واصلت المجالس الحسينية إحياء ذكرى عاشوراء واستشهاد أبي عبدالله الحسين (ع)، من خلال سرد التفاصيل التي أحاطت بالامام في اليوم السابع من عاشوراء، والتضحيات التي قدمها آل بيته وعلى رأسهم أبوالفضل العباس.وفي حسينية آل بوحمد، تحدث خطيب المنبر الحسيني صالح الفرحاني في الليلة السابعة من عاشوراء، عن صفة البخل، وقال «هذه الصفة مذمومة أخلاقيا، وهي تعني منع الشيء عمن يستحق»، مبينا «أن البخيل يجعل من يعيش معه في بؤس وعناء، وهي صفة تنمو مع الانسان».وأضاف الفرحاني أن «هذه الخصلة حاربها الإسلام وشجع على الكرم والسخاء شريطة ان يتم انفاق الأموال لوجه الله»، مستغربا الأوضاع الراهنة التي «يكثر فيها العطاء، ولكن دون وجه الله، ولكن من أجل الرياء والسمعة والشهرة».وقال من «الصفات التي نبذها الإسلام أيضا صفة التعالي»، داعيا شباب المسلمين إلى الاقتداء بالرسول الأكرم (ص) الذي كان «يأكل على الأرض ويركب الحمار العاري ويرقع ثوبه بيده».وفي الحسينية العباسية بمنطقة المنصورية، تحدث خطيب المنبر الحسيني الشيخ فاضل المالكي، عن محور «علم الإمام»، حيث قال «لا يعلم الغيب إلا الله وعلم الإمام أو المعصوم يرتبط بمساحة العلاقة بين علم الإمام وسلوكه».وأوضح المالكي ان هذا الموضوع «لابد وان يخضع للموازين العلمية لا للتهريج كما يحدث في بعض الأحيان، حيث يقدم بعض الجهلاء انفسهم في ما لا يعرفون»، منوها ان «علم الغيب مختص حصريا بالله عز وجل، وتسميته علم الغيب بالنسبة لله تسمية مجازية، فالله عزوجل عالم الغيب والشهادة وكل العالم لديه مشهود، وهو محيط بكل شيء قبل الوجود وبعده، ولا يغرب عنه شيء في الأرض والسماء، وهو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد».وأضاف «الله العلي القدير هو مشرع الأحكام وهو المحيط والحكيم والرحيم»، لافتا إلى ان «التشريع يحتاج إلى العناصر الثلاثة السابقة، فعلم الغيب الكل يتفق أنه مختص بالله، لكن الحق تبارك وتعالى هو القائل أيضا في آية الكرسي (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)، إذن هناك في الأمر استثناء».وتابع ان «الله عزوجل زود هؤلاء بما شاء من حكمته بأمور تشريعية وأخرى تكوينية، وقد صدق الله رسوله الرؤيا الحقة عندما أنبأ رسوله بفتح مكة قبل فتحها»، مبينا أنه «لا يوجد نقاش ان الرسول يمكن ان يحاط بجملة غيبية، ولكن لا يمكن ان يكون شريكاً لله عز وجل عالم الغيب، فعلم الرسول محدود بما تقتضيه الحكمة الإلهية، وهو علم مكتسب من الله». وتساءل عن حدود العلم الذي يختص به بالرسول، قائلا «هذه الحدود لا يعلمها إلا الله عز وجل، إذا فتحتم كتب الحديث والعقائد، مخاطبا الحضور، يمكن ان تشوش أذهانكم ولكن باختصار، ان الله لا مانع ان يزود رسله بالمعلومات التي تتوقف عليها رسالتهم ومهمتهم، حتى يسدد رسله وأنبيائه حتى تتم الحجة على العباد».وقال ان «الامام يمكن ان يتلقى ولو عن طريق النبي، جملة من العلوم الخاصة التي ترتبط بكونه حجة الحق على الخلق لكل ما يحتاج إليه الناس، وقد يكرمه ببعض المعلومات الأخرى التي لا ترتبط بالمسائل التشريعية».
محليات
ذكّروا بتضحيات آل بيت النبي وعلى رأسهم أبوالفضل العباس
خطباء الحسينيات حضّوا الشباب على نبذ التعالي والاقتداء بالرسول الأكرم
02:54 م