مكسيكو سيتي - رويترز، أ ف ب - لقي مئات الأشخاص حتفهم في الزلزال الذي ضرب وسط المكسيك، أول من أمس، فيما هرع عشرات الآباء إلى نبش أنقاض مدرسة في ولاية مكسيكو أملاً في إنقاذ أطفالهم.ووقع الزلزال، الذي بلغت قوته 7.1 درجة، بعد زلزال بقوة 8.2 درجة ضرب جنوب البلاد مطلع سبتمبر الجاري موقعاً نحو 100 قتيل، وبعد 32 عاماً بالتمام على زلزال 1985 الذي ألحق دماراً هائلاً في العاصمة مكسيكو سيتي وأوقع آلاف القتلى.وأظهرت مقاطع فيديو عنف الهزات، حيث كانت مبانٍ تنهار ووقع انفجار قوي في إحدى العمارات، كما كشفت صور مروعة، في منطقة سوتشيميلكو المليئة بالبحيرات جنوب مكسيكو، أمواجاً عاتية تهز المراكب في الأقنية التي عادة ما تكون مياهها هادئة، كما تم رصد حرائق في مناطق عدة وانهيار أجزاء من كنائس قديمة في ولاية بويبلا الجنوبية، في حين انقطع التيار الكهربائي عن نحو 40 في المئة من سكان مكسيكو سيتي، و60 في المئة من سكان ولاية موريلوس.وأعلنت وكالة الحماية المدنية مقتل 226 شخصاً، على الأقل، مشيرة إلى أن عدد القتلى في مكسيكو سيتي وحدها ارتفع إلى 117 شخصاً.وأوضحت أن ولاية موريلوس، جنوب العاصمة، تضررت بشدة أيضاً حيث قُتل 55 شخصاً، فيما وردت أنباء عن سقوط 3 قتلى في ولاية جيريرو على ساحل الأطلسي.ونشطت فرق الإسعاف بحثاً عن ناجين وسط الحطام، بعدما تسبب الزلزال بانهيار مبان عدة، زارعاً الذعر بين السكان.وبين الضحايا 21 طفلاً قضوا في انهيار مدرستهم في مكسيكو، فيما هرع العديد من الآباء والأمهات إلى أنقاض المدرسة وشاركوا في عمليات البحث عن نحو 30 طفلاً اعتبروا في عداد المفقودين.وفيما قال مساعد وزير التربية خافيير تريفينيو «أحصينا 25 قتيلاً، بينهم 21 طفلاً و4 بالغين في مدرسة إنريكي ريبسامن الابتدائية»، أفاد مسؤول في عمليات الإغاثة أن «الحصيلة 26 قتيلاً، هم 21 طفلاً و5 بالغين» في المدرسة.وقالت معلمة في المدرسة، شاركت في عمليات البحث خلال الليل، «انهار قسم من المبنى وانهمرت علينا سحابة من الغبار»، مشيرة إلى أن الأطفال الذين قتلوا تتراوح أعمارهم بين 7 أعوام و13 عاماً.من ناحيتها، قالت أدريانا دفارجو (32 عاماً)، وقد احمرت عيناها بعد انتظار ساعات لمعرفة أي أنباء عن طفلتها البالغة من العمر 7 أعوام «يستخرجون أطفالا طوال الوقت. لكننا لا نعرف شيئا عن ابنتي».وقدم الرئيس إنريكي بينيا نييتو تعازيه للعائلات قائلاً في إعلان إلى السكان «للأسف خسر أشخاص أرواحهم بمن فيهم أطفال»، متوقعاً ارتفاع الحصيلة الإجمالية في ظل وجود «مفقودين قد يكونون مطمورين تحت الأنقاض»، كما أمر بإخلاء المستشفيات المتضررة وبنقل المرضى.على صعيد آخر، أعلنت إسرائيل عزمها إرسال إلى المكسيك طاقماً مؤلفاً من 70 جندياً، بما يشمل مهندسين ومتخصصين في عمليات البحث والانقاذ.وأوضح ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن «الطاقم يضم 25 مهندساً سيعملون على فحص البنى التحتية والمباني للتأكد من سلامتها».