تتمتع الكويت بمجموعة من المطربين المميزين الذين كان لهم الدور الرئيس في تميز الاغنية الخليجية الحديثة اذ انهم اكملوا مسيرة من سبقوهم من المبدعين من شعراء وملحنين ومطربين.ومن بين تلك الاصوات المبدعة الفنان أحمد عبد الكريم، الذي جمع بين الغناء والتلحين كما انه يمتاز بقوة صوت تمنحه تميزا في الحفلات الغنائية اضافة الى عذوبة الصوت وقدرته على التطريب كما انه يتماز بثقافة فنية عالية جدا.وللفنان أحمد عبدالكريم مجموعة كبيرة من الاغنيات سواء كانت باللغة العربية الفصحى او باللهجة الشعبية، اذ انه غنى فن الصوت والكثير من السامريات،اضافة الى القصيدة الغنائية الحديثة وتعاون مع العديد من المطربين المحليين والخليجيين كما انه عمل على تطوير قسم الاذاعة بوزارة الاعلام عندما كان يشغل منصب مراقب الموسيقى.ولا يمكن تناول ابداعات الفنان عبدالكريم من خلال مقالة صغيرة لانه يمتلك رصيدا كبيرا من الاغنيات والمحطات الفنية عبر مسيرته الطويلة خاصة انه ينتمي الى العصر الذهبي للاغنية الكويتية.ومن أبرز أغنيات عبدالكريم، «يا هلا هلاوين» و«حرة يا غوالي» و«الزين محلاه» و«الله عليك الله» و«درب الهوى»و«محبوبتي السمرة» و«يا محمل العشاق» واغنية الرائعة «يا حمام» شعر فهد بورسلي، التي ما زالت تردد على مسامع الجمهور وتنافسها الاغنية الاكثر شهرة له هي اغنية «فل الشعر» شعر سلطان عبدالله السلطان اذ انها ما زالت تنبض بيننا، بل انها تغنى في الحفلات الخاصة، وتردد بين الجيل الجديد من الجمهور ليس في الكويت فقط بل حتى في منطقة الخليج العربي.وللفنان عبدالكريم دور بارز كملحن ،ويكفيه فخرا ان فنان العرب محمد عبده غنى من ألحانه أغنيته الرائعة «أنا خايف يستمر صمت الشفايف» ،كما غنى له مجموعة من المطربين الكويتيين وفي مقدمهم الفنان غريد الشاطئ، الذي غنى من ألحانه أغنية «يا حبيبي» و«خل الهوى» وغنى له الفنان مبارك المعتوق «ليش هالاسمر» وغنى له الفنان غازي العطار «قومي و ارقصي» وتلك الاغنيات للذكر وليس للحصر.ولا ننسى دوره في القاهرة ابان الاحتلال العراقي الغاشم للكويت في العام 1990، حيث عمل مع زملائه الكويتيين من ادباء واعلاميين وفنانين في نصرة الحق الكويتي، فكان له دور كبير في تنظيم بعض الانشطة الغنائية التي غنى بها الفنان الكبير طلال مداح ومجموعة اخرى من الفنانين العرب.وكان له دور بازر ايضا في مرحلة اعادة بناء قسم الموسيقى باذاعة الكويت بعد التحرير مع زملائه، حيث كان الدمار كبيرا، حيث شغل منصب مراقب لقسم الموسيقى قبل ان يتقاعد.وعندما أتناول فنان بحجم عبدالكريم، انما أشير إلى ابن بار من ابناء الكويت عمل على رفع اسم الكويت عاليا ،من خلال مجاله كمطرب وكملحن. كما انني ذكرت بعض اعماله وهي للذكر وليس للحصر، لان لديه الكثير من الاغاني التي تستحق ان تذكر والكثير من المحطات الفنية التي يجب التوقف عنها. كما انني أتمنى الاحتفاء بهذا الفنان الذي يستحق جائزة الكويت التقديرية. وأتمنى من اذاعة الكويت تكليفه اعداد وتقديم برنامج فني يستعرض من خلاله المخزون الكبير الذي لديه من المعلومات الفنية في عالم الاغنية والالحان، كي يكون هذا البرنامج اضافة الى مكتبة اذاعة الكويت التي باتت تفتقر الى البرامج الفنية الجادة. كما انني أتمنى ان يكون مستشارا لفرقة اذاعة الكويت التي هي بحاجة ماسة الى خبرات الفنان أحمد عبدالكريم.* كاتب وفنان تشكيلي كويتي