مواقع التواصل الإجتماعي ليست مرتعاً سائباً كما يعتقد البعض، وليست مكاناً يفعل فيه من يشاء ما يشاء وقتما شاء، فهذه المواقع وضعت شروطاً وقواعد عدة لاستخدامها سيكون المستخدم آمناً ما التزم بها، لكنه سيجد حسابه معلقاً أو مغلقاً بشكل نهائي وربما وجد نفسه طرفاً في نزاع قضائي إذا ما أخل بأحد هذه الشروط التي قلما يقرأها المستخدمون قبل ضغط زر الموافقة والشروع في استخدام هذه المواقع والكتابة فيها.«تويتر» لم يكن بدعاً من هذه المواقع، فقد سن لنفسه مجموعة من الأحكام والقواعد الدقيقة التي يقول إنه «يتم تغييرها من وقت لآخر»، لكنها في النهاية تتمحور حول ضبط عملية التغريد وضمان عدم الإساءة للآخرين.وشكل تجاوب موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مع شكوى المحامي الكويتي حسين العصفور ضد حساب «الصندوق الأسود» الذي أساء إليه نموذجاً لإمكانية استخدام المغردين «حقوقهم» التي تنص عليها سياسات الموقع.لكن الكم الهائل من الشكاوى لدى المباحث الالكترونية ضد حسابات في «تويتر» تفيد بأن الجزء الأكبر من أصحاب الشكاوى المتضررين لم يطلعوا على قواعد الاستخدام والسياسات التي حددها الموقع لحفظ حقوقهم ممن يسيء إليهم باستخدام الموقع نفسه.وقد يكون الشرط الأهم الذي حدده موقع التواصل الاجتماعي الشهير والذي تندرج تحته الكثير من البنود هو «منع استخدام الحساب في أي نشاط غير قانوني، وجميع المستخدمين في كل أنحاء العالم عليهم الامتثال لجميع القوانين المحلية المتعلقة بسلوك الإنترنت والمحتوى المقبول»، بما يعني قانون الجرائم الالكترونية وغيره من القوانين المحلية تسري بشكل كامل على مستخدمي «تويتر» في الكويت.ومن بين الشروط التي حددها موقع «تويتر» أنه «قد يتم تعليق الحسابات التي تستخدم الأسماء التجارية أو الشعارات لتضليل الآخرين، وبالتالي فأي حساب يستخدم علامة تجارية مسجلة لجهة ما فإنه سيواجه التعليق»، بل إن «تويتر» زاد في تلك المسألة بالقول «نحتفظ بالحق في استرداد أسماء المستخدمين نيابة عن الشركات أو الأفراد الذين يملكون دعوى قضائية أو علامة تجارية ضد هذه الأسماء».كما يشدد «تويتر» على حقوق الطبع والنشر قائلاً «سنتجاوب مع كل الملاحظات الواضحة والمكتملة في شأن انتهاك حقوق الطبع والنشر». وكذلك منع استخدام المواد الإباحية حيث جاء في البنود «لا يمكنك استخدام وسائل المواد الإباحية أو العنف المفرط في صورة البروفايل أو الصورة الرئيسية».وحاول «تويتر» الموازنة بين حرية التعبير واحترام الآخر، فصاغ بنداً جاء فيه «نحن نؤمن بحرية التعبير وقول الحق للسلطة، ولكي نضمن أن الناس يشعرون بالأمان، فإننا لا نتسامح مع السلوك الذي يتجاوز إلى حد سوء المعاملة، بما في ذلك السلوك الذي يضايق أو يخيف أو يستخدم في إخافة أو إسكات صوت مستخدم آخر».ولم يفت «تويتر» أن يحذر من الإرهاب والترويج له، فأورد بنداً جاء فيه «لا يجوز لك التهديد بالعنف أو الترويج للعنف، بما في ذلك تهديد الإرهاب أو الترويج له»، كما أنه حذر من التحرش بالقول «لا يجوز لك التحريض على مضايقات الآخرين أو الانخراط فيه».وعن خصوصيات الآخرين، أورد «تويتر» في الشروط «لا يسمح بإذاعة أو نشر أي معلومات سرية وخاصة تعود لآخرين، مثل أرقام بطاقات الائتمان أو عنوان الشارع أو أرقام الضمان الاجتماعي والهوية الوطنية، دون إظهار ما يخول لك ذلك أواستئذانهم. بالإضافة إلى ذلك، لا يجوز لك نشر صور أو مقاطع فيديو حميمية تم التقاطها أو توزيعها دون موافقة الشخص المعني».وكان للروابط الضارة نصيب من تحذيرات تويتر حيث أورد بنداً جاء فيه «لا يجوز إذاعة محتوى ضار أونشر روابط تضر بمتصفح الآخرين أو أجهزتهم أو انتهاك خصوصيتهم».واحتفظ «تويتر» لنفسه بالحق في تعليق الحساب أو إغلاقه بعبارة جاءت شاملة ومتضمنة كل سبق، وجاء فيها «يحتفظ تويتر بحق إنهاء حسابك فورا دون إشعار آخر في حال القيام بانتهاكك هذه القواعد والشروط».وأعلن موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أخيراً عن حذف حوالي 300 ألف حساب خلال النصف الأول من العام الحالي، حيث كانت تلك الحسابات تستعمل لتعزيز الإرهاب. وسمحت الضوابط الداخلية بإلغاء هذه الحسابات بدلاً من الاستجابة لطلبات الحكومة بإغلاقها.ويعرف «تويتر» عملية تعزيز الإرهاب بأنها التحريض أو الترويج لنشاطات مرتبطة بمنظمات ارهابية معترف بها دولياً تدعو للعنف، وكانت الغالبية العظمى من التنبيهات المتعلقة بالحكومات المعنية تندرج تحت بند «السلوك المسيء»، بحيث تشمل التهديدات العنيفة والمضايقات وسلوك الكراهية وانتحال الهوية.ومن الشروط اللازمة لتقديم شكوى إلى إدارة الموقع أن يكون لصاحب البلاغ حساب على «تويتر» أن يكون المحتوى المراد التبليغ عنه مخالف لأنظمة وقوانين الموقع.ويمكن تقديم الشكوى من خلال مراسلة موقع «تويتر» مباشرة بخطوات قد لا يتجاوز وقت إنجازها دقيقة واحدة مع إرفاق عدد من المستندات التي تثبت صحة الشكوى وهوية صاحبها للتأكد من مدى جديتها، حيث يعمل فريق «تويتر» على دراسة الطلب واتخاذ اللازم في شأنه.
أخيرة
غالبية المستخدمين يوافقون على شروط الموقع دون قراءتها وفهمها
twitter الالتزام بالقواعد... وإلا !
06:18 م