة كلمة المسلمين والابتعاد عن الفرقة والطائفية، وكل ما من شأنه ان يساعد في إضعاف المسلمين.واستعرضوا الملحمة الكاملة لاستشهاد الامام واهله وأصحابه، بدءا بالتذكير بأسباب احياء الذكرى، باعتبارها خالدة تحمل في جوهرها معاني قيمة وجليلة، منها انه ضحى بنفسه واهل بيته وصحبه في سبيل اعلاء راية الاسلام والدين، والوقوف مع الحق والعدالة والحرية والمساواة، وغيرها من العبر العظيمة.وفي حسينية آل بوحمد قرأ خطيبها الشيخ صالح الفرحاني مقتطفات من خطبة الامام الحسين في العاشر من محرم.وفي الحسينية العباسية استعــــرض خطيب المنبر الحسيني الشيخ فاضل المالكي في الليلة العــاشـــــرة، الأســـــباب التي جعلت الإمام الحسين (ع)، يصرعلى المضي قدما في موقفه حتى الاستشهاد، رغم ان هناك تجارب سبقته لأبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأخيه الحسن (عليهما السلام)، منوها ان التاريخ لم يشــهد موقفا للسابقين واللاحقين كموقف الإمام الحسين، وهذا ما أعلن عنه الإمام الحسن، عندما قال لأخيه الحسين «لا يوم كيومك يا أباعبدالله»، مبينا أن في هذه الكلمة مغازي ومعاني كثيرة يضيق المجال لحصرها.وأوضح المالكي ان «فريق العلماء من المحققين خلصوا إلى ان يوم الحسين، يوم متميز بحكم فقهي خاص، قد يعبر عنه بأنه حالة خاصة، وليس بالضرورة أن يسري هذا الموقف على أحد، لأن ما حدث في موقف الحسين يظهر ان خصوصيته في حركته وموقفه وزمانه ومكانه، وبالتالي فإن الحكم الشرعي يتغير بتغير المكان والزمان».وقال ان الإمام عندما خرج كان يريد إصلاح الدين «إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي»، لافتا إلى ان الإمام كان هدفه واضحا منذ البداية، فهو قال أيضا «من لحق بنا استشهد ومن تخلف عنا لم يدرك الفتح»، منوها أن الإمام كان يعرف مصيره، ولم يتحدث عن نصر عسكري، عندما قال «لم يدرك الفتح»، وإنما كان يتحدث عن نصر معنوي وسياسي.من جانبه، قال الأمين العام للفقه الإسلامي أبوالقاسم الديباجي، ان «رسالة الإمام الحسين من ذكرى عاشوراء لا تنحصر بمكان وزمان، فهي صالحة لكل العصور والأزمنة، ويمكن الاستفادة منها في كل وقت»، مبينا ان «رسالة الإمام الحسين كانت تهدف إلى إرساء قيم الولاء والمحبة والأخوة والوحدة والوفاء».وأضاف الديباجي «علينا ان نتعلم من الثورة الحسينية مبدأ الولاء والوحدة، خصوصا في ظل المصائب التي وردت وترد على الأمة الإسلامية بسبب تفرقها»، مبينا ان «رسالة الإمام تحث على الوحدة والتجمــــع فــــي مواجهـــــة أعــــداء الدين».وتابع «تعلمنا الثورة الحسينية ولاء الوفاء بمعنى يجب على ان يكون الإنسان المسلم وفيا لأهله ووطنه»، لافتا إلى ان «ولاء الوفاء تلألأ في العاشر من محرم في ذكرى استشهاد الإمام الحسين، فالروايات ذكرت كيف دافع صحابة الإمام الحسين عنه دفاعا عظيما».
محليات
الخطباء شددوا على أهمية الاستفادة من السيرة الحسينية في الوقوف مع الحق والعدالة والحرية
عاشوراء... إرساء لقيم الولاء والأخوة والوحدة والوفاء
02:54 م