«البؤساء»، رواية للكاتب ?يكتور هيوغو كتبها في العام 1862 لتعتبر أعظم روايات القرن التاسع عشر تم تحويلها إلى مسرحية في العام 1980 ولا تزال تعرض حتى الآن في مسارح برودواي وجرى تحويلها إلى فيلم موسيقي في العام 2012 وطيلة الـ 150 عاماً وفرنسا الثرية بتنوعها الثقافي تجدد ماضيها وتصفق له لتعيش امتداده في حاضر لا ينتقد حضور ماضيه.في فرنسا، هناك بؤساء على المسرح، وفي الكويت هناك بؤساء خارج المسرح صنفوا أنفسهم نقاداً من دون أن يدرسوا النقد خوفاً على صحتهم النفسية، لأن الأسطورة المخيفة تقول: «إن كويتياً مدح كويتياً آخر مات قهراً».والكويتي إذا مدح، خرج له كويتي آخر من تحت الأرض ليقول له: «بالغت في المدح وإن كان الممدوح يستحق»، بل لم يوفه المدح حقه كالعملاق شادي الخليج الذي كان حضوره على المسرح مجدداً يعادل حضور وديع الصافي في أبهى حالاته ويتلاقى الصوتان بعظمتهما وعظمة خالقهما سبحانه وتعالى.وأخيراً، الكويتي، وسبحان الله، إن لم يجد في الوردة عيباً، قال عنها إنها جزء من ماضٍ لم يرتقِ الحاضر إليه.وهكذا كان ملخص الانتقادات التي طالت «مذكرات بحار»، ولبؤسهم استكثروا على الشاعر محمد الفايز أن يكون فيكتور هيوغو الكويت ومذكراته بؤساءنا.بؤساؤنا يرون في تجديد الماضي انتقاصاً للحاضر وعجزاً عن مواكبة المستقبل، وهم أنفسهم يعجزون عن قبول رأي يخالف رأيهم.عن تفوق الصورة على أصلها وإبداع الحاضر بشبابه في تجسيد الماضي وترسيخه وتكريسه، شاهد على عصر وموثق له مجسداً معاناته مزهواً بإنجازاته مثلما كانت «مذكرات بحار» التي انقسم جمهورها بين فريقي «النوستالجيين» الذين عاشوا الفخر في الانتماء لهذا الجمال الذي يكبر في أعماقهم، وفريق الذين فاتهم هذا الجمال... هم لم يعيشوه، لكنهم عايشوه وفرحوا به حتى كادوا أن يعبروا عن فرحهم بالأحضان.ولأن للفرح أعداء، كما للنجاح أعداء، هدف العدوين أن يلعنا الظلام ويلعنا من يشعل شمعة، لأنه لم يشعل كشافاً من ضوء والكهرباء مقطوعة.وللإبداع أعداء أيضاً قللوا من إبهار العمل الفني وجهود القائمين عليه بتسجيله وعرضه تلفزيونياً، فخرج خالياً من الإبهار الذي شهدناه على المسرح، وهو سبب عدم تسجيل وإذاعة مسرحيات برودوايولهذا السبب، فإن «البؤساء» الذين يستنكرون توثيق الماضي وتكريسه، لا يستنكرون حضورهم حفلات مماثلة كالكلثوميات وأعمال الرحابنة، وهم أنفسهم الذين يسعون إلى الحصول على تذاكر «البؤساء» من السوق السوداء ثم ينتقدون ارتفاع أسعار التذاكر.reemalmee@
مقالات
رواق
«البؤساء»
02:32 م